"بيت الوطن" مشروع حكومي يواجه الفشل.. مد الحجز 6 مرات وتخفيض سعر الأرض والمُقدّم.. وانخفاض الإقبال مازال مستمرًا

نائب وزير الإسكان: السبب فى عدم نجاح المشروع نقص الترويج والدعاية
حكومة "الجنزوري" خفّضت مُقدّم الحجز من 50% إلى 35% ومدّت الفترة الزمنية
رئيس مركز بحوث الإسكان: مشروع "بيت الوطن" أسعاره مرتفعة عن السوق بنحو 10% واجه مشروع "بيت الوطن" العديد من المحطات المهمة خلال العام الماضي والذي أطلقته وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية في مارس الماضي لإسكان المصريين بالخارج كأحد محاور المشروع القومي للإسكان الاجتماعي الجديد، والذي طرحت من خلاله 7 آلاف قطعة أرض بـ6 مدن جديدة.
حيث أطلق المشروع بأسعار سابقة التحديد من قبل هيئة الخدمات الحكومية التابعة لوزارة المالية، لتخصيص أراضٍ بمساحات من 350 مترًا مربعًا الي 800 متر مربع بعدد من المدن الجديدة للمصريين بالخارج وبالدولار بأسعار تراوحت من 200 دولار تقريبًا بالمنيا الجديدة الي 675 دولارًا في مدينة الشيخ زايد .
وتم الترويج للمشروع قبلها بفترة طويلة ، والدكتور فتحي البرادعي وزير الاسكان وقت الطرح أن المشروع يستهدف توفير فرصة للمصريين بالخارج للحصول علي قطعة أرض بالوطن لتأكيد ارتباطه بها ، ولتوفير مبالغ مالية عاجلة بالعملة الصعبة لمساندة خزينة الدولة التي تعاني من نقص شديد في النقد الاجنبي.
مؤكدا أن الدولة تمنح المصريين بالخارج فرصة لمساعدة وطنهم ودعمه ماديا بدون طلب التبرع ويحصلوا علي قطع أرض متميزة مقابل هذا الدعم ، مؤكدا أن المساحات والمدن التي تم الطرح بها جاءت بناء علي لقاء عدد من المصريين المقيمين بالخارج الذين طالبوا بمساحات كبيرة في المدن الجديدة وفي مناطق مميزة .
وعقب فتح باب الحجز الذي كان مقرر له فترة شهر وبضعة أيام حتي نهاية إبريل ، فوجئت الوزارة بشكوي كبيرة من ارتفاع أسعار الأرضي وعدم إقبال كبير علي الحجز ، مما اضطرها لمد باب الحجز لأول مرة حتي نهاية مايو 2011 ، واستمر فشل المشروع في اجتذاب المصريين بالخارج للحجز به.
فاضطرت حكومة الجنزوري بتخفيض مقدم الحجز من 50% إلي 35% وزيادة المدي الزمني لسداد باقي المبلغ لـ3 أعوام بدلا من عامين واستمر عدم نجاح المشروع وعدم الإقبال علي الحجز ، كما قام مسئولو وزارة الإسكان بجولة بعدد من دول الخليج استمرت لمدة 15 يومًا التقوا بها عدد من الجاليات المصرية بالخليج لبحث مطالبهم بشأن المشروع والعوائق التي تمنعهم من الحجز بالمشروع .
وتم مد باب الحجز للمرة الرابعة مع تخفيض 10% من قيمة الأراضي ، واستمر فشل المشروع ولم تتمكن الدولة من تسويق حوالي 7 آلاف قطعة أرض خلال أكثر من 9 أشهر ، وقبل عدة أيام تم مد باب الحجز للمرة السادسة ، وسط تكتم من مسئولي الوزارة عن عدد من قاموا بالحجز حتي اليوم .
وقد أكد المهندس محمد نبيه نائب وزير الإسكان للشون العقارية بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في تصريحات خاصة لــ" صدي البلد " أن سعر الأراضي معقول ويوازي قيمتها والسبب في عدم نجاح المشروع هو عدم الترويج الجيد له، مؤكدًا أن المواطنين يتهافتون للحجز بمشروعات القطاع الخاص لنجاح الدعاية والتسويق لها ، مؤكدا أن الوزارة أخطأت بعدم اسناد دعاية المشروع الي شركة متخصصة ، مؤكدا أن الاسعار جيدة جدا وأول مزاد سيشهد أسعارًا تتجاوز أسعار بيت الوطن .
فيما أكد الدكتور خالد الذهبي رئيس مركز بحوث الإسكان وعضو اللجنة الوزارية لمشروع بيت الوطن أن الأسعار بالفعل مرتفعة بعض الشئ ، ولكن بنسبة لا تتجاوز 10 % من أسعار السوق وهو مقابل لمدي تميز الأراضي .
يذكر أن سوق الاستثمار العقاري والعقارات يعاني من ركود كبير عقب ثورة 25 يناير بسبب غياب الامن وتخوف الكثيرين من شراء أراضٍ أو عقارات خوفا من استمرار الأوضاع السياسية المضطربة والأوضاع الاقتصادية والأمنية غير المستقرة ، مع توقعات مؤخرا بزيادات كبيرة لأسعار الوحدات والعقارات والأراضي بسبب ضرائب العقارات وزيادة أسعار الحديد والأسمنت كتداعٍ لقرارات الحكومة الأخيرة الخاصة بزيادة رسوم دخول الحديد بالاضافة لقانون الضرائب الجديد المتوقع تطبيقه خلال الفترة القادمة .