الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسرة الشهيد فتحي جعفر: عاش راجل ومات بطل .. ولا راد لقضاء الله

المقدم فتحي قدري
المقدم فتحي قدري جعفر

تزخر وزارة الداخلية، بتاريخ مشرف وبطولات عاتية سطر حروفها أبناء مصر الأوفياء الذين عقدوا النية علي العيش رجالا شرفاء أو الموت شهداء، فقد بذلوا كل غال ونفيس للحفاظ على وطنهم حرا أبيا لا يرهبه شيء.

وقدم أبناء الشرطة أرواحهم فداء لوطنهم بنفس راضية مقبلة علي الموت بشجاعة وبسالة لم يعرفها التاريخ من قبل ليسطروا أسمائهم بحروف من نور في قلعة الرجال وعشرين الأبطال الذين حموا بلادهم في عز حاجتها إليهم ، ولبوا نداء الوطن بأرواحهم الغالية ودماءهم الذكية.

وكان لمحافظة المنوفية، الشرف في أن تحظى بأن يكون أحد أبنائها من هؤلاء الرجال وهو المقدم فتحي قدري جعفر والذي استشهد في شمال سيناء إثر انفجار عبوة ناسفة في مدرعة كان يستقلها في مطاردة مع العناصر التكفيرية بشمال سيناء .

والمقدم الشهيد فتحي جعفر هو نجل الحاج قدرى جعفر، أحد أكبر رجال مركز شبين الكوم ، وهو أب لطفلين قدري 9 سنوات ، ومحمد 6 سنوات ، وهو ابن وحيد لوالده .

وتحدثت أسرة الشهيد في ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة وببطولات أبطالها ، حيث تحدث الحاج قدرى جعفر والد الشهيد، مؤكدا أن هذا نصيبه من الدنيا وهو راضي تماما بقضاء الله وقدره عليه وأن شهادة نجله هي شهادة عبوره الجنة برحمة الله عز وجل . 

وأضاف والد الشهيد، أنه كان كل شيء في حياته فهو لا يمتلك من الأبناء سواه وكانت أمنيته في الدنيا أن يراه سعيدا ، مشيرا إلى أنه طلب من الشهيد أكثر من مرة أن يقدم طلب انتقال بعيدا عن سيناء حيث أنه قضي فيها سنينا كثيرة من عمره ولكنه كان يرفض ويؤكد أن ما كتبه الله عليه لا مفر منه ، وأنه لن يترك سيناء الا شهيدا أو أما أن ينزلها تماما من الخونة الذين باعوا أوطانهم بعرض الحياة الدنيا .

وأشار إلى أنه يحن إليه كثيرا ويبكي دما علي فراقه، فهو فلذة كبده ونجله الوحيد ولكنه علي قناعة كبيرة بأنه في مكان افضل من الدنيا وما عليها ، وأنه الآن يجد ضالته في نجليه فهم بالنسبة له الدنيا وما عليها .

وتحدث جمال حمد أحد العمال في مزارع والد الشهيد، قائلا: " أنا أعمل مع والد الشهيد في مزارعهم منذ زمن بعيد والشهيد تربي علي يدي منذ صغره واشهد الله أنه كان حسن الخلق لا يعرف العيب ولا ينطق بالغلط ، وان خبر وفاته كان كالصاعقة عليه، فمنذ سمع خبر استشهاده اسودت الدنيا في عينيه فقد كان يحبه لأنه كان يعتبره نجله "، لافتا إلى أنه لم يناديه يوما الا بـ ياعم الحاج رغم اني عامل لديهم في مزارعهم ولكنه كان ذو خلق رفيع ، مؤكدا أن الحياة لم يعد لها طعم بعد استشهاده فقد كانت الأسرة بأكملها تنتظر إجازته لأنه كان يملأ المنزل بالسعادة والفرح طوال وجوده بالمنزل .

كما تحدث الكابتن محمد جمعة صديق الشهيد قائلا: لن اجد طوال عمري الباقي شخصية مثل شخصية الشهيد في رجولته ومواقفه فلقد كان سندا لكل اصدقائه وجيرانه ، وكنا ننتظر وقت إجازته لنجتمع عنده في المنزل نتسامر سويا ، فهو كان يمتاز بخفة الظل وبروحه الجميلة .

وأشار صديق الشهيد أن كل إجازة كان يسافر فيها كان قلبي يقبض خوفا عليه وكنت أتوقع أن أسمع خبر استشهاده في يوم من الأيام ولكني كنت استعيذ بالله من هذا الخبر وكنت ادعو الله عز وجل أن يحفظه لبيته وأبنائه ولكن لا مفر من قضاء الله .