الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.مجدي بدران يكتب: الجديد فى مناعة وحساسية أطفال متلازمة داون

صدى البلد

تنتج متلازمة داون من وجود كروموزوم زائد في خلايا الجسم، وهو الكروموزوم رقم 21، متلازمة داون أكثر الأمراض الوراثية إنتشارًا ، وتسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية و مشاكل جسدية . هناك ستة ملايين من البشر ينتمون لمملكة متلازمة داون ، أى حوالى تعداد الدنمارك.

تصيب متلازمة داون واحدآ من كل 800 طفل، و يزداد إحتمال إصابة الطفل مع تقدم عمر الأم، فيصل إلى 1 في 900 للأمهات في عمر 30 سنة،و 1 في 350 للأمهات فى عمر 35 ، و 1 في 40 للأمهات فى عمر الأربعين ، و 1 في 10 للأمهات فى عمر 49 .

حساسيه القمح 25 ضعفا فى مرضى متلازمة داون، و حوالى 10% من مرضى متلازمة داون لديهم حساسية القمح . هناك 32 ماده فى القمح تستطيع ان تسبب حساسيه للقمح ، و بروتين الجلوتين هو أكثر المواد قدره على أحداث حساسيه للقمح ، وتدمير الطبقه السطحيه للخملات ، وبالتالى الاصابه بسوء الهضم ، والامتصاص ، ونقص أغلب المواد الغذائيه ،وانتفاخ البطن ، و لين العظام ، والاسهالات المتكرره . تصبح الخملات مسطحة ، وقصيرة ، وخالية من الخلايا الخاصة بالامتصاص ، و لذلك يصاب المريض بعسر الهضم ، وسوء الامتصاص ، و يصاب المريض بالعشى الليلي ،وجفاف القرنية بسبب نقص فيتامين أ ، و التهابات الاعصاب نتيجة نقص فيتامين ب اللازم للتمثيل الغذائي . يحرم الجسم فى المصابين بحساسية القمح من فيتامين ب الضروري لتجلط الدم ، لذلك ربما لايصاب مريض حساسية القمح بالنزيف بشكل مستمر. الوقايه تشمل الإمتناع عن تناول منتجات القمح ، و تستخدم بدائل من دقيق الذرة أو الأرز .

هناك نقص مناعة فى أطفال متلازمة داون ، و خاصة الخلايا الأكولة ، مع نقص فى الإستجابة المناعية للتطعيمات . من العوامل التى تزيد من نقص المناعة مع متلازمة داون سوء التغذية ، و عيوب فى التمثيل الغذائى ، و نقص الزنك ، و عيوب القصبة الهوائية ، و صغر قناة الأذن الخارجية ، و وجود حساسية الطعام ، و ضيق قناة الأذن الخارجية . تغيرات الوجه مثل تفلطح قاعدة الجمجمة، و ضيق منتصف الوجه ، تزيد من مشاكل الأذن الوسطى ،و ضيق قناة أوستاكيوس. قناة أوستاكيوس هى القناة المسئولة عن تهوية الأذن الوسطى وتصل بينها وبين تجويف الحلق خلف الأنف ، و ضيقها يسبب سوء التهوية فيها ، و إنخفاض قوة العضلات فى مرضى متلازمة داون يجعلها مفتوحة دائمًا ، مما يسمح للطعام أو الشراب أو المخاط بالدخول للأذن الوسطى ، و زيادة الضغط السلبي في الأذن الوسطى ، مما يؤدي إلى احتباس السوائل بها وزيادة فرص العدوى بالميكروبات . يكثر انسداد مجرى الهواء و انقطاع النفس أثناء النوم فى مرضى متلازمة داون ، بسبب ضيق المجرى التنفسى العلوى ، و تضخم اللوزتين أو اللحمية الكبيرة ، و السمنة ، و ضعف عضلات الحلق ، و زيادة الإفرازات المخاطية ، و تدلي اللسان الكبير نسبيا إلى مجرى الهواء الصغير نسبيًا أثناء النوم.

