EN 
وسط السرايا والقاعات التي تنتشر على مساحة 15 فدانا، لقصر المنيل، يأتي مسجد قصر المنيل "الأمير محمد علي" ليكشف مدى الروعة والجمال الذي اتسمت به عمارة القصر ومكوناته.
ورغم صغر المسجد إلا أنه كما وصفه، الدكتور ولاء الدين بدوي مدير عام متحف قصر المنيل، يعد تحفة معمارية وزخرفية لا مثيل لها، فعني الأمير محمد علي عناية خاصة بزخرفته سواء بالخارج أو الداخل.
وعلى مدخل المسجد رصد موقع "صدى البلد"، لوحتين عليهما كتابات بالخط العربي، تكشفان سر روعة معمار وزخارف المسجد، فحرص الأمير محمد علي صاحب القصر وقت إنشاء المسجد، على عمل هذه اللوحتين لتدوين وتسجيل أسماء كل من شاركوا في بناء وعمارة هذا المسجد، حيث كتب على اللوحتين "أنشأ هذا المسجد المبارك الأمير محمد علي بن المغفور له ساكن الجنان الخديوي محمد توفيق باشا، أما الكتابة من خط الحاج أحمد كمال أفندي رئيس الخطاطين بإسطنبول، والنجارة والرسومات والنحاس من عمل المعلم محمد إبراهيم النجار، والسجاد من عمل المعلم محمد إبراهيم طلحة، والرخام من عمل المعلمين أحمد سكر ومحمود صالح، والحجر من عمل المعلم محمد عفيفي النجار، والقيشاني صنع في إسطنبول، والبناء من عمل المعلم أحمد محمود البنا وأولاده، وملاحظة هذه الأعمال سليمان أفندي متولي باشكاتب الدائرة والتي تمت سنة 1352 هجرية".
ويزين سطح المسجد من الخارج بالحجر الرملي على شكل رؤوس حيات(الكوبرا)، أسفلها شريط من الكتابة القرآنية (انا فتحنا لك فتحا مبينا) تبدأ علي يمين مدخل المسجد، أما الجدران فزخرفت على هيئة سجاجيد من طرز مختلفة.
وجاءت النوافذ على شكل عقود محاطة بأشرطة من الزخارف الهندسية وساحة كل نافذة مصممة بالرخام المزخرف علي شكل أطباق نجمية مملوكية الطراز صنعت في إيطاليا، وتبرز من الجدار الشرقي كتلة المحراب على شكل عقد مدبب اسفله مربع من بلاطات القاشاني.
ويتميز المسجد بوجود نصف قبة يبدو قطاعها الطولي كعقد، وهي مزينة بتضليعات طولية تنتهي بزخارف هندسية محمولة على مقرنصات من نفس الحجر، ويعلو القبة شريط به كتابة قرآنية بالخط الكوفي المورق والعديد من الأشرطة الزخرفية النباتية والهندسية.
وباب المسجد مصنوع من الخشب المصفح بالنحاس المؤكسد المشغول بالتفريغ والأطر الخارجية محلاة بانصاف كرات داخل أشكال نجمية وزخارف نباتية، اما ساحة الباب مزخرفة بدائرة كبيرة تبرز منها أشكال هندسية ذات تضليعات واضحة علي ارضية من الزخارف النباتية.
وأشار إلى أن المسجد يتكون من إيوانين شرقي وغربي، ويفصلهما عمودان رشيقان من المرمر، وتغطي جدران المسجد بلاطات قاشاني ذات زخارف نباتية باللونين الازرق والكحلي علي ارضية بيضاء، كما توجد مستطيلات علي شكل لوحات من بلاطات القاشاني باللون الكحلي عليها بعض أسماء الله الحسنى تقرأ من اليمين إلى اليسار والعكس.
