عبد الوهاب الأسواني.. رحل الجسد وبقي للقمر وجهان.. بروفايل

توج رحلته الأدبية بالعديد من الأعمال التي بدأها برواية "سلمى الأسوانية" الصادرة في العام 1970، وانتهت برواية "إمبراطورية حمدان" التي صدرت مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، إنه الكاتب الكبير عبد الوهاب الأسواني، الذي رحل صباح اليوم عن عالمنا عن عمر ناهز 84 عامًا بعد تعرضه لأزمة صحية.
ينتمي "الأسواني"، الذي ولد في قرية جزيرة المنصورية التابعة لمركز دراو في محافظة أسوان عام 1935، إلى إحدى القبائل العربية المنتشرة في تلك المنطقة الجنوبية، ووصل في دراسته إلي الثانوية العامة ولم يكمل تعليمه نظرا لانشغاله بتجارة كبيرة بدأها والده في الإسكندرية.
وفي المدينة الساحلية التي تقع شمال مصر اختلط بمجتمع الأدباء والمثقفين، واقتدى بالأجانب الذين كانوا يقطنون الحي الذي كانت به تجارة والده، تعلم منهم أهمية قراءة الآداب ومتابعة الفنون، وبدأ في سن صغيرة يلتهم الكتب إلى أن صار أحد أهم المثقفين الموسوعيين، خاصة في مجال التاريخ، غير أن الرواية حظيت بجل اهتمامه، وأخلص لها إلى جانب القصة وصدرت له العديد من الأعمال.
بدأ الأسواني الكتابة حينما قام الأدباء في الإسكندرية بعمل ندوة تضم أبناء التجار الذين يحبون الكتابة وأطلقوا عليها اسم "ندوة السبت"، واجتمع فيها العديد من أبناء الأقاليم المختلفة، وأقيمت مسابقة عن القصة القصيرة، واشترك فيها "الأسواني" بقصتين وفازت الاثنتان وكان عمره وقتها 15 سنة، ثم أجريت مسابقة في مجلة تابعة للقوات المسلحة وحكم فيها كبار الكتاب مثل "يحيى حقي ونجيب محفوظ ومحمد مندور وأحمد باكثير"، وحصل فيها على المركز الأول وكانت قيمة الجائزة كبيرة وقتها وبلغت 15 جنيهًا.
وفي أواخر الخمسينات انضم لندوة كانت تعقد في القهوة التجارية في الإسكندرية وكان يتزعمها القاص السكندري "محمد حافظ رجب"، وفي تلك الفترة كان الأسواني لديه ولع بقراءة التاريخ العربي الإسلامي.
وقتها كانت الكتب في منطقة المنشية والرمل متوفرة بل وكان يذهب كل أسبوع لمكتبة الحجازي الموجودة في شارع يشبه سور الأزبكية في القاهرة وكانت متخصصة في الكتب القديمة وفى كل مرة كان يشترى 10 كتب يقرأها ثم يعيدها لآخذ غيرها ويخصم قرش صاغ على كل كتاب، وتمكن بهذه الطريقة من قراءة كل الكتب التاريخية.
وبعدها بدأ في حضور الندوات في القاهرة وبدأت الأوساط الأدبية تعرفه لأن هيئة الكتاب قررت طباعة رواية له، وتعرف وقتها على يحيى حقى، الذي سلم له الرواية بالآلة الكاتبة للتوسط لمنحه منحة تفرغ من وزارة الثقافة لكتابة روايته "وهبت العاصفة".
صدر للراحل العديد من الأعمال منها القصصية التي ستظل باقية رغم رحيله بالجسد، وهي: "مملكة المطارحات العائلية، للقمر وجهان، وشال من القطيفة الصفراء"، والأعمال الروائية: "سلمى الأسوانية، وهبت العاصفة، اللسان المر، ابتسامة غير مفهومة، أخبار الدراويش، النمل الأبيض، وكرم العنب".
حصل "الأسواني" على العديد من الجوائز المصرية والعربية من بينها المركز الأول في خمس مسابقات للقص، وحصل في عام 2011 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
كان الأسواني عضو مجلس اتحاد كتاب مصر لدورتين، وعضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو نادي القصة.