الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رضا نايل يكتب: جاسيندا.. أتمنى لو أقبل يدها

الكاتب الصحفي رضا
الكاتب الصحفي رضا نايل

لا يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية، هكذا قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

والجاهلية ليست عبادة "اللات والعزة" وتقديس "هبل"، ليست أشخاصًا كأبولهب، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة، إنما الجاهلية فكر وسلوك، لا تاريخٌ مضى أو عصرٌ ولى، فقد وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو ذر بأنه امرؤ فيه جاهلية حينما سبَّ رجلاً بأمه قائلاً له: "يا ابن السوداء".

ولو قارنت بين ما قامت به رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن وما يقوم به بعض المسلمون، لأدركت في أي جاهلية نعيش حتى لو كنا نقود الجاجوار بدلاً من الجمل والناقة، ونستخدم آبل فون، ونشرب ستاربكس.

وكما وددت لو أصافح "جاسيندا أرديرن" وأنحني مُقبلاً يدها، وحينها سنرى الفقهاء الذين أفتوا بحُرمة مُصافحة المرأة، بل بحُرمة تولي جاسيندا رئاسة الوزراء، فـ" " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " ".
وها هي امرأة تحظى بحب وتقدير واحترام كل مسلم حول العالم، وهو ما لم يحظ به أي حاكم مسلم منذ صلاح الدين، لأن "النص مهما كان عظيمًا يصير صغيرًا إذا قرأه عقل صغير"، كما يقول أدونيس.
فلو سألنا فقهاءنا ذوي اللحى الكبيرة، والعقول الصغيرة عن:
- عقل وحكمة ودعم وحماية أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها للبني صلى الله وعليه وسلم؟!
- عن دور السيدة أسماء بنت أبو بكر رضي الله عنهما في أهم وأخطر عمل في تاريخ الإسلام هو هجرة النبي صلى الله عليه وسلم؟!
- عن النساء اللائي بايعن النبي في بيعتي العقبة، والإسلام غريب مضطهد؟!
- عن حكمة أم سلمة وهي تشير على النبي عقب صلح الحديبية، ويفعل النبي صلى الله عليه وسلم بما أشرت عليه به.
- عن أم عمار الأنصارية وهي تدافع عن النبي يوم أحد، بينا فر رجال ورجال من حوله صلى الله عليه وسلم.
- عن أم سليم بنت ملحان وهي تثبت يوم حنين، بينما يفر الجيش؟!
- عن الشفاء بنت عبدالله التي والها سيدنا عمر بن الخطاب أمر القضاء بين الناس في السوق.
- عن بلقيس التي قادت شعبها من الكفر إلى الإيمان.
- عن امرأة فرعون التي قاومت طغيانه واستبداده وقهره، وأعلنت براءتها مما يصنع فرعون وقومه.
لذا لن يفلح قوم ولوا أمرهم فقهاء أمثالكم.

رضا نايل