يعانى مرضى متلازمة داون من الالتهابات المتكررة 12 ضعف الأطفال العاديين ، فتكثر الإصابة بالميكروبات مثل تكرار الالتهاب الرئوي ، والتهابات الشعب الهوائية ، و التهابات الاذن الوسطى ، و الالتهابات المعوية ،و التهاب الأغشية المخاطية في الأنف ، و كثرة إفرازات الأنفية المخاطية . تزداد حساسية الطعام فى متلازمة داون ، و تزداد فرص حدوث حساسية اللبن 14 % و حساسية القمح 25 ضعفا . اللبن هو أكثر الأطعمة إحداثًا للحساسية فهو يحتوى على 25 نوع من البروتينات التى تسبب الحساسيه ، و تعريض الرضيع اللبن فى عمر مبكر يؤدى إلى حساسية اللبن ، والتى ربما ظلت خافيه 7 سنوات ، حتى تظهر على هيئه حساسية الصدر ،أو الأنف، أو الجلد ، أو العين ، أو استمرار حساسيه الألبان فيما بعد، وزيادة التحسس لأنواع أخرى من الطعام ، و زيادة التحسس للحساسية الاستنشاقيه لبعض المواد التى تدخل الجسم عن طريق الهواء . بعض بروتينات اللبن لها دور فى التمهيد للاصابة بمرض السكر ، لوجود تشابه فى التركيب البنائى بين جزيئات هذه البروتينات وخلايا البنكرياس التى تصنع هرمون الإنسولين ، و فى بعض الحالات يبدأ الجهاز المناعى فى محاولة تدمير جزيئات اللبن ، ولكن يختلط عليه الأمر، فيدمر مصانع انتاج الإنسولين نفسها ، و يصاب الأطفال بالسكر .



الذين يعانون من متلازمة داون لديهم نسبة أعلى فى مشاكل الغدد الصماء . الغدد الصماء تشمل الغدة الدرقية، والغدة الكظرية ، والغدة النخامية. قصور الغدة الدرقية هو الأكثر فيهم ، تتحكم الغدة الدرقية في سرعة استخدام الجسم للطاقة،وإنتاج البروتينات ،وتنظيم الهرمونات. في قصور الغدة الدرقية ، يتم تقليل تخليق هرمون الغدة الدرقية . هرمون الغدة الدرقية هو الهرمون الذي يشجع نمو الدماغ وغيرها من أنسجة الجسم. قصور الغدة الدرقية هو أكثر مشاكل الغدد الصماء شيوعًا عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون. حوالي 10٪ من الأطفال المصابين بمتلازمة داون يعانون من قصور الغدة الدرقية الخلقي، أو المكتسب.يمكن أن يحدث قصور الغدة الدرقية في أي وقت من الطفولة إلى مرحلة البلوغ.

قصور الغدة الدرقية شائع أيضًا في البالغين المصابين بمتلازمة داون ويمكن أن يؤدي إلى أعراض التعب ،و التأخر العقلي ، و تقلبات الوزن ، و الهياج . أكثر الأعراض شيوعًا عند البالغين هي التعب ، والخمول ، و عدم تحمل البرد ،وزيادة الوزن ،والإمساك ، وتغيير الصوت ،وجاف الجلد . نسبة الإصابة بمرض الغدة الدرقية لدى البالغين المصابين بمتلازمة داون تتراوح بين 13٪ و 50٪.

هناك خلل فى عملية التوازن بين مضادات الأكسدة ، و الشوارد الحرة فى متلازمة داون . زيادة الشوارد الحرة تقلل من المناعة و الذكاء، و تزيد من فرص حدوث ألزيهايمر . الشوارد الحرة هى جزيئات تحمل أعدادا فردية من الإليكترونات ، مما يجعلها غير مستقرة تبحث عن إليكترونات تسرقها بتدمير الخلايا و الشفرات الوراثية ،و بالتالى تهتك أنسجة الجسم. تمنع مضادات الأكسدة أكسدة الجزيئات الضارة ،و تمنح الشوارد الحرة الإليكترونات ، فتصبح مستقرة بلا تدمير لخلايا الجسم . من أهم مضادات الأكسدة فيتامين سى و فيتامين هـ .

وجود متلازمة داون يزيد من فرص حدوث الأوتيزم حوالى 15 %. الأوتيزم إعاقة من اعاقات النمو الشاملة التطورية سببها خلل وظيفى فى نمو الادراك الحسى و اللغوى، و بالتالى القدرة على التواصل و التخاطب و التعلم و التفاعل الاجتماعى ، و يصاحب هذه الأعراض نزعة انطوائية تعزل الطفل عن وسطه المحيط ،مع حركات نمطية و ثورات غضب .