الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا كان من الصعب إخماد حريق كاتدرائية نوتردام؟

حريق كاتدرائية نوتردام
حريق كاتدرائية نوتردام

اندلع مساء أمس حريقٌ هائلٌ في كاتدرائية نوتردام بالعاصمة الفرنسية، الأمر الذي عجز نحو 500 رجل إطفاء عن السيطرة عليه في بادئ الأمر، قبل أن يتمكنوا من إخماده جزئيًّا صباح اليوم الثلاثاء، وذلك بعد خمس ساعات من اندلاع الحريق. 

وكان منظر الحريق الهائل الذي أبدى العديد من زعماء العالم حزنهم لرؤية واحدة من أعظم كنوز العالم تأكلها النيران التي يصعب السيطرة عليها، هو الأمر الذي دفع الكثير من الأشخاص للتساؤل عن السبب وراء صعوبة إخماد حريق كاتدرائية نوتردام. 

ووفقًا لمراسل إذاعة "سي.بي.إس. نيوز راديو"، بيل ريكوف، وهو رجل إطفاء متطوع منذ 30 عامًا، فإن حرائق الكنيسة من جميع الأحجام، بما في ذلك الحريق الضخم الذي وقع أمس الاثنين في كاتدرائية نوتردام في باريس، يصعب للغاية محاربتها".

ونسب ريكوف صعوبة السيطرة على الحريق الضخم إلى عدة أسباب، وكان على رأسها "موقع الكتدرائية"، الذي يقع على جزيرة في منتصف نهر السين، ما جعل من الصعب على رجال الإطفاء وضع أجهزتهم في موضعها.

وقال ريكوف إنه إذا كانت هناك فرصة لدخول رجال الإطفاء لإنقاذ بعض الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن في الكاتدرائية، فإنهم كانوا سيفعلون ذلك بكل تأكيد، لكن التماثيل الكبيرة والتحف الدينية الضخمة يكاد يكون من المستحيل إزالتها.

وأوضح قائلا: إنه يتعين على رجال الإطفاء أن يهتموا بالسلامة الهيكلية للجدران الحجرية، والتي قد تكون أضعفتها الحرارة الشديدة. 

وذكرت شرطة باريس أن سبب الحريق في كاتدرائية نوتردام غير معروف، لكنه على الأرجح مرتبط بأعمال التجديد الجارية في الموقع، حسبما نقلت وسائل الإعلام الفرنسية عن فرقة إطفاء باريس.

وقال ريكوف "سيبحث المحققون عن كثب في ذلك بمجرد أن يسيطروا على الأمور، ومن ثم سيبدأون مقابلة الأشخاص الذين كانوا هناك وحول المكان". 

وأضاف أن هناك عددًا من الأسباب المحتملة للحريق وقد تكون مشاكل الكهرباء أو حتى مجرد سيجارة تم قذفها من شأنهم أن يتسببوا بهذا الحريق الهائل. 

وذكر ريكوف أن الريح الشديدة التي كانت تتجه نحو مقدمة الكاتدرائية، قد تكون من أحد أسباب صعوبة السيطرة على الحريق، حيث دفعت تلك الرياح النيران للانتشار على طول السقف، موضحا أنه إذا كانت الرياح قادمة من خلف الكاتدرائية كان سيتمكن رجال الإطفاء من احتواء النار والحفاظ على مقدمة المبنى آمن.

ووفقا لما نقلته شبكة "سي.إن.إن" عن مجموعة من الخبراء، فإن عوارض السقف الخشبية التي يعود تاريخها إلى قرون في نوتردام والهندسة الخارجية القوطية والمرتفعة من الحجر القوطي جعلت من الصعب مواجهة الحريق وأن رجال الإطفاء في باريس يستحقون الثناء على جهودهم.

كما شكل الارتفاع الشاهق كاتدرائية نوتردام تحديًا كبيرة بالنسبة لرجال الإطفاء، حيث إن هذا الارتفاع يزيد من كمية الأكسجين التي تشعل النيران وسمحت لها بالازدياد.

جدير بالذكر، فإن الكاتدرائية العملاقة تمثل تحفة للفن والعمارة القوطية الذي ساد في القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، كما أنها تُعد من المعالم التاريخية في فرنسا ومثالا على الأسلوب القوطي الذي عرف باسم (ايل دوزانس)، وعلى المستوى الأدبي، جاء ذكرها كمكان رئيسي للأحداث في رواية (أحدب نوتردام) للكاتب فيكتور هوجو.