الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبواب الجحيم تنفتح في باريس.. مصادمات عنيفة بين عشرات الآلاف من محتجي السترات الصفر والشرطة.. إغلاق الشوارع والمتاجر والمعالم السياحية.. والأمن يستعين بالمدرعات.. وترامب يسخر من ماكرون

احتجاجات السترات
احتجاجات السترات الصفراء

  • الشرطة تمنع المتظاهرين من الوصول إلى قصر الإليزيه الرئاسي
  • اعتقال 700 متظاهر وإصابة 30
  • محتجون يرفعون شعارات تطالب برحيل ماكرون
  • ترامب: المحتجون في فرنسا يريدونني

نشرت فرنسا اليوم، السبت، 89 ألفا من عناصر قوات الأمن للتأهب لتجدد أعمال شغب متظاهري "السترات الصفر" المعترضين على ارتفاع تكاليف المعيشة للأسبوع الرابع.

ونفذت الشرطة الفرنسية حملات تفتيش صارمة في محطات ومتون القطارات لمنع المحتجين من الانتقال من أنحاء فرنسا إلى باريس، التي تُعد أسخن بؤر التوتر.

وتم إغلاق برج إيفل والمعالم السياحية الأخرى والمتاجر وعشرات الشوارع أمام حركة المرور، كما أغلقت متاحف ذات شهرة عالمية مثل متحف أورسيه واللوفر ومركز بومبيدو أبوابها وإزالة مقاعد الشوارع لتجنب استخدام القضبان المعدنية كمقذوفات.

وذكرت شبكة "أل سي إي" الفرنسية أن قوات الدرك الفرنسية تستعين بأكثر من 12 مدرعة لحماية بعض الأماكن، لا سيما مقر كاتدرائية نوتر دام دي باري.

وانتشر ثمانية آلاف شرطي في باريس لتجنب تكرار أحداث السلب والنهب مرة آخرى التي وقعت يوم السبت الماضي عندما قام مثيرو الشغب بإضرام النار في السيارات ونهب المحلات التجارية في شارع الشانزليزيه الشهير وتشويه قوس النصر برسم جرافيتي يستهدف الرئيس إيمانويل ماكرون.

ورغم كل تلك الإجراءات الاحترازية والاحتياطات، اندلعت أعمال عنف ومصادمات بالغة الحدة بين المتظاهرين والشرطة الفرنسية.

وقدرت الشرطة عدد المشاركين في المظاهرات اليوم بنحو 30 ألف شخص، أوقفت قوات الأمن نحو 700 منهم، وذكرت شبكة "سكاي نيوز" أن 30 شخصا أصيبوا، بينهم 3 من قوات الأمن.

وحاول متظاهرون اختراق الحواجز التي أقامتها الشرطة الفرنسية في شارع أرسين هوساي في باريس، وتدخلت الشرطة مستخدمة رذاذ الفلفل والقنابل المسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين.

وتجمع عدد كبير من المحتجين في ساحة قوس النصر الشهير بالعاصمة باريس، محاولين الوصول إلى قصر الإليزيه الرئاسي، إلا أن الشرطة استخدمت العنف وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم، لكن ما حدث أن العنف استفز مزيدًا من المتظاهرين في الشوارع المحيطة ودفعهم للانضمام إلى زملائهم في محيط قوس النصر.

وذكرت قناة "العربية" أن متظاهري السترات الصفر في فرنسا رفعوا شعارات يطالبون فيها بفرض ضرائب على الأثرياء.

وقالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن عناصر الشرطة في باريس صادرت معدات مجهزة لممارسة أعمال عنف كانت بحوزة محتجي حركة السترات الصفر.

وأوضحت الصحيفة أن بعض المعدات كانت ذات طابع دفاعي، مثل الخوذات والنظارات الواقية، وبعضها معدات هجومية مثل الكرات المعدنية والعصي والنبال.

وأضافت الصحيفة، أن عناصر الشرطة بملابس رسمية ومدنية تقوم بتفتيش العناصر المقبوض عليها من المحتجين.

وذكرت وكالة "سبوتنيك" نقلًا عن مصادر فرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد يضطر إلى إقالة رئيس الحكومة إدوارد فيليب لمواجهة غضب الشارع المتزايد.

وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، سخريته من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلا إن المظاهرات التي خرجت في أنحاء فرنسا تطالب باستقالة ماكرون، خرجت لأن المحتجين "يريدون ترامب".

وفي تغريدة أخرى له، زعم أن المتظاهرين كانو يهتفون "نريد ترامب" في أرجاء العاصمة الفرنسية، حيث قال: "اتفاقية باريس للمناخ ليست ناجحة بالنسبة لفرنسا، الاحتجاجات وأعمال الشغب تعم البلاد، والناس لا يريدون دفع مبالغ كبيرة من المال مثل الكثير من دول العالم الثالث من أجل الحفاظ على البيئة، ويهتفون نريد ترامب، أحب فرنسا".

واندلعت الاحتجاجات في نوفمبر بسبب الضغط على ميزانيات الأسر بضرائب الوقود.

ومنذ ذلك الحين تحولت المظاهرات إلى تمرد واسع شابه العنف، ولا يوجد زعيم رسمي لحركة الاحتجاج مما يجعل من الصعب التعامل معها.

وتقول السلطات إن الاحتجاجات اختطفتها عناصر يمينية متطرفة وعناصر فوضوية تصر على العنف وتثير الاضطرابات الاجتماعية في تحد مباشر لماكرون وقوات الأمن.

ومع ذلك، اضطر ماكرون للقيام بأول تنازل كبير في رئاسته بالتخلي عن ضريبة الوقود، وتراجعت شعبية ماكرون في استطلاعات الرأي.

ورغم هذا التنازل، تواصل حركة "السترات الصفراء" المطالبة بتنازلات أكثر من الحكومة بما في ذلك خفض الضرائب وزيادة الرواتب وخفض تكاليف الطاقة وحتى استقالة ماكرون.

ولم يتحدث ماكرون علانية منذ أن أدان اضطرابات يوم السبت الماضي أثناء قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين لكن مكتبه قال إنه سيلقي كلمة للأمة في مطلع الأسبوع.

وهذه أكبر أزمة تواجه ماكرون منذ انتخابه قبل 18 شهرا، وترك لرئيس الوزراء إدوار فيليب التعامل مع الاضطرابات وتقديم تنازلات.

لكنه يتعرض لضغوط للتحدث بينما تحاول إدارته استعادة زمام المبادرة بعد ثلاثة أسابيع من الاضطرابات الأسوأ في فرنسا منذ أعمال الشغب الطلابية عام 1968.