سادت حالة من الذعر في الأوساط الزراعية، خلال الأيام الماضية، خوفًا من ظهور الصدأ الأصفر في القمح بعد ظهور مؤشرات إصابة على المحصول في محافظة كفر الشيخ والإسماعيلية، وذلك لما يمثله من خطورة على أهم المحاصيل الإستراتيجية في مصر، وزادت شكاوى المزارعين من ظهور تلك الإصابات.
وأصبح الجميع يتساءل ما هو الصدأ الأصفر؟
وأوضح خبراء الزراعة أنه مرض فطري يصيب بعض المحاصيل الزراعية مثل القمح والشيلم، وله سلالات مختلفة تختص بفصائل مختلفة، ويظهر في جميع المناطق التي يزرع فيها القمح، وقد تسبب في أوبئة مدمرة في أمريكا الشمالية والمكسيك وأمريكا الجنوبية.
ويعد القمح الشتوي أكثر عرضة للإصابة من القمح الربيعي، لأن هذا يتيح لمسببات المرض البيات الشتوي على النبات، حيث يمكن ان تؤدي العدوى إلى انخفاض المحصول بنسبة قد تصل إلى 20% بسبب موت الأوراق المصابة بشكل مبكر واستحواذ الفطر على العناصر الغذائية، كما يمكن للإصابة أن تؤدي إلى انكماش الحبوب.
وينتج الفطر بقعًا مسحوقية تسمى بثرات مرتفعة قليلًا عن سطح الورقة تترك آثارًا في اليد عند ملامستها على شكل مسحوق بني فاتح يشبه صدأ الحديد، وتكون البثرات دائرية الشكل ومبعثرة لا تلتحم مع بعضها مهما تقاربت.
- بداية الظهور
بدأ مرض الصدأ الأصفر في الظهور في مارس الماضي ولكن لم ينتشر إلا خلال الإسبوع الماضي حيث زادت شكاوى المزارعين من ظهوره بمحاصيلهم وخاصة في محافظتي كفر الشيخ والإسماعيلية.
- الزراعة تنتفض
انتفضت وزارة الزراعة حيث شكل الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة لجنة عاجلة لزيارة المناطق المصابة وتحديد سبب الإنتشار ومواجهة المرض، وزار الدكتور أشرف خليل مدير معهد بحوث امراض النباتات حقول المزارعين في كفر الشيخ للإطلاع على الحالة المرضية.
كما تفقدت لجنة الزراعة أيضا الصوبة بمحطة البحوث الزراعية بسخا وبرامج قسم بحوث أمراض القمح وفى نهاية الزيارة تم الاجتماع مع باحثى قسم بحوث أمراض القمح بالمحطة.
وشدد وزير الزراعة على المرور والمتابعة الميدانية الدورية لأصناف القمح المنزرعة على مستوى الجمهورية وكتابة تقارير بالحالة المرضية أولا بأول للوقوف على آخر المستجدات.
- ردود الفعل
من جانبه قال الحاج حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن إصابة بعض زراعات القمح بالصدأ الأصفر، بصورة كبيرة في الوجه البحري وشمال الصعيد وبعض المناطق بالإسماعيلية، سببه الأساسي زراعة صنف "سدس 12" الحساس لمرض الصدأ الأصفر، مقارنة بغيره من الأصناف الأخرى، مع وجود تغيرات مناخية غير ملائمة ونشاط للرياح أدى لسرعة انتشار الفطر المسبب لهذا الصدأ، والذي يعد من أخطر الأمراض التي تصيب القمح وظهرت أعراضه في شهري فبراير ومارس.
وأوضح "أبو صدام"، أن خطورة هذا الفطر تتمثل في أنه يصيب معظم أجزاء النبات من أوراق وأغماد وقنابع ويتحول في نهاية الموسم من اللون الأصفر، إلى اللون الأسود وتأثيره الشديد في خفض الإنتاج، بخلاف الصدأ البرتقالي، الذي يصيب الأوراق فقط وتأثيره أقل نسبيا، مؤكدا أن أمراض الأصداء سريعة الانتشار بصفة عامة عن طريق الرياح وسريعة الانتشار بالحقل المصاب عند توفر درجات حرارة معتدلة، ولذا يلزم مكافحة جماعية وسريعة وإعادة الرش بالأدوية، إذا اقتضت الحاجة ذلك، وظهور إصابات ثانوية.
وأشار إلى أن الإصابة بالأصداء قد تفقدنا مليون طن من الأقماح هذا العام، مطالبا وزارة الزراعة بسرعة التحرك وعودة الرش الجماعي بالطائرات، إذا اقتضى الأمر ذلك مع توفير المبيدات اللازمة؛ لمكافحة الأصداء بكميات كافية وأسعار مناسبة.