الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد قرار وزيرة الثقافة بإعادة افتتاح مسرح العرائس.. تعرف على أهم محطاته وتطوره.. الفاطميون أول من أدخلوه لمصر والكنيسة استخدمته لتقديم العظات.. والليلة الكبيرة وراء إنشاء أول مبنى له

صورة أرشيفية - عرض
صورة أرشيفية - عرض الليلة الكبيرة

-الفاطميون أول من أدخلوا فن العرائس لمصر
-عبد الناصر يعجب بعرض الليلة الكبيرة ويقرر إنشاء أول مسرح للعرائس فى مصر

أعلنت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، إعادة تشغيل مسرح العرائس المحبب للأطفال، في يناير المقبل، لذلك نستعرض فى التقرير التالي، تاريخ هذا الفن الشهير الذى ارتبط به أجيال وأجيال منذ تاريخ ظهوره على مستوى العالم إلى تاريخ ظهوره بمصر، ومراحل تطوره على مر العصور حتى وصل إلى هذا الشكل الذى عليه الآن، فمن منا ينسى حتى هذه اللحظة عرض "الليلة الكبيرة" المحبب للصغار والكبار والذى أثر فى أجيال متعاقبة ومازال تأثيره ممتدا حتى الآن.

ويعتبر مسرح العرائس فنا شعبيا قديما جدا، يعود أصله إلى الثقافات الآسيوية القديمة حيث ظهر فى مسرح خيال الظل بمدينة ملايو الصينية فى القرن الأول قبل الميلاد وانتقل إلى مصر مع التجار عن طريق الهند وفارس فى أواخر الحكم الفاطمى.

تبنى فن خيال الظل الشاعر خفيف الظل الطبيب ابن دانيال وقدم قصص عربية شهيرة مثل عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالى، ولم يوقف انتشار خيال الظل إلا فن السينما الذى جذب اهتمام الناس.

ومع اضمحلال فن عرائس خيال الظل أخذت شخصية الأراجوز تنمو سريعا وتتبلور لتحتل مكان خيال الظل وكانت مسرحيات فن الأراجوز بقصد التسلية لا التربية.

امتد فن العرائس عبر العصور مرورا بـ الفاطميين والمماليك حيث كانت تصنع من مواد مختلفة وتمثل العادات والتقاليد التى توارثها الشعب المصرى، ومن أشهر عرائس عصر الفاطميين عروسة المولد المصنوعة من السكر وبملابس راقية زاهية.

كذلك خدم فن العرائس كذلك الديانة المسيحية حيث استخدمته الكنيسة لنشر الوعى الدينى وتقديم المواعظ وصياغته دراميا كمسرحية "الدموع التى تذرف من العيون" ومسرحية "السامرى الصالح" وسير بعض شهداء المسيحية فى العصر الرومانى.

ازدهر مسرح العرائس في البلاد العربية مباشرة بعد سقوط الأندلس في نهاية القرن الثالث عشرة، وكان وسيلة لتسلية الناس بجانب خيال الظل حيث كان وسيلة جيدة لحكاية القصص ذات دلالات قيمية، إنسانية أو سياسية دون الإحتكاك مع الحكام. وكما هو حال قصص خيال الظل، كان مسرح العرائس يعبر عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية.

يعود التاريخ الحقيقى لمسرح العرائس فى مصر بإنشاء مسرح القاهرة للعرائس عام 1959، بعد مجيء فرقة العرائس الرومانية (تساندريكا) عام 1958 لتقدم عرض الأصابع الخمسة وقد حازت على اعجاب الجمهور فاتجهت وزارة الإرشاد فى عهد الوزير فتحى رضوان بطلب خبيرتين من هذه الفرقة الرومانية.

وبالفعل تم نشر إعلان بالصحف عن تكوين فرقة للعرائس ونجح 24 طالبا وتم تدريبهم على تحريك العرائس ثم تم تصفيتهم الى 9 فقط وهؤلاء الفنانون العظام الذين قام على أكتافهم مسرح العرائس.

وفى الغرفة رقم 25 بدار الأوبرا عرضت أول مسرحية عرائسية بمصر بعنوان (الشاطر حسن) تأليف صلاح جاهين ديكور د.ناجى شاكر واخراج دورينا تناسيسكو، ثم عرض مسرحية الليلة الكبيرة التي أثارت ضجة كبيرة، وأحرزت نجاحات واسعة على مستوى الوطن العربي، حيث كانت الغرف المسرحية تجوب بها العواصم العربية، وظهرت في الأسواق على كاسيت فيديو وحاليا على سي دي. وهي من تأليف صلاح جاهين وتلحين سيد مكاوي وعرائس د.ناجى شاكر وإخراج الفنان صلاح السقا.

وقد عرضت الليلة الكبيرة على مسرح المعرض الصناعى الزراعى لمدة 3 شهور متتالية بنجاح باهر، وفى صدفة غير متوقعة حضر العرض الرئيس جمال عبد الناصر وضيفه الملك محمد الخامس ملك المغرب وطلب الرئيس من الدكتور ثروت عكاشة بناء المبنى الحالى لمسرح العرائس بحديقة الأزبكية وكلفته الدولة حينها أكثر من مائة ألف جنيه ليصبح بحق أول مجمع لمسرح العرائس بالعالم

وتوالت عروض فن العرائس في مصر، وجاب المحافظات بمصر والعواصم العربية، وظهرت العديد من المسرحيات التي لا تقل قيمة فنية عن الليلة الكبيرة، ومنها حمار شهاب الدين والحذاء الأحمر التى قدمت على مسرح الهوسابير، وهي مسرحية مترجمة عن قصة لهانز أندرسون، وتعتبر أول عمل درامي يقدمه مسرح الأطفال في مصر.