الميه تكدب الغطاس.. حكايات محترفي غوص تاهوا في البحر الأحمر ودفنت معهم أسرارهم

حوادث الغوص المتكررة من وقت لآخر، كثيرا ما يحيطها الغموض ويختفي سر الوفاة مع الضحية، والتكهنات والأسباب غالبا ما تكون اجتهادات دون أدلة، لكن هناك بعض خبراء الغوص يؤكدون أن هناك أسبابا رئيسية هي الأرجح في أسباب الوفيات.

على مدار العشرين سنة الماضية شهد البحر الأحمر فقدان عدد من الغواصين وأغلبهم من المحترفين، كان أبرزهم كبير غواصي البحر الأحمر محمود القرش والذي نزل فى إحدى الغطسات ولم يعد ولم يتم العثور على جثته رغم أن عملية البحث عنه كانت الأكبر في تاريخ حوادث الغوص بالبحر الأحمر.

يقول المهندس مصطفى عبداللاه مدرب غوص وقائد فريق الغوص لمجموعة شمندورات جمعية المحافظة على البيئة، إن سواحل البحر الأحمر شهدت عددا كبيرا من حوادث الغوص كان أكثرها عددا تلك التي حدثت للغواصين الذين كانوا يقومون بصيد خيار البحر الممنوع بيئيا وذلك لأسباب تتعلق بضعف قدراتهم فى مجال الغوص وعدم دراستهم الجيدة والحصول على شهادات معتمدة، فكثير منهم يتعرض لأمراض غوص تحت الماء ولا يستطيع التعامل معها باحترافية الغواص المتدرب الحاصل على شهادات معتمدة فتكون النتيجة الوفاة.


يضيف عبداللاه ان هناك أمراض الغوص التى تصيب الغواص ولابد من التعامل معها فورا حتى لا يصاب الغواص بأذى وهى تحدث دائما إذا نزل الغواص إلى أعماق البحر وتجاهل النظام والتعليمات المعمول بها والخاصة بكل عمق وكيفية التعامل طبقا لجداول معمول بها ومدرسة طبيا تحدد المدة التى من المفترض أن يبقى بها الغواص على كل عمق وإذا لم يلتزم بالمدة المحددة لكل عمق قد يصاب على سبيل المثال بتسمم الأكسجين أو تسمم النظام العصبي المركزي. 

وقد يصاب الغواص بالتسمم الرئوي بسبب التعرض لضغط جزئي للأوكسجين أعلى من 1.4 والتعرض المستمر لضغط الأوكسجين الجزئي المرتفع فيصاب بالتشويش البصري و رنين في الأذنين و غثيان و عضلات مرتعشة والدوخة وتصل الى التشنجات مع حرقة في الصدر و سعال حاد متهيج وعدم تعدي الضغط الجزئي للأوكسجين 1.4 وهذا يتطلب إعطاء المصاب أوكسجين نقيا مع اتباع حدود جداول noaa وdsat, وهذا لا يحدث مع غير المتخصصين فتكون النتيجة الوفاة. 

كذلك ايضا من الامراض التى قد يتعرض لها الغواص مرض انخفاض الضغط إذا تعدى ضغط الأنسجة الضغط المحيط بشكل مفرط. 

ويوضح أحمد صلاح غواص من مدينة القصير، أنه كثيرا ما نسمع عن فقدان غواصين محترفين ويكون السبب دائما ليس قلة الخبرة ولكن الجرأة الزائدة والمغامرة بالنزول إلى أعماق لا تندرج تحت مسمى الغوص الترفيهى ولكنها يمكن أن تكون ضمن الغوص التجارى الذى يتطلب نوعيات معينة من المعدات وكذلك أساليب مختلفة في الغوص ولكن مقولة "البحر ملوش كبير" مقولة صائبة فكم من مدرب غرق ولم نعثر على جثته بسبب النزول لعمق كبير ومحاولة تحقيق رقم قياسى.



محمد حسين، صياد، يؤكد أن الغواصين الذين يمارسون تلك المهنة سواء فى صيد الاسماك ليلا او صيد خيار البحر الممنوع، لا يلتزمون بالتعليمات الخاصة بالغوص الآمن وغالبيتهم تكون معلوماته سطحية عن الغوص ولا يملكون شهادات مما يجعلهم يقضون اقصى وقت ممكن تحت سطح الماء مع أكبر عمق مما يتسبب اما فى موتهم أو في اصابة بعضهم بشلل وهناك حالات كثيرة فى البحر الأحمر مصابة بالشلل بسبب الغوص وهناك جثث لم نعثر عليها.