الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحت شعار الإنسان محور التنمية.. الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية بلبنان تنطلق.. الأمن الغذائي ومنطقة التجارة الحرة والاتحاد الجمركي وسوق مشتركة للكهرباء على قمة الأولويات

القمة الاقتصادية
القمة الاقتصادية العربية

  • القمة الاقتصادية الرابعة تناقش:
  • خطة عربية استراتيجية للتنمية القطاعية فى القدس المحتلة 2018 – 2022
  • دعم الدول الخارجة من النزاعات المسلحة
  • محاور التنمية تستهدف جميعها الشباب بصفتة المحرك الرئيسي للعملية التنموية
  • إطلاق إطار عربى استراتيجى للقضاء على الفقر متعدد الأبعا


انطلقت اليوم، الخميس، فى العاصمة اللبنانية بيروت، الاجتماعات التحضيرية النهائية للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية فى دورتها الرابعة والمقررة الأحد المقبل برئاسة لبنان.

وبدأت سلسلة الاجتماعات التحضيرية باجتماع للجنة المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة على مستوى كبار المسئولين، والتى تضم فى عضويتها "لبنان – مصر - السعودية" ترويكا القمة، وكل من "السودان والعراق وسلطنة عمان" ترويكا المجلس الاقتصادى والاجتماعى، بالإضافة إلى كل من تونس والمغرب والأمين العام لجامعة الدول العربية.

وخصص الاجتماع لمناقشة بنود مشروع جدول أعمال القمة، والذي يتضمن 27 بندا تتناول الملفات الاقتصادية والاجتماعية العربية المرفوعة من الدورة الاستثنائية للمجلس الاقتصادى والاجتماعى الوزارى فى دورته الوزارية التى عقدت الشهر الماضى بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.

وأكد السفير كمال حسن على، الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بالجامعة العربية، أهمية هذه القمة التى تعقد بعد 6 سنوات من القمة الأخيرة التى عقدت بالرياض يناير 2013، مشيرا إلى وجود قرار سابق من القادة العرب بعقد القمة كل 4 سنوات بدلا من عامين كما كان فى السابق، نظرا لطبيعة المشروعات الاقتصادية والاجتماعية التى تحتاج وقتا لتنفيذ القرارات التى يتم اتخاذها.

وقال على، فى تصريحات له اليوم، الخميس، فى العاصمة بيروت، إن الاجتماعات التحضيرية بدأت مبكرا، حيث تم عرض الملفات الاقتصادية التى ستعرض على القمة على المجالس الوزارية المتخصصة وعلى الجمعيات العمومية للمنظمات العربية المتخصصة، وبالتالى حدث نقاش مستفيض فى شأن هذه الموضوعات وعلى جميع المستويات.

وأضاف أن هناك العديد من الملفات الاقتصادية التى سيتم عرضها على جدول أعمال القادة العرب، وأولها تقارير المتابعة حول تنفيذ قرارات القمم السابقة "الكويت 2009 – شرم الشيخ 2011 – الرياض 2013" والتى تم خلالها اتخاذ عدد من القرارات، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم تقرير متابعة الى القادة العرب لما تم إنجازه فى هذه القرارات السابقة.

ولفت إلى أن الملف الثاني المطروح على القادة خاص بملف الأمن الغذائي العربي باعتبار أن الأمن الغذائي العربي من أهم الموضوعات التى تؤرق القادة العرب والمواطن العربى، خاصة مع وجود نقص فى الغذاء بالدول العربية التى تستورد بما يعادل 35 مليار دولار سنويا، ما يؤكد أهمية متابعة تحقيق الأمن الغذائى العربى.

وأوضح أنه فى هذا الملف لدينا العديد من المبادرات، منها مبادرة الرئيس السودانى عمر البشير بشان الأمن الغذائي والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي والتكامل والتبادل التجارى فى المحاصيل الزراعية والنباتية ومنتجات الثروة الحيوانية، وهى جملة مشروعات مقدمة من المنظمة العربية فى التنمية الزراعية.

