الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على قصة الأعرابي الذي ذهب لأمير المؤمنين يشكو قلة الرزق

صدى البلد

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أعرابيا شكى إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه شدة لحقته ، وضيقا في الحال، وكثرة من العيال.
فقال له: عليك بالاستغفار، فإن الله تعالى يقول : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } [نوح: 10: 12].

فعاد إليه، وقال: يا أمير المؤمنين قد استغفرت كثيرا ، وما أرى فرجا مما أنا فيه.

قال : لعلك لا تحسن أن تستغفر.

قال : علمني.

قال : أخلص نيتك ، وأطع ربك، وقل: "اللهم إني استغفرك من كل ذنب، قوي عليه بدني بعافيتك، أو نالته يدي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك ، أو اتكلت فيه، عند خوفي منه، على أناتك، أو وثقت فيه بحلمك، أو عولت فيه على كرم عفوك، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست فيه نفسي، أو قدمت فيه لذتي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيت فيه لغيري، أو استغويت فيه من تبعني، أو غلبت فيه بفضل حيلتي، أو أحلت فيه عليك يا مولاي، فلم تؤاخذني على فعلي، إذ كنت سبحانك، كارها لمعصيتي، لكن سبق علمك في باختياري، واستعمالي مرادي وإيثاري، فحملت عني، لم تدخلني فيه جبرا ، ولم تحملني عليه قهرا ، ولم تظلمني شيئا، يا أرحم الراحمين، يا صاحبي عند شدتي، يا مؤنسي في وحدتي، ويا حافظي عند غربتي، يا وليي في نعمتي، ويا كاشف كربتي، ويا سامع دعوتي، ويا راحم عبرتي، ويا مقيل عثرتي، يا إلهي بالتحقيق، يا ركني الوثيق، يا رجائي في الضيق، يا مولاي الشيق، ويا رب البيت العتيق، أخرجني من حلق المضيق، إلى سعة الطريق ، وفرج من عندك قريب وثيق، واكشف عني كل شدة وضيق، واكفني ما أطيق وما لا أطيق، اللهم فرج عني كل هم وكرب، وأخرجني من كل غم وحزن، يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، ويا منزل القطر، ويا مجيب دعوة المضطرـ يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، صل على خيرتك محمد النبي، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وفرج عني ما ضاق به صدري، وعيل معه صبري، وقلت فيه حيلتي، وضعفت له قوتي، يا كاشف كل ضر وبلية، ويا عالم كل سر وخفية، يا أرحم الراحمين وأفوض أمري إلى الله  إن الله بصير بالعباد، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم".

قال الأعرابي: فاستغفرت بذلك مرارا ، فكشف الله عز وجل عني الغم والضيق، ووسع علي في الرزق ، وأزال عني المحنة.