قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قصة إصرار مصطفى النحاس على تطليق زوجته بعد 15 يوما.. تعرف على السبب

مصطفى النحاس وزينب الوكيل
مصطفى النحاس وزينب الوكيل

بعد رحلة طويلة من النضال نسي خلالها حياته الشخصية، قرر مصطفى النحاس باشا الزواج، وذهب إلى أم المصريين طالبا المشورة، فرشحت له صفية زغلول أرملة أحد المناضلين الوفديين، وكان ترشيحا صائبا فهي سيدة تناسب ظروف الزعيم سواء في السن أو تاريخها مع النضال.

ولكن النحاس لم يعجبه اختيار أم المصريين، أو بالأحرى كان قد وقع في هوى ترشيح آخر وهي زينب الوكيل التى رشحها له صديقه مكرم عبيد باشا، فهى امرأة باهرة الجمال بمقياس عصرها.. بيضاء ممتلئة القوام من بيت شهير.

زينب الوكيل لم تكن مجرد امرأة جميلة فقط، بل كانت قوية وذكية، واعتادت العيش برفاهية تتناقض مع بساطة حياة النحاس باشا، فهي ابنة طبقة ارستقراطية، لم تكن من مناضلات حزب الوفد العريق هي فقط زوجة تريد أن تعيش مع زوجها في أبهة الحكم، وأن تعيش منعمة برغد الحياة.

"الجمال موجود ما عندناش اعتراض على الحلاوة ودي تبقى مين يا سيدي" هذا هو كان تعليق النحاس عندما رأى صورة الفتاة التى أعجب بها، فلم يكن يعرف أنها ابنة الرجل الذى انشق عن الوفد، ومن هنا بدأت الخلافات حينما أمسك مصطفى النحاس صورة الفتاة ورماها على الأرض وداسها بقدميه وقال لمكرم عبيد: "مستحيل لن اتزوجها".

كانت بداية واقعة اعتراض النحاس على زينب الوكيل بعدما قال له مكرم: زينب بنت عبد الواحد الوكيل، فرد النحاس: "مافيش حد في عائلة الوكيل اسمه عبد الواحد! فيه واحد اسمه محمد وواحد اسمه محمود وواحد اسمه احمد.. ما فيش ياسيدي حد اسمه عبد الواحد!".

فرد عليه مكرم قائلا: "دولتك بتتكلم عن عائلة الوكيل في دمنهور.. انما العروس من عائلة الوكيل في سمخراط، فصرخ النحاس: عبد الواحد الوكيل بتاع سمخراط فقال مكرم: مضبوط!، ثم صرخ فيه النحاس: انت تجننت يا مكرم؟ انا اتجوز بنت اول واحد خرج على الوفد.. وبقى عضو في حزب الشعب.. مستحيل! مستحيل! ، ورمى بعدها مصطفى النحاس الصورة وداسها بقدميه".

ودافع مكرم عبيد عنه قائلا: "ده رجل طيب يا باشا! ومستعد يستقيل من حزب الشعب.. وقد خرج من الوفد لما اشتدت الأزمة المالية وحجزت البنوك على أمواله، ثم رد عليه النحاس قائلا: يعني رجل ضعيف! ما قدرش يقاوم! عاوزني اتجوز بنت عضو حزب الشعب ازاي؟ أقول للناس ايه؟ أكلم أبو العروسة ازاي بعد ما خرج علينا وضرب مثل سيئ للوفديين؟ لا يمكن يا مكرم! مرفوضة! مرفوضة! مرفوضة!".

فصاح النحاس: "انا موش قاض! انا رئيس الوفد! انا زعيم الامة! ولازم اتزوج من أسرة وفدية أو أسرة بعيدة عن الأحزاب!"

فصرخ النحاس:"مستحيل اتجوز بنت عبد الواحد الوكيل! هي البلد ضاقت يا أخي! ما فيش غير دي في مصر كلها وإذا كان ما فيش غير العروسة دي، موش ح اتجوز! خلاص عدلت عن الزواج! بلاش يا سيدي جواز! خلينا مبسوطين زي ما إحنا مبسوطين".

