الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أصابعه المبتورة أدلتهم على جثته.. قصة شيال شنط حادث محطة مصر

صدى البلد


تربى في المحطة و نشأ بها، ولد لأب يعمل "شيال شنط" بمحطة مصر، ومنذ عامه العاشر، اعتاد العمل مع والده حتى لقبوه بـ" سوبر "، سنوات قضاها محمد علي بين أرصفة محطة مصر، وكما شهدت حياته، أزهقت روحه، ليرحل محمد علي على رصيف المحطة، بعدما التهمت النيران كل ما صادفها في طريقها.


اعتاد حمل حقائب الناس حتى حملوه اليوم، وبعدما أحرقت النيران جسده وأخفت ملامحه مكث سوبر بين جثث وفيات حريق محطة مصر، في انتظار أهله الذين تاهوا متخطبين بين مستشفى لآخر بحثا عنه.


تنقلت أسرة سوبر من مشفى الهلال ودار الشفاء لتقفي أثر فقيدهم الذي احتضنته النيران، يبحث عنه شقيقه في كل مكان، علم بتفحم بعض الجثث وصعوبة تحديد هويتها، فساقته قدماه إلى رؤيتها أملا في العثور على شقيقه، الجثث تشبه بعضها، النار لم تفرق بين رجل وسيدة فاختفت معالمهما، مهمة شاقة في انتظار الشقيق لإيجاد محمد سوبر بين الضحايا.



حادثة تسببت قديما في بتر أصابع سوبر، باتت اليوم سببا في دفنه بسلام، حيث تعرف الاخ على شقيقه بين المتوفين بعدما رأي قدم شقيقه ذات الاصابع المبتورة، ومثلما كان يخشى هذه اللحظة، أصبحت بمثابة انفراجة للأسرة، التي ستتمكن من دفن فقيدها، ليرقد في سلام إلى مثواه الأخير.


وأمام مشرحة زينهم، صباح اليوم، جلست أسرة سوبر في انتظار استلام الجثمان، تبكي شقيقته بحرقه، ينكوي قلبها على اخيها الذي رحل تاركا وراءه 5 أطفال، وذهب الرجل الأربعيني.




" ياما قالنا انا حاسس أن نهايتي في المحطة"، تصرخ شقيقته أمام المشرحه، تنحب شقيقها الذي أفنى حياته في المحطة، ورث عمله عن والده، كبر وتزوج ومازال يعمل في محطة مصر، تنتظر نتيجة تحليل الDNA حتى تتمكن من اصطحاب شقيقها، تجلس بجوار والدتها التي جفت الدموع في عينيها من البكاء.


بعد يوم كامل من النيران التي التهمت كل غال و نفيس ظلت ارواحهم الطاهرة تلوح في المكان لاصدقائهم و زملائهم علي رصيف المحطة من خلال رائحة الدماء والدخان التي احتفظت بها جدران الحادث.



وبنظرات دامعة و كلمات تحمل انين الحسرة قال خالد احد زملاء "محمد علي " انهم لا يرجون من الله سوى ان يخرجو من الدنيا سالمين و يهنئون في حياتهم لا بطلبوا حياة الترف بل كل مطالبهم حياة هنيئة هادئة.


وعبر عم خالد صاحب الــ 50 عاما ان الشيال بالنسبة للدولة هو خارج اطار الخدمات و ذكر أنهم لا يتقاضون مرتبات بل رزقهمم من "بقشيش" الركاب فهم في الركن المنسي من الحياة بالنسبة للدولة.