وقال إن مشروع جدول الأعمال يتضمن أيضا ملفا حول منطقة التجارة العربية الكبرى واستكمال متطلبات إقامة الاتحاد الجمركي العربي، وهو أحد الموضوعات المهمة لإقامة التكتل الاقتصادي العربي، خاصة أن "منطقة التجارة" شهدت عام 2017 تطورات مهمة جدا، منها انتهاء جولة "بيروت" حول اتفاقية التجارة فى الخدمات، وهى اتفاقية تعمل نقلة كبيرة جدا لأن التجارة فى الخدمات تمثل ما بين 65 و70٪؜ من التجارة بين الدول، فيما تبلغ نسبة التجارة فى الخدمات بين الدول العربية فى حدود 25٪؜ بينما تبلغ حجم التجارة السلعية البينية للدول العربية 12٪؜.

وأضاف أن الاتفاقية العربية لتحرير التجارة فى الخدمات وقعت عليها 3 دول وهى مصر والسعودية والأردن، وهى تمثل نقلة كبيرة فى إطار منطقة التجارة الحرة.

وأكد أن مشروع جدول الأعمال يتضمن أيضا ملفا حول الميثاق العربي الاسترشادي لتطوير قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، مشيرا إلى أن هذا القطاع يمثل أهمية كبيرة فى الاقتصادات العربية، وهو قطاع يمكن أن يساهم فى مكافحة الفقر ويساعد فى تشغيل الشباب.

وأشار إلى أن هذا الميثاق الاسترشادي معروض على القمة العربية التنموية لاعتماده من جانب القادة العرب.

مجال الكهرباء
وقال السفير كمال حسن على إن هناك ملفا كبيرا فى شأن موضوع الطاقة، حيث شهدت الفترة الماضية إقرار الاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة 2030 من قبل وزراء الكهرباء والطاقة العرب التى تمثل أهمية كبيرة للدول العربية فى مجال تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف السابع الخاص بالطاقة المستدامة، مؤكدا أن اعتماد هذه الاستراتيجية بمثابة رسالة إلى المجتمع الدول حول التوجهات العربية فى مجالات الطاقة، حيث تأخذ هذه الاستراتيجية فى الاعتبار موضوعى كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة والتى سيتم عرضها على القادة العرب لاعتمادها.

وفى مجال السوق العربية المشتركة للكهرباء، قال علي إن تطورات كبيرة حدثت فى مجال الربط الكهربائى بين الدول العربية، حيث الربط جار حاليا بين مصر والسعودية من جهة وبين مصر والسودان من ناحية أخرى، مشيرا إلى بدء استكمال وثائق الحوكمة للسوق العربية المشتركة للكهرباء.

وأعلن أن القمة العربية التنموية الحالية ستطلق العمل بالسوق العربية المشتركة للكهرباء وصولا إلى وجود سوق عربية مشتركة واحدة للكهرباء.

وبالنسبة للسياحة والثقافة، قال السفير كمال حسن علي إن هناك مبادرة سعودية أقرها الاجتماع المشترك لوزراء السياحة والثقافة العرب بالإسكندرية مؤخرا من أجل استثمار التكامل بين قطاعي السياحة والتراث الثقافى العربى لدعم الاقتصاد العربي، بالإضافة إلى ملف فى شأن إدارة المخلفات الصلبة فى العالم العربى باعتبار أن هذه القضية البيئية تعد إحدى القضايا المؤرقة لكثير من الدول العربية.

وأضاف علي أن مشروع جدول الأعمال يتضمن ملفا مهما فى شأن "دعم الاقتصاد الفلسطيني"، مشيرا إلى وجود خطة عربية استراتيجية للتنمية القطاعية فى القدس المحتلة 2018 – 2022 ومتابعة إنجازات صندوقى القدس والأقصى اللذين ساهما فى دعم صمود المقدسيين والخدمات فى فلسطين المحتلة بصفة عامة.

وأكد أن مشروع جدول الأعمال يتضمن ملفا فى شأن "الاقتصاد الرقمى"، بالإضافة إلى ملف فى شأن "دعم الدول الخارجة من النزاعات المسلحة".

وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن الفترة الماضية شهدت العديد من الاجتماعات التحضيرية مع اللجنة المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة العربية التنموية، وكذلك اجتماع للمجلس الاقتصادى والاجتماعى للتحضير للقمة العربية التنموية، حيث تم طرح العديد من الملفات الاجتماعية ضمن مشروع جدول أعمال القمة.

وقالت "أبو غزالة" إن الأمانة العام للجامعة العربية أعدت ورقة "مفاهيمية" فى شأن الموضوعات الاجتماعية المعروضة على القمة والتى تبين "لماذا اختير شعار القمة: "الإنسان محور التنمية" باعتبار أن الاستثمار فى الإنسان بات أمرا مهما لتحقيق التنمية من خلال الاستثمار فى الصحة والتعليم والعمل على بناء الإنسان العربى بشكل عام، خاصة أن السنوات الأخيرة التى مرت على المنطقة العربية من صراعات ونزاعات مسلحة أثرت على جهود العديد من الدول لتحقيق التنمية.

وأضافت أن الجامعة العربية تعمل من هذا المنطلق على تهيئة الظروف لتقديم الدعم للمناطق المتضررة، خاصة الدعم التنموي، خاصة للدول التى ما زالت تشهد صراعات أو نزاعات من أجل مساعدتها فى إعادة اعمار ما تم تدميره وإعادة بناء البنية التحتية.

وأوضحت "أبو غزالة"، فى تصريحات لها اليوم، الخميس، أن هناك العديد من المقترحات المقدمة فى الملف الاجتماعي تتعلق بمكافحة الفقر متعدد الأبعاد أو تنمية المراة والأسرة والطفل، بالإضافة إلى قضية عمالة الأطفال ودعم الشباب وإيجاد فرص عمل لهم والاستثمار فى التعليم، خاصة التقنى، مشيرة إلى أن التعليم الأكاديمي أصبح لا يتواكب مع متطلبات سوق العمل الحالية، وبالتالى بات من الضروري الاهتمام بالتعليم التقنى وربطه بسوق العمل.

وأعربت عن أملها فى مصادقة القادة العرب على المقترحات والمبادرات الاجتماعية المطروحة على مشروع جدول الأعمال، بالإضافة إلى الرسائل التي رفعها منتدى الشباب العربى ومنتدى المجتمع المدنى ومنتدى رجال الأعمال العرب.

وأكدت السفيرة "أبو غزالة" أن الورقة "المفاهيمية" التي أعدتها الأمانة العامة حول المحور الاجتماعى للقمة التنموية تتضمن العديد من المحاور الاجتماعية التى تتركز حول "الإنسان: محور التنمية" والتى تستهدف جميعها الشباب بصفته المحرك الرئيسى للعملية التنموية، بالإضافة إلى زيادة تمكين المرأة كإحدى الأولويات المتقدمة للمضى قدما فى مسيرة التنمية العربية والعمل على حماية الأطفال وتعزيز دور الأسرة كعناصر متداخلة يجب مراعاتها لتحقيق المنظور المتكامل للتنمية المستدامة.

كما أكدت السفيرة "أبو غزالة" أن القمة ستبحث العديد من المبادرات ضمن المحور الاجتماعى منها إطلاق "إطار عربى استراتيجية للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، "منهاج العمل للأسرة فى المنطقة العربية فى إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030"، "أجندة التنمية للاستثمار فى الطفولة فى الوطن العربى 2030"، "الإستراتيجية العربية لحماية الأطفال فى وضع اللجوء بالمنطقة العربية" بالإضافة إلى "عمل الأطفال فى المنطقة العربية"، "ومبادرة إقليمية لمكافحة سرطان الثدى بالمنطقة العربية"، والنظر فى مقترح للجمهورية اللبنانية والذى وافق عليه وزراء الشباب والرياضة العرب من أجل استضافة الدورة الرياضية العربية الرابعة عشرة للألعاب الرياضية العربية 2021 بلبنان.

ومن المقرر أن تتواصل الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التنموية بانعقاد الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين وكبار المسئولين للتحضير للقمة على أن تستكمل تلك الاجتماعات غدا، الجمعة، باجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة العربية التنموية، يعقبه الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادى والاجتماعي التحضيري للقمة.