- برع فى تصنيع العرائس نتيجة احترافه مهنة النجارة مع والده
- اشتهر بارتداء الجلباب والطاقية وتبناه الفنان على الكسار
يوافق هذا الشهر، ذكرى رحيل الفنان محمود شكوكو الـ34، والذى اشتهر بتقديم شخصية ابن البلد الجدع.
عشق "شكوكو" الفن، إلا أنه لم يتخل عن مهنة والده وهى "النجارة"، حيث برع فى تصنيع العرائس، حتى أصبحت "شكوكو" من أشهر الدمى التي يقبل الأطفال على شرائها في الخمسينيات والستينيات، وكأنه محاكاة حية لشخصية الأراجوز.
اسمه الحقيقى محمود إبراهيم إسماعيل موسى، المولود في أول يوليو عام 1912، في إحدى حواري حى الجمالية الشعبى بالقاهرة، تعلق بالفن والغناء منذ صغره وعانى منذ دخوله المجال، حيث نال كثيرًا من الضرب من والده، لأنه كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة، وفي الليل يغني بالأفراح والملاهي.
بدأت شهرته وشعبيته تزداد يوما بعد يوم؛ بعد أن اقتحم مجال التمثيل والمونولوج، واشتهر "شكوكو" بالجلباب البلدي والطاقية الطويلة، التي يضعها على رأسه وهو يغني ويمثل، ومن شدة إعجاب أحد النحاتين به؛ صنع له تمثالا من الطين الصلصال وعرَضه للبيع، ومن هنا انتشرت تماثيل شكوكو أو "عروسة شكوكو".
التقى الفنان علي الكسار الذي اختاره ليقدم المونولوجات بين فصول المسرحية، وأُعجب به فرفع أجره، ومن خلال هذه الفرقة تعرَّف محمود شكوكو على عدد كبير من المؤلفين والملحنين، ودخل بعدها عالم الإذاعة واشترك فى تقديم حفلات على الهواء مباشرة.
وفي عام 1946 أنشأ محمود شكوكو فرقة استعراضية باسمه تضم عبد العزيز محمود، وتحية كاريوكا، وسميحة توفيق، لتقدم عروضها على مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة.
ونظرا لشغفه بفن العرائس؛ حول نشاطه من الفن الاستعراضي إلى فن العرائس، خاصة أنه نجار ماهر وصانع ماهر، فكان يقوم بتصنيع العرائس الخشبية، فرغم عشقه للفن لم يترك مهنته ومهنة والده وأجداده مهنة النجارة وصناعة الموبيليا، حتى أنه هو الذي قام بنفسه بتصنيع موبيليا شقته عند زواجه الأول.
وقدم شكوكو بعض مسرحيات العرائس مثل «السندباد البلدي» و«الكونت دي مونت شكوكو»، ورغم أن مسرح محمود شكوكو للعرائس توقَّف نشاطه أواخر عام 1963 لضيق الأحوال المادية، لكنه كان البداية الحقيقية لإنشاء مسرح القاهرة للعرائس.
ويحسب له أنه أحيا فن الأراجوز الذي كان قد اندثر، لدرجة أنه غنى للأراجوز أغنية «ع الأراجوز يا سلام سلم»، تجول شكوكو في الكثير من بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية بعرائس الأراجوز الخشبية، وأطلق عليه البعض "شارلي شابلن العرب".
ويعد شكوكو أول فنان مصري يركب السيارة الإنجليزية ماركة «بانتيللي» في أواخر الأربعينيات، والتي لا يركبها سوى اللوردات والسفراء والأمراء، ما أثار عليه حقد أفراد الأسرة المالكة، وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية، وأجبروه على بيعها.
تزوج محمود شكوكو 3 مرات، الأولى أنجب منها ولديه "سلطان وحمادة"، أما الثانية فكانت فتاة صغيرة تزوجها- رغم معارضة أسرتها- لكنها مرضت بمرض خطير وطافَ بها على أطباء مصر وأولياء الله وأنفق عليها آلاف الجنيهات على علاجها لكنها ماتت، واقتنع أهلها بأنه إنسان طيب وعطوف، ووافقوا على أن يزوّجوه شقيقتها الصغرى.
كرّمه الرئيس الراحل أنور السادات في عيد العلم والفن، وذهب إلى الحفل مرتديًا الجلباب البلدي؛ تكريمًا لتاريخه الحافل في جميع ألوان الفنون، خاصة السينما التي قدم لها الكثير من الأفلام، حيث مثل ما يقرب من 18 فيلمًا، وأدى نحو 33 أغنية، وكان آخِر فيلم مثّله في حياته "شلة الأنس" خلال موسم 1976، للمخرج يحيى العلمى.
وقدم شكوكو أيضًا الكثير من المونولوجات الفكاهية والنقدية، ومن أشهرها "جرحونى وقفلوا الأجزاخانات" و"حمودة فايت يا بنت الجيران" و"فستان الحلوة"، و"لعل وعسى"، و"يا واد يا حدقه"، و"يا جارحه قلبى بقزازه"، والكثير من الأعمال الموسيقية.
وبعد هذا المشوار الفنى اشتد عليه المرض وحجز بمستشفى المقاولون العرب بالجبل الأخضر في مدينة نصر بالقاهرة لمدة 3 أشهر، فقد خلالها ما تبقّى من ثروته، حيث كان قد ترك عمله لفترة، وساءت أحوال متجره، بالإضافة إلى ما أنفقه على علاج زوجته الثانية، وعندما اشتد المرض عليه استكمل علاجه على نفقة الدولة، ورحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 1985.