هتدفعوا كام ؟.. شرط ضيوف الفضائيات للظهور على الشاشة

يحكي أحد المعدين في برنامج توك شو شهير، أنهم احتاجوا ذات مرة لـ مداخلة تليفونية من سياسي شهير على الهواء مباشرة للتعليق على أمر ما يخص القضية محل النقاش، غير أن السياسي أو ما كان يسمى بـ الناشط في وقتها طلب من المعد تقاضي مبلغ مقابل الحديث إلى البرنامج عبر الهاتف.

لم يكن الناشط معروفا أو يتتبع الجمهور أخباره قبل ثورة يناير، لكن بعد الثورة ظهر الناشط السياسي المعترض دائما - بحسب قول المعد - تاركا خلفه مجالين أبدع في أحدهما ليلتحق بركب الوجوه المعروفة سياسيا ويستغل ذلك من أجل كسب المال.

ليس الفنانون فحسب
فكرة حصول الضيف على مقابل مادي في البرامج التلفزيونية اقتصرت قديما على الممثلين والمطربين من نجوم الصف الأول، خاصة في برامج المنوعات، لكن ظهور بعض الأشخاص ممن يصنفون بالخبراء أو الشخصيات العامة الذين يشترطون مبالغ مالية مقابل الظهور كان جديدا على المعدين والبروديوسر في البرامج.

بتدفعوا كام.. يشير أحد المعدين إلى أن هذه العبارة هي الأشهر على آذانهم حيث يرددها كثير من الضيوف أثناء الإتصال بهم للتحضير لاستضافتهم.

في حلقة شهيرة استضافت سمر يسري، الفنان محمود حميدة، وواجهته بـ مطالبه المادية المبالغ فيها مقابل الظهور في البرامج، فأجابها محتدا على السؤال "أنا أبويا مصرفش علية وعلمني علشان أجي أقعد معاكي هنا ببلاش".

من هذا المنطلق بات أصحاب الخبرة والمعلومات من المصادر الصحفية لا يتنازلون عن الظهور بمقابل مادي، حيث يزيد تمسك المصدر أو الضيف بهذا المبدأ، كلما كان مطلوبا أكثر لدى البرامج.

برامج تمنح مقابلا ماديا   
مائة دولار يتقاضاها الباحث والخبير الملم بمعلومات كافية حول أمر ما، مقابل الظهور لمدة ساعة على شاشة قناة سكاي نيوز الإخبارية، وهي قناة ذات طابع ومحتوى مميز تهتم ببث المعلومات من مصادرها الحقيقية والتعليق عليها من خبراء لهم حيثية أكاديمية وثقة.

على غرار ذلك، كانت بعض برامج التوك شو في مصر تعطي الضيف بعد انتهاء الاستوديو ظرف يحتوي على إسطوانة مدمجة مسجل عليها الحلقة وشهادة شكر إضافة إلى مبلغ 500 جنيه مصري.

يقول معد برامجي - كان يعمل في هذا البرنامج - إن البرنامج كان قد دأب على ذلك لفترة طويلة لحين تغير الإدارة وتغير القناة، وبات الفكر المسيطر على الإعلام تجاريا يبغي في المقام الأول ترشيد النفقات، حتى توقف البرنامج عن ذلك.

وفي حال ما إذا كان الضيف مهما للغاية حضوره ولا بديل عنه وطالب بتقاضي مقابل مادي، يتم رفع الأمر إلى الإدارة التي تتفاوض معه على القيمة ومن ثم تصل إلى نتيجة و تبلغنا بالأمر.

مبالغ فلكية مقابل الظهور
لم يتحدد المقابل المادي لظهور أي شخصية عامة أو أحد المصادر الصحفية أو الخبراء في مجال ما، في أحد البرامج، على عكس الفنانين الذين لهم تسعيرة تزيد وتقل بحسب الشعبية والنجومية.

نصف مليون دولار أي ما يعادل 9 ملايين جنيه مصري طالبت بـ تقاضيهم إحدى الفنانات اللبنانيات نظير الظهور لمدة ساعة فقط على شاشة قناة مصرية، وهو ما اعتبره البعض مستفزا للغاية.

