الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طفولة بلا عنف


ظاهرة العنف ضد الأطفال وإن كانت ظاهرة عالمية ، إلا أنها تعتبر ظاهرة غريبة على مجتمعنا ، مجتمعنا الذى طالما شهد تضحيات أمهات وآباء فى سبيل سعادة أبنائهم ، مجتمعنا الذى طالما نعم أبنائه بعطف وحنو الآباء ودفئ الأسرة حتى لو كانت أسرة فقيرة ، أو لم تنعم بقدر كافى من التعليم ، فالعطف على الصغار فطرة وغريزة، أما فى زماننا التعس نجد فى كل يوم لا تكاد صحيفة أو برنامج يخلو من حادث أو جريمة اعتداء على الأطفال، سواء كان ذلك من الأبوين أو أحد أفراد العائلة، أو المعلمين فى المدارس والحضانات ، أوالعاملين في مؤسسات الرعاية وغيرها.
و تختلف أساليب التعذيب التي يستخدمها هؤلاء تجاه الأطفال، فمن العنف ذي الآثار الواضحة ، كالكدمات البسيطة والندوب، إلى العنف الخطير الذي يؤدّي إلى كسر بعض الأعضاء أو تشويهها، أو الحروق، إلى العنف المفضي إلى الموت.
ساعدهم على ذلك أن الأطفال هم الشريحة الأضعف في المجتمع وذلك بسبب عدم اكتمال نموهم الجسماني والنفسي، وعدم قدرتهم على رد الإيذاء أو حتى مقاومته ، وبدلا من يدرك الأبوين ذلك وأن
أطفالهم بحاجة إلى الرعاية والاهتمام وكثير من المشاعر الطيبة الحانية لإيصالهم إلى بر الأمان، كما دعت كل الأديان ، وكما فطرت النفس الإنسانية ، نجدهم على العكس من ذلك يتبعون التعذيب والعنف ضد أحب خلق الله، ويتلذذون بتدمير الطفل، وانتهاك جسده الضعيف، وتشويه نفسيته .
غير مقبول فى ذلك أى مبرر مثل ضيق الحال والظروف الاقتصادية الصعبة أو الضغوط النفسية ، أى مبررات تلك التى تصنع من آباء وأمهات أشخاص فاقدي الإنسانية؟
كما أن العنف ضد الأطفال يعد أهم الأسباب التى تولد بداخلهم طاقة سلبية تدفعهم للعيش في نفس الدائرة من العنف حتى عندما يكبروا ، لأنهم يميلون لتكوين بيوت فى المستقبل تقوم على هذا العنف الكامن في انفسهم،ونصبح فى دائرة مفرغة لا تنتهى.
قد يكون هناك حل لهذه المشكلة وهو فرض ورشة توعية للمقبلين على الزواج لا يصح عقد الزواج إلا بوجود ما يفيد باجتياز الزوجين أو حضورهما لهذه الورشة ، ولابد أن ينص القانون المصري على أكثر من مادة فيما يخص تجريم العنف ضد الأطفال وفرض أقصى عقوبه ، لأنه من المؤكد أن الأمر لن يُحسم إلا بالقانون.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط