قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

48 عاما على رحيل رجل الصلاة البابا كيرلس السادس..من مغارة في الجبل إلى طاحونة مهجورة بمصر القديمة تختاره القرعة الهيكلية ليكون البطريرك ال116..علاقة قوية جمعته بالرئيس جمال عبدالناصر وإمبراطور إثيوبيا


  • المجمع المقدس أعترف رسميا بالبابا كيرلس قديسا في جلسة 20 يونيو 2013
  • ولد البابا كيرلس السادس باسم "عازر يوسف عطا" في 2 أغسطس 1902 بمدينة دمنهور
  • ترهب البابا كيرلس السادس في دير البراموس باسم "مينا البراموسي" في 24 فبراير 1928
  • من أشهر أقوال البابا كيرلس: "كن مطمئنا جدا جدا ولا تفكر في الأمر كثيرا بل دع الأمر لمن بيده الأمر"

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، السبت، بتذكار نياحة القديس البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 من تاريخ باباوات الإسكندرية، البابا الذي رحل عن عالمنا في 9 مارس 1971 ترك بصمة روحية في وجدان وقلب كل من تعامل معه أو سمع سيرته العطرة، حتى أن المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اعترف رسميا بقداسته في الجلسة المنعقدة بتاريخ 20 يونيو 2013، ومن أكثر الأقوال التى اشتهر بها "كن مطمئنا جدا جدا ولا تفكر في الأمر كثيرا بل دع الأمر لمن بيده الأمر"، وهو الرجل الذى أقام علاقات وطيدة من المحبة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وإمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسي.

وظل يمارس الحياة الرهبانية قبل الالتحاق بالدير أكثر من خمس سنوات، وفي يوليو 1927 قرر عازر الانخراط في سلك الرهبنة، فاستقال من عمله وتوجه إلى دير البراموس في حبرية البابا كيرلس الخامس البابا الـ 112، وظل عازر تحت الاختبار عدة شهور، ثم زكاه الرهبان ليكون راهبًا معهم، سيم في 24 فبراير 1928 باسم الراهب مينا البراموسي، وفي يوم الأحد 18 يوليو سنة 1931 رسم قسًا باسم القس مينا البراموسي ثم درس بعض الوقت في كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان، ولما سمع بنبأ ترشيح البابا يؤانس له ليكون أسقفًا هرب إلي دير القديس الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين بسوهاج، ولما عاد بأمر البطريرك كاشفة برغبته في الوحدة فصرح له بتحقيق رغبته تحت إرشاد شيخ الرهبان التقي القمص عبد المسيح المسعودي فتوحد في مغارة تبعد عن الدير مسافة ساعة سيرًا على الأقدام.

وفي أوائل عام 1936، عاش في طاحونة مهجورة في صحراء مصر القديمة، وكان يقيم فيها القداسات اليومية، وفي سنة 1941 أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل المعترف في جبل القلمون بمغاغة، فعمره وجدد كنيسته وشيد قلالي الرهبان، وتتلمذ علي يديه نخبة من الرهبان الأفاضل، وفي سنة 1947 انتقل إلى مصر القديمة، حيث بني كنيسة القديس مارمينا بالنذور القليلة التي كانت تصله، وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال.

تم إلغاء لائحة الانتخاب الخاصة باختيار البابا، وتم إصدار لائحة جديدة عام 1957 تلزم بأن لا تقل سن المرشح للكرسي الباباوي عن أربعين سنة ساعة خلو الكرسي، وهذه أول مرة يسمح فيها بتحديد السن في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

ورشح ثلاثة من الشباب للكرسي البطريركي وهم متى المسكين، ومكاري السرياني وأنطونيوس السرياني، وتهدئة لخواطر شيوخ الكنيسة وكبارها في السن أدرج الأنبا أثناسيوس، مطران بنى سويف وقتها وقائمقام البطريرك اسم الراهب مينا المتوحد، بوصفه المعلم والقائد الروحي لهؤلاء الشباب المرغوب فيهم، وتم اختيار الراهب مينا المتوحد بالقرعة الهيكلية ليصير بابا الإسكندرية فرسم في 10 مايو 1959 م الموافق 2 بشنس 1675 ش.

وفي 28 يونيو 1959 قام البابا كيرلس السادس برسامة بطريرك لإثيوبيا وعقدت اتفاقية بين كنيستي مصر وإثيوبيا لتأكيد أواصر المحبة بينهما وفي نوفمبر سنة 1959 أرسي حجر الأساس لدير الشهيد مارمينا العجايبي بصحراء مريوط، وأعاد له جزءا من جسده، وبني به كنائس وكاتدرائية تشابه في مجدها الكاتدرائية القديمة في المدينة الأثرية.

وفي يناير 1965 رأس مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية المشرقية في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، وهو يعتبر أول مجمع مسكوني للكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية في العصور الحديثة، وناقش المؤتمر أمورًا هامة تتعلق بالخدمة والكرازة في العالم المعاصر وعلاقة الكنائس المجتمعة بالكنائس الأخرى.

وقام بترميم الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بالقاهرة والتي كان قد مر على بنائها مئة عام وزينت بالرسومات الجميلة، وفي سنة 1967 عمل الميرون المقدس وكان حدثًا تاريخيا هاما، إذ هي المرة السادسة والعشرون في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وفى 2 أبريل من عام 1968 أعلنت الكنيسة أن السيدة العذراء تجلت فوق قباب كنيستها في حي الزيتون، مما جذب أنظار العام كله إلى مصر وإلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وفي 25 يونيو 1968 استقبل البابا كيرلس السادس جسد مارمرقس بعد غيبتة عن أرض مصر زهاء أحد عشر قرنًا من الزمان، وأودعه في مزار خاص بني خصيصًا تحت مذابح كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية التي أنشأها البابا كيرلس السادس وافتتحها في احتفال عظيم حضره رئيس جمهورية مصر جمال عبد الناصر وهيلاسلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا ووفود من كنائس العالم كله وجموع كثيرة من الشعب.

في يوم وفاته استقبل عددًا من أبنائه وعند خروج آخر واحد وكان كاهنًا – رفع الصليب وقال: "الرب يدبر أموركم"، ودخل قلايته واستودع روحه بيد الله في 9 مارس 1971، ودفن تحت مذبح الكاتدرائية التي أنشأها، وفي 25 نوفمبر 1972 م نقل جسده في احتفال مهيب إلى دير الشهيد مارمينا بمريوط حسب وصيته ليكون بجوار شفيعه مارمينا، وفي يوم الخميس الموافق 20 يونيو2013، اجتمع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، وتم الاعتراف بقدسية البابا كيرلس السادس، وذلك بعد مرور 43 عامًا على وفاته، وبناءً على هذا القرار يمكن بناء الكنائس على اسمه، بالاضافة إلى إمكانية ذكره في مجمع القديسين الموجود في كل من الخولاجى المقدس (كتاب صلوات القداس الإلهى) والإبصلمودية المقدسة (كتاب التسبحة).