الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى محمد رفعت.. صديق الفنانين الذي أحبه عبد الوهاب ومات قبل اعتذار أم كلثوم

صدى البلد

قيثارة السماء الذي أطرب الأذان بتلاوته وخشعت الأنفس بعد سماعه، روى آذان وقلوب عطشى بصوته الشجي، عشقت صوته الملايين، جمع بين الخشوع وقوة التأثير، فاحتل قلوب الملايين حول العالم دون استئذان فينير ظلامه، واليوم تحل ذكرى ميلاد ووفاة الشيخ محمد رفعت، صاحب الأسلوب الفريد والصوت العذب في تلاوة القرآن.

تلاوته الخاشعة كانت سببا في هداية الكثيرين للإسلام، فطمأن قلوبهم وأراح بالهم بالدين الإسلامي، صوته الطروب كان نتاج إلمام ودراسة منه للموسيقى، فدرس الشيخ محمد رفعت الألحان التى تخاطب الوجدان بعيدا عن فتاوى متشددي هذا العصر، وتعلم علم القراءات وبعض التفاسير، واهتم بشراء الكتب، ودراسة الموسيقى الرقيقة والمقامات الموسيقية، عشق موسيقى «بتهوفن»، و«موزارت»، و«فاجنر»، حفظ العديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته.

أثار الشيخ محمد رفعت الجدل بصداقته مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، اللذين جمعتهما علاقة صداقة قوية، حيث قضيا أغلب سهراتهما معا في منزل الشيخ محمد رفعت في السيدة زينب، حتى وصفه عبد الوهاب بأن صوته ملائكي يأتي من السماء لأول مرة.

وكثيرًا ما كانت تضم هذه الجلسات أعلام الموسيقى والفن، وكان الشيخ يغني لهم بصوته الرخيم الجميل قصائد كثيرة منها "أراك عصي الدمع"، أما عبد الوهاب فكان يجلس بالقرب منه في خشوع، وتدور بينهما حوارات ومناقشات حول أعلام الموسيقى العالمية.

وعلى عكس علاقته الوطيدة بموسيقار الأجيال، لم تكن علاقته بكوكب الشرق على نفس المنوال، حيث غضبت أم كلثوم من الشيخ محمد رفعت بسبب وشاية من أحد موظفي الإذاعة، فقد اختلف الشيخ مع الإذاعة وانقطع عن التلاوة أمام الميكروفون، وعندما سألت أم كلثوم عن السبب قالها لها الموظف إن الشيخ يطالب بأجر يساوي ثلاثة أضعاف ما تحصل عليه هي، وإنه يحتج على ما تحصل عليه من أجر كبير، فصدقت أم كلثوم الوشاية وقطعت صلتها على الفور بالشيخ.

علمت بعدها كذب الموظف، فقررت أن تزور الشيخ محمد رفعت في منزله، لكن جاءها خبر وفاته فأسرعت إلى بيته لتودعه وداومت على زيارة قبره كثيرًا، وفوجئ أبناؤه يوم وفاته بوجود أم كلثوم بينهم، تبكي وتودع جثمان الشيخ برفقة أهله وأسرته، رغم أنها قاطعته فترة كبيرة أثناء حياته بعد أن كانت تزوره في مناسبات كثيرة.