الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. خالد رحومة يكتب: ماذا لو شارك الجميع في بناء مصر.. ؟!

د. خالد رحومة - مدرس
د. خالد رحومة - مدرس الاقتصاد بجامعة دمنهور

في وقائع الاستفتاء الأخير على الدستور وخاصة بعد ظهور نتيجته ونسب المشاركة، وعلي الرغم من نسب المشاركة المرتفعة لجموع الناخبين والتي لم يتوقعها أحد في مثل هذا التوقيت من العام والذي تضيق فيه أغلب الأسر ذرعًا بامتحانات أبنائها في كافة مراحل التعليم، وتستعد لشهر رمضان وغيرها من الأعياد والأحداث التي تخلق فترة زحام وانشغال في حياة أغلب المصريين، إلا أنه راودني سؤال ماذا لو كانت هذه النسبة التي شاركت في الاستفتاء هي فقط من تساهم في العمل الحقيقي وبناء مصر ...؟

ألسنا في كارثة... ؟

فإذا اتخذنا المشاركة السياسية مؤشرًا للمشاركة في البناء علي كافة الأصعدة نجد أننا نعمل بمشاركة وبطاقة أقل من النصف، وعلى الرغم من ذلك حققنا ما حققناه من إنجازات في سنوات معدودة ليفوق ما تم في عقود، والمؤشر الأخطر الذي يمكن استخلاصه من ذلك هو أن هناك نسبة تفوق النصف عالة علي النسبة الأقل من النصف.. وهو ما دفعني لطرح تساؤل .. ماذا لو عمل الجميع وانزاح عبء ما يقارب ٦٠٪؜ من علي كاهل ما يقارب ٤٠٪؜ من الشعب .. فهل تتحسن مستويات الرفاهية..!؟

ولا يمكن بحال من الأحوال أن أبحث في النتيجة وأغفل السبب والذي من وجهة نظري ربما ينحصر في أن قضية المواد المعدلة وتأويلاتها التي سبقت الطرح النهائي للمواد المستفتي عليها خلقت الكثير من شائعات أهل الظلام والتي انساق خلفها بعض المغرضين لتضليل البسطاء خاصة من الشباب غير الواعي، والذي أكاد أنتصر أعظم انتصارات حياتي بصفتي مدرسًا جامعيًا حين أستطيع تصحيح قناعاته ليكون في صفوف بناة مصر العظمي التي نحلم بها.

وعلى الرغم من المآخذ السابقة والظروف الراهنة استطاعت جموع الشعب المصري أن تحتشد بمظهر حضاري غير مسبوق للالتفاف حول القيادة السياسية لـ تحافظ علي وطن فقده الكثيرون من أبناء العروبة.

وفي غمار الأحداث والحشود كانت القضية اللافتة للانتباه والتي تتطلب وقفة حقيقية هي غياب مخاطبة وعي المصريين إلا من رحم ربي، وتجاهل لحشد عقولهم للالتقاء حول كلمة وطن يكون أو لا يكون، وطن يتطلب وطنية حقيقية وليست المباهاة بالوطنية، وعقول تستطيع إدراك ما يجابه الوطن من تحديات، والمثير للدهشة في هذا الصدد غياب الرسائل التي تصحح الأفكار المغلوطة وتهيئ الوطن لضرورة تضافر الجميع لمجابهة التحديات والتهديدات والمخاطر التي باتت تكاد تمس الأمن القومي المصري.

ولعل الطرح السابق وخاصة في ظل التركيز على محور بناء الشخصية المصرية كمتطلب إستراتيجي خاصة في الجامعات المصرية في إطار رؤية مصر ٢٠٣٠ ، هو ما لفت انتباهي لضرورة طرح إدراج مقرر يتناول الأمن القومي بمفهومه و أبعاده ومخاطره وتحدياته وتهديداته المختلفة علي كافة الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة، الاقتصادي، الاجتماعي والبيئي، وأن يعمم هذا المقرر وفقًا لمستويات متدرجة من التعليم الأساسي وحتى الجامعي علي أن ينص على عدم تجاوز المرحلة الدراسية دونما اجتياز المقرر كمتطلب للتخرج، وهذا المقال رسالتي لمعالي وزير والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، والمجلس الأعلي للجامعات والتي أثق في وطنيتهم للنخاع وأنهم لن يدخروا جهدًا لتصحيح المفاهيم ونشر الحقائق لخلق جيل واع، والسعي لإنقاذ من يمكن إنقاذه من شبابنا الضياع، وقتها فقط سأراهن أن نسب المشاركة القادمة ستكون أعلى ليس في الاستفتاء فقط ولكن في بناء وطن يستحق وينتظر منا الكثير.

وأخيرًا لقرائي الأعزاء ماذا لو وقفنا وقفة حقيقية مع النفس نطرح فيها السؤال علي أنفسنا وعلى شبابنا .. هل نحب مصر حقا؟

وعلي الله قصد السبيل..