قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صفية وسعد زغلول.. قصة بنت الباشوات وابن الريف في ملحمة ثورة 19

سعد زغلول وصفية زغلول
سعد زغلول وصفية زغلول

بنت الباشوات، المنحدرة من عائلة تركية ابنة مصطفى فهمي باشا أحد رؤساء وزراء مصر، إنها صفية، التي أصبحت رغم نشأتها الاستقراطية، زوجة لسعد زغلول "القاضي البسيط"، الذي تحول فيما بعد إلى زعيم وطني وقائد ثوري، له من سجلات التاريخ مكانا بارزا.

* زواج بنت الباشوات من ابن الريف
صفية زغلول التي ولدت في 1878، بدأت علاقتها بسعد زغلول عندما تقدم لخطبتها، في موقف غريب، إذ لم تجر العادة أن يتقدم أحد الشباب البسطاء "الفلاحين"، لفتاة من الطبقة الارستقراطية، فكان من البديهي أن يرفض والدها، بشكل قاطع، إلا أن توسط قاسم أمين كان سببا في إتمام الزواج.

رغم الفروق الاجتماعية الواضحة بين سعد زغلول وصفية مصطفى فهمي، إلا أن القدر كان له أن يكافئ "صفية" فيما بعد، إذ أصبح زوجها رمزا للوطنية وثائرا في وجه الإنجليز، وهي الحالة التي كانت تفضل أن ترى عليها سعد زغلول، موقف المناهض للاحتلال، وليس شيئا آخر، فعندما تولى سعد الحكومة إبان فوز حزبه "الوفد" بأغلبية المقاعد البرلمانية، في الانتخابات التي جرت وفقا لدستور 1923، قالت "أم المصريين": "ليست مهمتنا تولي المناصب وإنما مقاومة الاحتلال".

* سمات مشتركة
كانت مقاومة الاحتلال العامل المشترك الذي جمع بين صفية زغلول وسعد، فكانت نعم السند لزوجها في مقاومته للاحتلال، فعندما نفاه الإنجليز إلى جزيرة سيشل، طلبت من المعتمد البريطاني أن تكون إلى جانب زوجها، إلا أنه رفض، قبل أن يعود ويقبل لإدراك منه أن قوة صفية زغلول لا تختلف عن زوجها، إلا أنها رأت ضرورة المقاومة في الداخل.

* ثقة
كانت الثقة دائما هي الحاكم الفعلي لعلاقة صفية بزغلول، فهي وإن كانت قد قادت ثورة النساء ضد الاحتلال، فهي أيضا قائدة ثورة تحرر المرأة، فكانت أولى من خلعن الحجاب، وكان موقف سعد مباركا لما أقدمت عليه، بل إنه دعى الفتيات في الإسكندرية بعد عودته من المنفى لخلع الحجاب على خطى زوجته.

* رحيل
تناغم واضح سيطر على علاقة ابنة البشوات، وابن الريف، لتصبح هذه العلاقة من أبرز العلاقات في السياسة المصرية، وأبرز العائلات التي وقفت في وجه الاحتلال، حتى غربت شمس سعد زغلول، في 1927.

* مذكرات
لكن رغم وفاته، فإن صفية زغلول ظلت مكملة لزعيم بيت الأمة بعد وفاته أيضا، فتحولت من ثائرة بجانبه بالميدان ضد الاحتلال، إلى الحفاظ على إرث زوجها، بعد أن قامت بتجميع المذكرات التي كتبها سعد عن حياته الشخصية والعامة، وأمرت السكرتيرة فريدا بترقيمها، بعد أن كادت أن تضيع بسبب إلقاء الخادم لها في القمامة، أجهل منه، لولا تدخل ابن أخت سعد زغلول، الذي سلمها بدوره لصفية.