قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكاية شعب ناضل ضد الاحتلال الإنجليزي.. 100 سنة على ثورة 19.. سعد زغلول قادها.. والمصريون باركوها بجميع طوائفهم.. وبريطانيا ترضخ لمطلب استقلال مصر فى 15 مارس 1922.. صور

ثورة 19
ثورة 19

  • صفية زغلول وهدى شعراوى يقدن مسيرة زوجات الزعماء المنفيين
  • قتل ما لا يقل عن نحو 3 آلاف مصري فى ثورة 19
  • إصدار دستور جديد للبلاد أبرز مكاسب ثورة 19
  • سعد زغلول أول رئيس وزراء منتخب من قبل الشعب عام 1924

أيام قليلة وتحل الذكرى المئوية لقيام ثورة عام 1919 وتأسيس حزب الوفد، الذى ولد من رحم ثورة عام 1919، ويستعرض "صدى البلد" خلال هذا التقرير المراحل التاريخية لاندلاع ثورة 19 حتى تحقيق مطالبها.

ثورة 1919
ثورة مصرية قامت ضد الاحتلال البريطاني لمصر والسودان بقيادة الزعيم سعد زغلول، وشارك فيها أعضاء آخرون من حزب الوفد، وقد اندلعت الثورة في ظل المعاملة القاسية التي تعرض لها الشعب المصري من قبل الاحتلال البريطاني، واستمدت قوتها من نضال الشعب المصري العظيم ومن الظروف المعيشية الصعبة التي عاشها، وجعلته يطالب باستقلاله والتخلص من تبعية الاستعمار.

أسباب ثورة 1919
على الرغم من احتفاظ الإمبراطورية العثمانية بسيادتها الاسمية على مصر، إلا أن العلاقة السياسية بين البلدين قد انقطعت إلى درجة كبيرة؛ بسبب وصول محمد علي إلى السلطة عام 1805، وقد عزز هذه السلطة الاحتلال البريطاني لمصر في عام 1882، ورغم بقاء الخديوي حاكما رسميا لمصر والسودان في الفترة الممتدة بين عامي 1883-1914، إلا أن السلطة النهائية تركزت في يد القنصل العام البريطاني.

وفي عام 1914 وتحديدا في 14 من شهر ديسمبر انفصلت مصر عن الحكومة العثمانية، وأعلنت بريطانيا الأحكام العرفية فيها ووضعتها تحت حمايتها، كما وعدت بأن تتكفل بكامل أعباء الحرب، وقد اعتقد المصريون أن هذه أمور مؤقتة وسيتم تغييرها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، إلا أن البريطانيين استغلوهم استغلالا كبيرا، فقد جندوا أكثر من مليون ونصف مليون مصري للعمل لصالحهم، كما انتقلت الكثير من القوات البريطانية إلى مصر، وعمدوا إلى استغلال المحاصيل المصرية والحيوانات لخدمة الجيش.

لاقى الشعب المصري كثيرا من الظلم والاستبداد طوال الحرب العالمية الأولى؛ وتمت مصادرة ممتلكات الفلاحين للمساهمة في تكاليف الحرب، وإجبارهم على زراعة محاصيل تناسب ما تتطلبه الحرب وبيعها بأسعار قليلة، أما المجندون المصريون الذين أجبروا على العمل لصالح البريطانيين، فقد عرفوا باسم فرقة العمل المصرية، وكانت مهمتهم المساعدة وراء خطوط القتال في سيناء، وفلسطين، والعراق، وبلجيكا، وفرنسا، وغيرها من الدول المشاركة في الحرب، كل ذلك الظلم والاستغلال أدى إلى تدهور الوضع المعيشي في مصر؛ سواء في الريف أو المدن، كما حدثت في مدينتي القاهرة والإسكندرية مظاهرات عديدة بسبب ازدياد البطالة.

وتطورت هذه المظاهرات في بعض الأحيان إلى ممارسات عنيفة، كالتخريب والسرقة، وعمدت الحكومة إلى العديد من الأمور التي من شأنها أن تواجه غلاء الأسعار، فوزعت الخبز المجاني على سكان المدن، وأصدرت قرارا بترحيل العمال العاطلين عن العمل إلى قراهم؛ للتخفيف من الأزمة الحاصلة، إلا أن ذلك لم يفلح في مواجهة الغلاء.

وكانت النصوص التي وضعها وودرو ويلسون المكونة من 14 نقطة حافزا للقوميين للثورة على البريطانيين؛ حيث شدد فيها على حق الشعوب في تقرير مصيرها، ففي الحادي عشر من شهر أكتوبر من عام 1918 قدم كلا من سعد زغلول، وعبد العزيز، وعلي الشعراوي للمفوض السامي البريطاني السير ريجنالد وينجت طلب الاستقلال الرسمي لمصر في لندن، وقد أرسل زغلول إلى ويلسون كتابا رسميا يطلب منه دعمه لاستقلال مصر، وقد رفض البريطانيون الطلب، ولم يتلق زغلول وزملاؤه أي دعم بشأن الاستقلال.