مواقع فنية في مصر نشرت كثيرا عن الأرقام التي يتقاضاها الفنانون، حيث جاء أبرزها الفنان الهندي شاروخان وافق على الظهور مع رامز بمقابل مادي قدره 400 ألف دولار بعد أن طلب 450 ألف دولار.

وحصل الفنان الجزائري الشاب خالد على 200 ألف دولار، بعدما طلب 250 ألف دولار وخُفض إلى هذا المبلغ، وظهر وائل كفوري مقابل 150 ألف دولار، وحصلت الفنانة فيفي عبده على أجر 400 ألف جنيه مصري.

أما عن الزعيم عادل إمام فقد أشارت تقارير إلى تقاضيه مبلغ مليون ونصف جنيه من أجل الظهور على شاشة MBC في برنامج "Yes, I’m famous".

كما تقاضت الفنانة اللبنانية إليسا مبلغ 70 ألف دولار أمريكي، نظير الظهور في برنامج كل يوم الذي كان يقدمه الإعلامي عمرو أديب على قناة ONE قبل أن ينتقل إلى MBC مصر.

من مذكرة معدة
ينقسم ضيوف القنوات الفضائية إلى فئتين من حيث المخصصات المالية الخاصة بهم كما اوضحت الزميلة رشا عمار ، والتي عملت كمعدة في إحدى القنوات الفضائية الكبرى.

عمار أكدت خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك مجموعة من الضيوف يحصلون على مبالغ ثابتة ومعروفة منهم الفنانين وكبار الكتاب، ومجموعة أخرى يتم تسعر أجرها وفقا للأحداث الجارية لافتة إلى أن الحدث يرفع السعر.

وتابعت: عندما يكون هناك حادث إرهابي مثلا تتنافس القنوات على استضافة المحللين السياسيين أو خبراء الأمن البارزين لمتابعة الحدث وبالتالي يرتفع المقابل الذي يحصلون عليه وقد يتراوح ما بين 1000 لـ 10 آلاف جنيه".

نجوم العرب الأعلى سعرا
وأشارت إلى أن النجوم والفنانين العرب، الأكثر ارتفاعا من حيث المقابل المادي الذي يحصلون عليه، لافتة إلى أن هيفاء وهبي  منذ عامين مثلا كانت تظهر مقابل 100 ألف دولار في الحلقة ، بينما طلبت شيرين عبد الوهاب حوالي 120 ألف جنيه للظهور بأحد البرامج.

عمار أضافت أن بعض النجوم عندما تحقق أفلامهم نجاحا في موسم معين يرفعون سعر استضافتهم في البرامج ، في حين يعرضون الظهور في بعض البرامج دون مقابل مادي إذا لم يكن لديهم فيلم ناجح خلال الموسم مثلا، مشيرة إلى أن الأمر في النهاية يتم حسمه من قبل القناة وفقا لحجم شهرة الضيف والإعلانات.

التلفزيون المصري لا يدفع للضيوف
من جهتها قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد ، عميد كلية الإعلام السابقة إن مسألة حصول الضيف على أموال مقابل ظهوره في البرامج لم يكن متعارفا عليه قبل ظهور بعض الفضائيات العربية التي كانت تمنح مكافآت للضيوف مقابل جهدهم ووقتهم وخبرتهم .

وأشارت إلى أنه في الماضي كانت الإذاعة تمنح أجورا لبعض كبار الكتاب مقابل عرض مادتهم في الإذاعة، لافتة إلى أن التلفزيون المصري على العكس لا يدفع أبدا للضيوف.

وأشارت إلى أنه من المقبول أن يحصل الضيف على أموال مقابل خبرته ومجهوده لافتة إلى أن هناك قنوات أخرى تستغل ذلك وتدفع أموالا مبالغ فيها مقابل أن يطرح الضيف رأيا معينا أو مغايرا للواقع مثل الجزيرة.