الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين عالمين.. نضال يطيب جروح الحرب في صورة سلام.. شاهد

صورة من عمل نضال
صورة من عمل نضال

ما بين عالم السلام وعالم الحرب والدمار تضاد يربطه نضال التوبة بصورة يصنعها بحرفية مواطن كتب عليه أن يحمل جنسية بلد محتل، وأن يتربى في بلد طالتها نيران الحرب، حتى وقف قطار رحلته في دول العالم الغربي كلاجئ حتى يجد وطنًا ينتمي إليه "أنا فلسطيني وتربيت في سوريا ولا أملك وطن الآ".

من قلب الحرب، ولدت موهبة الشاب "نضال"، فوجد فيما شاهده على مدار 26 عامًا عاشها مدة خصبة لتنمية موهبته: "بدمج بين العالم العربي والعالم الغربي.. والتناقض والاختلاف بينهما هون دمار وهناك رفاهية مطلقة، وبصنع محاكاة بين العالمين من خلال الصور".

صورة دمار تتداخل معها صورة رفاهية هذا ما يفعله "نضال" على مدار سنة، ينتقي الصور بعناية ويضعها جانبًا إلى جنب بما يخدم فكرته ورؤيته لما يدور، فيحكي "نضال" بدايته مع هذا الفن لـ"صدى البلد" قائلًا: "منذ سنة تقريبًا، وأن بصنع مثل هذه الصور، لكن لم أكن أنشر شيء على صفحات التواصل الاجتماعي، كانت هذه هواية فقط ولم أكن أملك الجرأة لإظهارها للعلن، كانت فقط خاصة بي".

على مدار العام، كان "نضال" يُجري يديه بخبرته في مجال الجرافيك وينفس عن روحه بصنع الصور دون أن يراها أحد، "كنت خايف من قبول الناس لهيك النوع من الفن، كنت أحاول ما أنشر أي شيء واختصر ذلك على إنها هواية لحالي، أنا كنت أعمل مصمم جرافيك بصحيفة الكترونية بلبنان، ولدي خبرة كافية بمجال التصميم وكنت أصمم أشياء واتركها لي، وترددت بالنشر".

اشتعلت المظاهرات الفرنسية مع نهاية العام الماضي واشتعل الحماس في روح "نضال" لنشر أعماله على الملأ: "البداية التي شجعتني لأنشر هذه الأعمال وأظهرها للعلن كانت منذ بداية التظاهرات الفرنسية ضد ماكرون، بدأت أشعر بالاختلاف الضخم جدًا بين مظاهرات سوريا بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام وبين التظاهرات التي حدثت في فرنسا، بعدها نشرت عمل لتظاهرة في سوريا وتظاهرة في فرنسا، وكان هذا أول عمل أنشره على انستجرام".

ومع أول صور نشرت وتفاعل العالم الافتراضي من الشرق والغرب مع صور "نضال" عبى مواقع التواصل بأعماله فيقول: "راح الخوف بعد نشر عدة صور، ولاحظت بتفاعل كبير على انستجرام وفيسبوك"، ومن حينها لم يمر موقف أو حادث دون أن يعقد "نضال" مقارنة بين العالمين الذي عاش فيهما، ويصنع المزيد والمزيد من الصور من خلال هاتفه الصغير نظرا لعدم امتلاكه حاسب خاص.

ما زاد أعماله إحساسًا ومصداقية، عينيه التي شهدت الشتات مع اندلاع الثورة السورية وجسده الذي عرفت الرصاصات طريقه، من سوريا هربًا إلى لبنان ثم تركيا لينتهي المطاف في ألمانيا، بكل أسى على ما آلت إليه أحوال بلاده يقول "نضال": "أنا فلسطيني الأصل من مواليد سوريا وعشت في سوريا، حاليًا مقيم في ألمانيا كـلاجئ.. كنت اعيش في سوريا وتعرضت لإصابة بطلق ناري في حمص بإحدى المظاهرات، وبعدها هربت إلى لبنان، بقيت بلبنان تقريبًا 3 سنين ونص، اشتغلت هناك كمصمم غرافيك بصحيفة إليكترونية، وبعدها إلى تركيا وطريق البحر الى أوروبا".

وقفت الحرب حائلًا بينه وبين تعليمه، ليجعل من موقع الفيديوهات "يوتيوب" معلمًا له: "أنا للأسف ما قدرت أكمل تعليمي لان تعرضت لإصابة، وهربت فورًا الى لبنان، ولحالي، افتح يوتيوب وقرأت كتب كتير عن الموضوع، وتعلمت لوحدي، وحاليًا عم بدرس الجرافيك هون في ألمانيا".

وما بين حرب تنتهي وهواية تتحول إلى احتراف ومهنة، يتمنى نضال أن يكون مصمم جرافيك محترفا ويزور سوريا قريبا.