من رحم المعاناة يولد الأمل.. ملح سيوة الثروة الأكبر.. الطبيعة تهدي أهالي الواحة مليارات الجنيهات سنويا.. والأهالي: بها كنز يحوي ملايين الأطنان من الملح البلوري

تهافت الدول الأوروبية على الملح السيوي لجودته في إذابة الجليد
ملح سيوة لديه القدرة لإخراج الطاقة السلبية من الجسد
60 مليون طن من الملح المتجدد في الواحة جاهزة للاستخراج
"رب ضارة نافعة" كلمة على لسان كل مواطن بواحة سيوة، بعد أن تحولت مشكلة بوار الأراضي وتملحها بسبب زيادة مياه الصرف الزراعي إلى كنز من كنوز الواحة.
واحة سيوة تعد أقدم واحات مصر، والتي تحظى بجمال الطبيعة فضلا عن أهلها المتميزين بالترابط فيما بينهم وحسن معاملة زائريهم، كما يذاع صيتها بإنتاج أجود أنواع التمور والزيتون ليس على المستوى المحلي فقط ولكن وصلت جودة زراعتها لتنافس في الأسواق الخارجية.
وعانت الواحة خلال الفترة الماضية، من مشكلة الصرف الزراعي والذي يعد من أهم المشكلات التي عانى منها المواطن السيوي منذ أكثر من 40 عاما، وتسبب الصرف الزراعي في بوار الأرض، وعدم الاستفادة منها بسبب زيادة كميات المياه في باطن الأرض والتي تسببت في إحداث العديد من المشاكل للمزارعين، باحتراق الأشجار وبور مساحات من الأراضي.
وفجأة تحولت هذه الأراضي المتطبلة إلى ثروة كبيرة وهو (الملح) الذي اكتشف أهميته خاصة في الدول الأوروبية كأفضل أنواع الملح العالمي، والذي يدخل في العديد من الصناعات، إضافة إلى تمتعه بعناصر تستخدم في الدول الجليدية لإذابة الجليد بالمطارات والطرق الرئيسية.
ويقول مهدي محمد، أحد سكان سيوة أن بداية اكتشاف أهمية الملح كانت منذ 4 أعوام تقريبا، حيث تم اكتشاف مناجم ضخمة للملح في البحيرات الشرقية بالواحة المعروفة بأبو شروف ومنطقة أيزبير إضافة إلى 7 بحيرات أخرى غنية بالملح بمساحة إجمالية تقدر بنحو 55 ألف فدان على عمق 15 مترا تحت سطح البحيرة.
وأضاف أن كمية الملح الموجودة بهذه البحيرات التسع تقدر بنحو 60 مليون طن جاهزة للاستخراج، مشيرا إلى أن البعض أخذوا يجرفون الملح ويقطعونه ويحملونه على سيارات نقل مما أغضب شباب سيوة وقاموا بالتصدي لتجريف ثروات الواحة والحيلولة دون استيلاء مجموعة صغيرة من أصحاب النفوذ عليها ولكن الآن يتم تسويق الملح بإشراف من الدولة.
وأوضح أن هذه الثروة متجددة حسب تقديرات لجنة علمية من هيئة المساحة الجيولوجية والهيئة العامة للثروة المعدنية، فيما قال الشيخ عمر راجح أحد مشايخ سيوة، إن هناك العديد من الخبراء الذين زاروا الواحة، وأكدوا أن ملح سيوة يتسم بالتركيز العالي جدا بأعلى نسبة في العالم 800 ألف جزء في المليون وتتهافت عليه الدول الصناعية والأوروبية ليس فقط لقدرته العالية على إذابة الثلوج من الطرقات والمطارات ولكن لأنه يحتوى على 1400 عنصر يدخل في صناعات عديدة منها: "الصابون والحرير الصناعي وتكرير الزيوت والغزل والنسيج والكلور والصودا الكاوية والزجاج ومعجون الأسنان والمنظفات الصناعية وعمليات التبريد ووقود الصواريخ والبارود والطوب الحراري" حتى في معالجة الصرف الصحي وغيرها.
وطالب بضرورة الاستفادة من الملح لتوفير آلاف من فرص العمل للشباب بجانب تحقيق عائد مالي لأبناء الواحة و للخزانة العامة للدولة من رسوم استغلال تلك الملاحات والتي يمكنها الاستمرار في الإنتاج لمئات السنين لافتا إلى أن اكتشاف هذه الكميات الضخمة من الملح تكشف أن سيوة ومطروح هي مستقبل التنمية بمصر وأن هذا الموضوع الذى لو تم استغلاله الاستغلال الأمثل سيحول مصر إلى أكبر الدول المصدرة للملح فى العالم ويأتى بالمليارات لخزانة الدولة.
وقال محمد جيري، أحد أهالي سيوة إن هناك أكثر من 47 ألف فدان من الملح، تتوزع أربع بحيرات للصرف الزراعي، هي "سيوة والمراقي وأغورمي والزيتونة"، حيث كانت قديما بحيرات للصرف الزراعي فقط، قبل أن تتحول إلى كنز يحوي ملايين الأطنان من الملح الصخري البلوري، الذي يصنف باعتباره من أنقى أنواع الملح في العالم، الذي يدخل في العديد من الصناعات وله استخدامات عديدة.
وأشار جيري إلى أن ملح سيوة علاوة على أهميته في إذابة الجليد ودخوله في بعض الصناعات يعمل على إزالة الطاقة السلبية من الجسد وإزالة بعض الأمراض من الجسم، وأنه تم مؤخرا إنشاء مصنع تابع للقوات المسلحة لتكرير وتنظيف الملح قبل البدء في تصديره.
وطالب بضرورة الإسراع في تطوير طريق سيوة المليء بالحفر والتي تسببت عربات الملح في وجود حفر كثيرة به والذي يؤدي إلى وقوع حوادث يومية ووفاة عشرات المواطنين.