الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خرج ولم يعد.. من هو موسى الصدر الذي يسبب أزمات لليبيا بعد 40 عاما من اختفائه

الإمام الشيعي موسى
الإمام الشيعي موسى الصدر

رغم اختفائه منذ أكثر من 40 عاما، بعد زيارته إلى ليبيا، إلا أن موسى الصدر لا زال يثير الأزمات، والتي تسببت في أزمة جديدة تلك الأيام بعد إنزال العلم الليبي من على سارية أعلام الدول المشاركة في القمة العربية الاقتصادية التي ستعقد في لبنان الشهر المقبل، واستبداله براية حركة أمل اللبنانية.

لحظة إنزال العلم الليبي، واستبداله براية حركة أمل اللبنانية، وثقها مقطع فيديو، يرصد أشخاصا يرفعون صور مؤسس حركة أمل الإمام موسى الصدر الذي اختفى في ليبيا منذ أكثر من 40 عاما، وخلال حكم العقيد معمر القذافي.

زيارته لليبيا
في أغسطس عام 1978، قام الإمام موسى الصدر مؤسس حركة أمل الشيعية اللبنانية، بزيارة إلى ليبيا بدعوة من الرئيس الليبي معمر القذافي، لحضور احتفالات ليبيا بعيد ثورة الفاتح، والتي تزامنت مع سلسلة الجولات العربية التي قام بها الصدر إلى الدول العربية عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان.


لم يكن الصدر وأتباعه يعملون وقتها أن تلك الزيارة ستكون آخر رحلة في حياة الصدر وقبل إختفائه، وأنها ستكون زيارة بلا عودة، حتى أصبح اختفائه محيرا، حتى انقطع الاتصال بها نهائيا في 31 سبتمبر، حتى ادعت ليبيا أنه غادر أرضها متجها إلى إيطاليا، والتي نفى المدعي العام الإيطالي بعدها دخوله إلى أراضيها.

من هو موسى الصدر
الإمام الصدر هو موسى صدر الدين إسماعيل الصدر، من مواليد مدينة قم الإيرانية في 4 يونيو 1928 لعائلة من أصول لبنانية يتوزع أفرادها ما بين العراق وإيران، معقل الطائفة الشيعية، درس الحقوق والعلوم الشرعية في العاصمة الإيرانية طهران.

ويعد الصدر أول "معمم" يتلقى العلوم الحديثة في جامعة طهران التي تخرج منها سنة 1953، والذي انطلق بعدها إلى مدينة النجف العراقية ليكمل دراسته الشرعية هناك تحت رعاية وإشراف المرجع الشيعي الإمام محسن الحكيم الطباطبائي.


وبعد دراسته في مدينة النجف العراقية، عاد الصدر إلى قم الإيرانية والذي أسس بها أول مجلة ثقافية إسلامية صدرت في الحوزة العلمية في مدينة قم، التي مكث فيها حتى الثلاثينات من عمره، والذي سافر منها إلى لبنان ليصبح أعلى قيادة دينية شيعية في ذلك البلد الصغير.

الصدر في لبنان
في عام 1959 انتقل الصدر إلى لبنان، بناء على وصية المرجع الشيعي اللبناني وقتها، عبد الحسين شرف الدين الذي توفي عام 1957، تاركا وصية طلب فيها أن يخلفه الصدر، والذي لم يكن من المرجع الشيعي الإيراني آنذاك حسين البروجردي إلا أن يمتثل لوصية نظيره اللبناني، وطلب من الصدر الذهاب إلى لبنان.


اتخذ الصدر من مدينة صور اللبنانية ذات الأغلبية الشيعية مقرا لإقامته في لبنان، حتى منحه الرئيس اللبناني وقتها فؤاد شهاب الجنسية اللبنانية، لينتخب بعدها رئيسا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

آرائه الدينية 
بعد اختيار الصدر رئيسا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، عام 1969، دعا الصدر إلى توحيد الشعائر الدينية بين المذاهب الإسلامية السنة والشيعة، حتى تعرض الصد وقتها للانتقادات.

تصديه لإسرائيل
لما كانت الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني متكررة، دعا الصدر في 1970 إلى الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي وطالب بتسليح مواطني الجنوب وتدريبهم للدفاع عن أرضهم والصمود. وأسس مع زعماء الطوائف اللبنانية الأخرى "هيئة نصر الجنوب" للوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي.


وبعد اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لبنان في 1978، انطلق الصدر في جولة عربية التقى خلالها زعماء بعض الدول العربية كان أخرها جولته إلى ليبيا برفقة الشيخ محمد يعقوب والصحفي الشهير عباس بدر الدين، والتي اختفى حتى بات سر اختفائه محيرا حتى اليوم.

الموقف الليبي
السلطات الليبية أعلنت أن الصدر غادر طرابلس متجها ورفيقه إلى إيطاليا، ورغم أن حقائب الشيخ محمد يعقوب وجدت في أحد فنادق العاصمة روما إلا أن السلطات القضائية في إيطاليا ولبنان كذبا المزاعم الليبية بعد تحقيقات مطولة ونفت دخول أي من الثلاثة موانئ إيطاليا البحرية والبرية والجوية.

وبعدها حمل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان القذافي المسؤولية عن إخفاء الصدر ورفيقيه وفي أغسطس 2008، وجه القضاء اللبناني اتهاما إلى الزعيم الليبي بالتحريض على خطف الصدر بما يؤدي إلى، حتى زالت قضية اختفائه مثيرة للأزمات حتى اليوم، والتي تسببت في إنزال العلم الليبي من على سارية أعلام الدول المشاركة في القمة الاقتصادية العربية.