الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب : إسكندرية مدينة مفتوحة ..!

صدى البلد

أيام قليلة ويبدأ الهجوم الكبير على مدينة الإسكندرية ، وكما يحدث سنويا فإن عروس البحر ، تصبح "علبة سردين" خلال فصل الصيف بفعل جحافل البشر التي تهبط عليها من مختلف بقاع المحروسة .

أهل الإسكندرية ، لا يقولون شيئا ، بل يرحبون بالسادة الضيوف ، الذين يتسببون في زحام غير عادي ، وغلاء غير عادي ، وتشوه للبيئة غير عادي ، حيث يصبح الأمر طبيعيا أن ترى من يجري هنا وهناك بشارع الكورنيش مرتديا الزي الرسمي لهذا المناسبة العظيمة والذي يكون في الاغلب شورت "عبك" أو "دمور" ..

كل هذه أمور عادية ، فالإسكندرية مدينة مفتوحة ، بلا أسوار ، ولا جوازات سفر ، ولا تأشيرات ، فهي ليست كما - كانت قديما - ، حيث لم يكن من حق المصريين أن يدخلوها ، فقط أهالي اليونان والفلاسفة والمفكرين والغرباء، الأمر غير العادي هو التدابير التي اتخذتها المحافظة بقيادة المحافظ عبد العزيز قنصوة والسادة الكبار ، لا نعرف عنها شيئا ، وكأننا سنفاجأ بفصل الصيف ، فماذا فعل المحافظ في الطرق والكورنيش والشواطئ والمياه واشتراطات السلامة ، ومراقبة الأسعار ..

لا أحد يعرف .. !

الإسكندرية مثل المركب المتهادي يسير ببركة الله ، فلولا المشروعات القومية الكبرى ، لصار الأمر جنونيا ولا يطاق ، فالناس تنتظر الانتهاء من محور التنمية لترى الانفراجة المرورية ، وتنتظر قدوم الدورة الإفريقية لترى بعض اللمسات والتحسينات على الطرق ، حيث يبدو الأمر عشوائيا واختياريا ، فهناك طرق يتم سفلتتها وأخرى مليئة بالحفر كما هي ، والكلمة الأثيرة عند سيادة المحافظ ـ إرجاع كل شيء الي أصله ـ الناس تتعجب منها حيث أن أصل كل شيء كان خربا فكيف نعود الى الخراب .. ؟

يبدو أنني أحارب بمفردي ، من أجل المدينة ، ولا أجد من يقف بجانبي حتى بكلمة ، فعندما قلنا في هذا المكان قبل أيام أن معرض الإسكندرية للكتاب لا يليق بالمكان ولا الزمان ولا الإنسان ، هاجت الدنيا وماجت ، وعندما وقفت في وجه وزير سابق ادعى أن الإسكندرية تحولت الي كوكب قرود ، لم أجد من يؤيدني ، ولم تخرج المحافظة حتى ببيان صغير يكذب ما قاله الوزير الثمانيني ، ويشرح له أن المدينة ورشة عمل لا تكل ولا تمل، ويبدو أن الجميع مرتاح لما يحدث ، وأن المركب تسير كما يحلو لها ، وكما تميل الرياح تميل..

هل الإسكندرية أكبر من كل هؤلاء يا سادة ؟ ، هل نطلب كامل الوزير ليعيدها الي مسارها القديم ، أم أن الامور تفلتت ؟

لا أدري ..

من المؤلم مثلا أن " الرياضة بالإسكندرية " ، في الحضيض ، وأنديتها تصارع للبقاء في الدوري الممتاز ، أما وزارة الشباب والرياضة وبالمناسبة تقودها سيدة نشطة هي د. صفاء الشريف ، فلا تعرف أهمية الرياضة في تاريخ الإسكندرية ، وأنا وغيري نتساءل: لماذا لا يتم تنظيم سباق جري شهري لتخريج وتفريخ الأبطال ، يشارك فيه الجميع بما فيهم السيدة وكيلة وزارة الشباب والرياضة ، لماذا لا يتم اكتشاف المواهب في كافة الرياضات ، لماذا لا يتم تفعيل مبادرات رياضية في المدارس ، ماذا يفعل مسئولو الرياضة في الإسكندرية غير عقد ندوات تثقيف الشباب ، وحفلات الاستقبال والزيارات والتأكيد على أن الاندية الشعبية ومراكز الشباب وحدات مستقلة تدر دخلا، وكأن الامور كلها أصبحت تدور حول " السبوبة " ، ولا يهم البشر ..

الإسكندرية في حاجة الى إعادة صياغة ، الي فكر جديد ، الي ناس تعرف قدرها ، وتسعى الي تعزيز دورها ..

الإسكندرية تبحث عن كامل الوزير في كل المواقع ..

ولنا عودة ..