EN 
"هيئي شفاهك للقبل.. أحمر الشفاه "بيزيه"، لون مختلف وأغلفة مختلفة، صنع في باريس بواسطة بوديكرو"، إعلان أحمر شفاه نشر في إحدى الجرائد أربعينات القرن الماضي، لم يضم أي صور تعبيرية أو رمزية حتى للشفاه، ولم تتم الاستعانة بموديل أو ممثلة للترويج للمنتج، إلا أن الإعلان كان كافيا لجذب النساء لاستخدامه.
ومع انتشار الإعلانات اليوم واستحداث طرق جديدة للترويج للمنتجات، يسترجع العديد ذكرياتهم مع الإعلانات المصورة قديما، التي عهدوا ظهورها في الصحف والمجلات، علقت بالأذهان وأحب المصريون قراءتها، وتفنن المعلنون في كتابة الجمل التسويقية التي تجذب دوافع وغرائز الجمهور لاستخدام المنتج، وفي بعض الأحيان تمت الاستعانة بنجوم السينما لترويج منتجاتهم.وتنوعت الإعلانات؛ إما مكتوبة بالكامل بدون أي رسوم أو صور للمنتج، أو الاستعانة بنجمات السينما، أو اللعب على أوتار الرفاهية ودوافع المصريين للتشبه بالعائلات المالكة والأشراف واستغلالهم.
فظهرت مديحة يسري في أحد إعلانات مستحضرات التجميل، تقف أمام المرآة تستخدم المنتج، وجاء في الإعلان: "ستكونين مثل كوكب السينما.. فتنة العيون.. وبهجة المجتمعات بفضل دريم ستاف وودبري، يقدمه لك خبراء الجمال والمكياج في أمريكا، يغنيكِ عن 3 مستحضرات"، وكان سعره 48 قرشا ويأتي بـ5 ألوان مختلفة ليناسب كل بشرة.
المشط في مصر قديما نال حصته من الإعلانات، عكس هذه الأيام التي نادرا ما تلمح فيها إعلانا لمشط أو فرشاة شعر، حيث تمت الاستعانة بأكبر نجمات السينما آنذاك، التي سحرت النساء قبل الرجال بجمالها، فتألقت في أحد الإعلانات: "فاتنة الشاشة مريم فخر الدين تقول: حاذري التقليد واطلبي المشط العجيب، موديل 1959".
لمعن رمزا للجمال والأنوثة، فكن أكبر أداة لاستقطاب النساء للمنتجات، فاستعانت إحدى الشركات بتحية كاريوكا وشادية وسمير أحمد، للترويج لمنتج لوسيون وبودرة وعطور "بومبيا"، واتخذت شعارا لها "سر الفتن.. بين يديكِ". 
"أحببت رائحة صفية زغلول"، جملة من توقيع أم كلثوم تصدرت أحد إعلانات الروائح، فلم تكن نجمات السينما فقط أداة الشركات لإقناع السيدات باستخدام المنتج المعلن عنه، ففوجئ المصريون بإعلان أحد العطور عليه صورة أم كلثوم التي تبدي إعجابها برائحة صفية زغلول، زوجة الزعيم سعد زغلول، التي نادت بحقوق النساء في مصر.وجاء في الإعلان :" لكي تكوني ساحرة.. استعملي رائحة صفية زغلول"، " زعيمة مطربات الشرق الأوسط تبدي إعجابها بزعيمة الروائح العطرية، رائحة صفية زغلول للشبراويشي".
لم تغب نجمة الإغراء الأولى في السينما المصرية عن بال المعلنين، فتمت الاستعانة بها في إعلان زيت الأناضول للشعر. 