وبعد ذلك قال مكرم عبيد للنحاس: "اذن أنسى حكاية حزب الشعب وتزوج بنت عبد الواحد الوكيل! ما فيش غيرها!".

وبعد محاولات من مكرم عبيد لإقناع النحاس بالزواج من زينب الوكيل تم الاتفاق على أن يعقد القران بدار عبد الواحد الوكيل بحدائق القبة يوم 12 يونيو عام 1934، الموافق يوم الثلاثاء على الرغم من أن إقامة حفلات عقد القران تُجرى يوم الخميس، إلا إن النحاس رأى تقديم قرانه قبل إتمامه سن 55 عاما بيومين حتى تتمتع العروس بمعاشه بعد وفاته.

وطلب والد العروس صداقًا قدره 1000 جنيه، ولكن مكرم استطاع أن يخفض المهر إلى 600 جنيه، واقترض النحاس المبلغ من بنك مصر الذى رفض فى البداية طلب النحاس نظرا لعدم وجود ضمانات وعليه تدخل وقتها طلعت حرب وأمر بإقراض النحاس 1000 جنيه من البنك بدون ضمانات.

وأخذ النحاس المبلغ الذى خصصه له طلعت باشا ودفع منه 600 جنيه لوالد العروس واشترى شبكة بـ 200 جنيه، واشترى قمصان جديدة وملابس بـ 100 جنيه، بعد أن لفت نظره سكرتيره إلى أن قمصانه ممزقة، كما قام بشراء ملابس جديدة لأبناء أخته ليحضروا بها حفلة الزفاف، واحتفظ في جيبه بـ 50 جنيها.

وبعد أيام من الزواج حدثت واقعة غريبة، حيث قرر مصطفى النحاس الانفصال عن زوجته زينب الوكيل بعد 15 يوما بالتمام.

وبدأت القصة حينما ذهب النحاس إلى أم المصريين السيدة صفية زغلول وفاجأها بالخبر، وحينما سألته عن السبب قال لها «خدعوني!! ضحكوا عليا!!»، وبعد لحظة صمت أكمل النحاس أنه كان قد اتفق مع والد العروس على أن يكون في الجهاز «طقم ونصف من الأوبيسون»، نوع من المفروشات الشهير حتى الآن، لو أنها قالت سأحضر لك نصف طقم فقط لما فتحت فمي! إما أن يضحكوا علي فهذا ما لا أقبله مستحيل! مستحيل!.

وصرخت صفية في وجهه لأول مرة في حياتها: «أنت أتجننت! فيه واحد يطلق مراته علشان طقم أوبيسون!»، فأكد لها النحاس أن هذا يُعد إخلالًا بالعقد، كما أنه سدد المهر لأسرة زوجته بالكامل «أنا لا يمكن أن أسمح لأحد أن يغشني! إذا غشوني من أول يوم، ح يغشوني بعد كده!»، فقالت له هذا ليس غشًا قد يكون حالة الوكيل المادية لا تسمح بشراء ما تم الاتفاق عليه، ولكن الزوج الوفدي أصرّ على رأيه.

صفية زغلول قامت باستدعت أعضاء الوفد وأخبرتهم بأنها لن تسمح لزعيم وفدي أن ينفصل عن زوجته، خاصة أن أحد الأعضاء، ويُدعى حفني الطرزي باشا، أكد أنه يعرف الرجل الذي استدان منه والد العروس ثمن نصف الطقم، وأنهم بحق عائلة طيبة وكريمة.

وخشى أعضاء الوفد من وقوع الطلاق وتناقشوا سرا مع مكرم عبيد، حتى لا يعدل النحاس عن الزواج ويعود إلى السيدة مديحة التي كان يحبها، وعارض أعضاء الوفد الزواج منها لأنها مطلقة، حتى استقروا على أن يدفع «الوفد» ثمن طقم الأوبيسون، وكان لا يتجاوز وقتها المائتي جنيه، وعند ذلك فقط رضي النحاس أن يستبقى زوجته زينب الوكيل في عصمته.