الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مجزرة عيد الفصح.. ارتفاع عدد ضحايا تفجيرات سريلانكا إلى 200 وإصابة 450 آخرين.. الشرطة تعتقل 8 على خلفية الهجمات.. وردود أفعال دولية وعربية غاضبة

مكان أحد التفجيرات
مكان أحد التفجيرات

ارتفاع عدد ضحايا تفجيرات سريلانكا إلى 200 وإصابة 450 آخرين
القبض على 8 أشخاص.. ووزير يتهم "جماعة التوحيد الوطنية"
ردود أفعال عالمية وعربية غاضبة.. وقتلى أجانب بين الضحايا

استيقظ العالم، صباح اليوم، على مجزرة مروعة شهدتها سريلانكا، حيث أسفرت سلسلة اعتداءات متزامنة استهدفت ثلاث كنائس وأربعة فنادق في البلاد عن مقتل 207 أشخاص وإصابة 450 آخرين، بحسب آخر حصيلة أعلنتها الشرطة. 

وتعتبر سريلانكا ذات غالبية بوذية وأقلية كاثوليكية من 1.2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة، حيث يشكل البوذيون 70 في المائة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12 في المائة من الهندوس و10 في المائة من المسلمين و7 في المائة من المسيحيين.

ويعتبر الكاثوليك بمثابة قوة موحدة في هذا البلد إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية، غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009.

ووقع ووقع انفجاران في كنيسة سانت أنتوني بكولومبو وكنيسة سانت سيباستيان في بلدة نيجومبو إلى شمال العاصمة، حيث أصيب مالا يقل عن 160 شخصًا في الاعتداء على كنيسة سانت أنتوني ونقلوا إلى مستشفى كولومبو الوطني، وقتل شخص على الأقل في فندق "سينامون جراند هوتيل" القريب من المقر الرسمي لرئيس الوزراء في كولومبو، في حين أكد مسئولًا في الفندق أن الانفجار وقع في مطعم بالإضافة إلى كنيسة نيجومبو، استهدفت كنيسة ثالثة تقع في باتيكالوا شرق البلاد، وقال مسئول في المستشفى المحلي إن 300 شخص أصيبوا بجروح فيها.

وبعد ساعات على التفجيرات الستة، استهدف تفجير سابع فندقًا قرب حديقة الحيوان الوطنية، الموجودة في منطقة قريبة من العاصمة كولومبو، بينما قتل انتحاري ثلاثة شرطيين حينما فجّر نفسه في مبنى بالضاحية الشمالية للعاصمة كولومبو.

وأفادت وسائل إعلام محلية أن الشرطة ألقت القبض على 8 أشخاص خلال مداهمة منزل في العاصمة السريلانكية، لكن لم تعرف في الوقت الحاضر طبيعة التفجيرات، كما لم تعلن أي جهة مسئوليتها عنها.

وحذر قائد الشرطة الوطنية بوجوت جاياسوندارا قبل عشرة أيام من أن حركة متشددة هي "جماعة التوحيد الوطنية" تخطط لتنفيذ اعتداءات انتحارية على كنائس كبرى والمفوضية الهندية العليا. 

وظهرت هذه الحركة العام الماضي وقامت بأعمال تخريب ضد تماثيل تابعة للديانة البوذية التي تعد غالبية سكان الجزيرة.

وقال رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينجي في كلمة ملتفزة: "حتى الآن، الأسماء التي لدينا محلية، لكن المحققين يسعون إلى معرفة ما إذا كانت لديهم علاقات مع الخارج".

وقالت وزارة الخارجية السريلانكية إن ثلاثة بريطانيين وشخصين يحملان الجنسيتين الأميركية والبريطانية ضمن القتلى، فيما كشفت الدنمارك عن مقتل 3 من رعاياها، ليخرج وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو ويؤكد مقتل العديد من مواطني الولايات المتحدة

وأضاف أن "الولايات المتحدة تدين بشدة الاعتداءات الارهابية في سريلانكا"، مشيرًا إلى هذه الاعتداءات "تظهر مجددًا الطبيعة الوحشية للإرهابيين المتطرفين الذين يريدون فقط تهديد السلام والأمن".

وقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة له تعازيه مع مواطنيه للشعب السريلانكي، مبديًا كل الاستعداد لتقديم المساعدة، كما أبدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تعاطفها العميق أيضا مع كل من تضرر خلال هذه المحنة العصيبة، داعية للوقوف معا لضمان ألا يمارس أحد شعائر دينه وهو خائف، كما أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رسالة تعزية، معربة عن صدمتها من تعرض الناس المجتمعين للاحتفال لهجمات وحشية متعمدة.

وقدم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن تعازيه لأسر الضحايا، بعد تلقيه نبأ التفجيرات بحزن شديد، وأبدى استعداد المفوضية لتقديم الدعم، أما رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن فقد أدانت في بيانها كل الأعمال الإرهابية، مذكرة بالتجربة المأساوية التي تعرضت لها بلادها في مارس الماضي، حين قتل 50 مصليا في هجوم إرهابي، داعية الجميع لأن يكون لديهم إرادة وحلول لإنهاء مثل هذا العنف".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "نشعر بالحزن العميق بسبب الهجمات الإرهابية ضد الكنائس والفنادق في سريلانكا، ندين بقوة تلك الأعمال البغيضة، نقف مع شعب سريلانكا".

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك "عيد فصح مأساوي في سريلانكا، أعرب عن تعاطفي مع أسر هؤلاء القتلى في الهجمات على الكنائس والفنادق".

وعبر البابا فرنسيس عن حزنه بعد هذه الاعتداءات الخطيرة قائلًا إنها "سببت الحزن والألم لكثير من الكنائس وأماكن التجمعات في سريلانكا"، مؤكدا "قربه وتعاطفه مع المسيحيين الذين اصيبوا بينما كانوا يتأملون ويصلون، وكل ضحايا مثل هذا العنف الوحشي".

وعلى الصعيد العربي، أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذه "الأعمال الارهابية" التي "تستهدف الانسانية كلها"، في حين أعربت المملكة العربية السعودية، في بيان لوزارة الخارجية، عن إدانتها مشددة "ضرورة تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب"..

وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة التفجيرات، حيث قال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد عبر "تويتر": "التفجيرات الغادرة التي حصدت أرواح الأبرياء في سريلانكا، موجة إرهابية جديدة تطال الإنسانية والعالم".

وتابع: "ندين الأعمال الجبانة، التي استهدفت اﻷبرياء الآمنين، تعازينا لقيادة وشعب سريلانكا وتمنياتنا بالشفاء للمصابين"، مضيفا: "العالم اليوم أحوج مايكون للوقوف بحزم لاستئصال منابت هذا الإرهاب الممنهج".

من جانبها، أكدت وزارة خارجية البحرين في بيان أن تفجيرات سريلانكا "تتنافى مع المبادئ الدينية والقيم الإنسانية والأخلاقية»، داعية إلى تعزيز التعاون للتصدي لتلك «الظاهرة الخطيرة التي تهدد الأمن والسلم".