ومع تصاعد الأحداث اعتقل البريطانيون سعد زغلول واثنين من زملائه، ونفوهم إلى مالطا وكان ذلك في الثامن من مارس من عام 1919، الأمر الذي أدى إلى حدوث العديد من التظاهرات والاضطرابات في مدينتي الإسكندرية والقاهرة، انتهت بحدوث الثورة، واستمرت هذه التظاهرات حتى شهر إبريل، وقد شارك فيها العديد من الرجال والنساء من المسلمين والأقباط ومن مختلف المستويات الاجتماعية.

أحداث ثورة 1919
في التاسع من مارس لعام 1919 تظاهر طلاب الجامعة المصرية والأزهر، وأسفرت هذه التظاهرات عن أعمال عنيفة، وفي الخامس عشر من مارس سار أكثر من 10 آلاف طالب، ومهندس، وعامل ومهني إلى قصر عابدين في مدينة القاهرة، وقد نظمت العديد من النساء من الطبقة العليا وخاصة زوجات الزعماء المنفيين، مثل: صفية زغلول، وهدى شعراوي عدة مسيرات حملن فيها الأعلام التي تمثل المسلمين والمسيحيين، كما نظمن حملات مقاطعة للسلع الأجنبية، وأعلن القضاة والمحامون والعاملون في مجالات النقل إضرابهم عن العمل.

وكانت ثورة 1919عنيفة جدا؛ ففي الفترة ما بين 15-31 مارس قتل ما لا يقل عن نحو 3 آلاف مصري، كما أُحرقت العديد من القرى، وتم نهب الكثير من الممتلكات، كما سقطت خطوط السكك الحديدية، وامتدت الثورة لتشمل جميع أنحاء مصر، ويمكن القول إن الثورة في الريف المصري كانت أكثر عنفا من المدينة، حسب التقارير التي نشرت في تلك الفترة.

نهاية ثورة 1919
أدركت الحكومة البريطانية أن الأمور بدأت تخرج عن نطاق سيطرتها في مصر، وعمدت إلى تنفيذ مجموعة من التغييرات في البلاد؛ منها إقالة المفوض السامي وينجت، وتعيين الجنرال إدموند ألنبي وكان ذلك في 24 مارس، والتقى إدموند مجموعة من القوميين، وجرت بينهم عدة مفاوضات أسفرت عن الإفراج عن القادة المنفيين والسماح لهم بالسفر إلى باريس، وبالفعل تم الإفراج عنهم في السابع من شهر إبريل، وانتقلوا إلى باريس في 11 إبريل، وفي أوائل شهر إبريل أضرب المصريون، واستمر الإضراب إلى 23 إبريل، وكان يهدف إلى إلغاء الوصاية البريطانية، والاعتراف بحزب الوفد ليكون الحزب الرسمى الذي يمثل مصر.

في شهر ديسمبر من عام 1919 أرسلت الحكومة البريطانية بعثة ميلنر إلى مصر، وهي لجنة مهمتها التحقيق في أسباب الفوضى، وتقديم توصيات تدور حول المستقبل السياسي لمصر، وفي شهر فبراير من عام 1921 نشر ميلنر تقريرا مفاده أنه يجب التخلي عن الوصاية على مصر، وحدث كثير من العصيان أثناء بعثة ميلنر؛ فقد تظاهر الطلاب، واستقال الوزراء، وأضرب المحامون عن العمل، مما أدى إلى حدوث اضطرابات في النظام القضائي.

وبقي ميلنر في مصر إلى شهر مارس من عام 1920، وقد نصح بريطانيا في تقريره بأن تنهي حمايتها لمصر؛ لأن الوضع غير قابل للسيطرة، وفي الرابع من إبريل من عام 1921 عاد سعد زغلول إلى مصر، إلا أنه تم ترحيله مرة أخرى إلى سيشل، ورد المصريون على ذلك بالعديد من المظاهرات.

وفي 28 فبراير من عام 1922 أعلنت بريطانيا إنهاء الحماية البريطانية على مصر ، وأن مصر "دولة مستقلة ذات سيادة"، ولكن احتفظت بريطانيا بحق تأمين مواصلات امبراطوريتها فى مصر، وحقها فى الدفاع عنها ضد أى اعتداء أو تدخل أجنبى، وحماية المصالح الأجنبية والأقليات فيها، وإبقاء الوضع فى السودان كما هو عليه.

جاء تصريح فبراير بعد أن خاض الشعب معركة الاستقلال، وذهب ممثلوه بقيادة سعد زغلول إلى مؤتمر الصلح، ولما خذلهم الرئيس ويلسون ومعه المؤتمر، عادوا للكفاح حتى أصبحت مصر دولة مستقلة ذات سيادة فى 15 مارس عام 1922.

وفى 15 مارس عام 1922، أعلن السلطان فؤاد استقلال مصر فى خطابه وجهه إلى الشعب، كما أعلن تغيير لقبه من سطان مصر إلى ملك مصر.