الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سلام يكتب: أزمة البوسطجية اشتكوا !

صدى البلد



لم يكن متوقعا ذات زمان أن تكون أغنية هي الأروع للموسيقار محمد عبد الوهاب والمطربة رجاء عبده مصدر شقاء لمن تغنت بها بحيث تُمنع من الإذاعة لسنوات طويلة لمجرد أنها كانت أداة في حرب إعلامية بين الملك حسين ملك الأردن والرئيس جمال عبد الناصر علي نحو داومت فيه إذاعة عمان علي إذاعة الأغنية بعد كل نشرة أخبار "إهانة" للرئيس جمال عبد الناصر لمجرد أن والده كان يعمل بوسطجيا ولامجال لذكر أسباب الخلاف بين عاهل الأردن والرئيس المصري فذاك لايتصل بموضوع مقالي .!
المثير أن الحرب الإعلامية وصلت بأن كان الرئيس عبد الناصر ينادي الملك حسين مقترنا بوالدته الملكة زين الشرف ردا علي البوسطجية إشتكوا والإسقاط من وراء دوام إذاعتها !.
إنتهت الأزمة بالمصالحة ولكن ذكريات تلك الأيام موجعة لأنها تنطق بأن السياسة رجس من عمل الشيطان تؤدي دوما مالم يتم إعمال العقل إلي مالايُحمد عقباه وقد يصل الأمر لحرب لمجرد إهانة تنال من شخص الحاكم .
للتاريخ أجاد بعض الحكام العرب ذاك النهج الشائن المقترن خلال سنوات طويلة عبر شتائم من خلال الإذاعات وتطور الأمر إلي" حديثًا "بأن أضحت فضائية مثل الجزيرة بوقا للإهانة والتحريض ضد مصر.
أزمة" البوسطجية إشتكوا" حرمت من أحبوا الأغنية من سماعها ولم يكن هناك من سبيل إلا إلإسطوانات لمن يبتغي أن يهيم في الخيال معبرا عن مكنون قلبه نحو من يُحب.
"حديث "البوسطجية إشتكوا لم ينل من قيمة وقامة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر لأن العمل شرف ولم يكن يوما عمل أبيه وبالا عليه كما لم يكن مسمي الملكة زين الشرف إهانة للملك حسين رحمه الله ولكن غضبة عبد الناصر رد فعل للعزف علي وتر بعينه لإهانته من خلال مهنة أبيه.
ومضت سنوات ورحل مفجر ثورة 23 يوليو سنة 1952 تلك الثورة التي دعت لإنهاء الطبقية وإذابة الفوارق بين المصريين علي نحو لم يكن في الحسبان أن تعاود الطبقية من جديد ليحظر علي فقراء المصريين الإلتحاق بالهيئات القضائية لأنهم ليسوا من بيئة قضائية في تفسير شائن ينال من قدر شعب طيب الأعراق وهو ماجاهر به أحد مشاهير القضاء قبل سنوات وأعقبه تصريح لوزير عدل مفاده أن إبن عامل النظافة لايمكن أن يدخل سلك القضاء وهو ما أثار الرأي العام لتتم إقالته من جانب الرئيس السيسي .
بحسب تفسير البيئة القضائية لو عاد الزمان للوراء لما دخل جمال عبد الناصر أو أنور السادات أوحسني مبارك الكلية الحربية لآن آبائهم في وظائف بسيطة بوسطجي وباشكاتب ومُحضر . علما بأنهم دخلوا الكلية الحربية أيام الملكية في نهاية الثلاثينيات وفي نهاية الأربعينيات بالنسبة لحسني مبارك.
الأمر لايقتصر علي القضاء هناك وزارة الخارجية والإعلام وأماكن أخري . !
التوريث في المناصب صار نهجًا يقتصرعلي أبناء "بكوات وباشوات " نسوا أو تناسوا أنهم وصلوا إلي ماوصلوا إليه من لاشيئ من خلال قصة كفاح صارت نسيًا منسيا , وكم يؤمل وضع حد لتلك الكارثة التي تسبب إحتقانًا شعبيا ترتب عليه ضياع حق أجيال في مناصب تستلزم المتفوقين وليس "المدعومين" من أبناء البكوات والباشوات الجدد وقد حملوا ألقابًا ملغية في زمن الجمهورية وذاك يُجافي العدل المرجو بين جموع المصريين . !
.. حقا كم بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا....