الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريحان يكشف حقائق مثيرة عن دير سانت كاترين وسر قطع رقبة المكلف ببنائه .. صور

صدى البلد

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بآثار جنوب سيناء كثيرا من الالتباس المثار حول تاريخ بناء دير سانت كاترين فى القرن السادس الميلادى، خاصة فى أى عام بالتحديد، وهو ما حسمه ريحان ليؤكد أن بناء الدير كان عام 560م.

توصل ريحان إلى ذلك من خلال قراءة تاريخية سجلت فى النص التأسيسى للدير،على لوحة من الرخام فوق باب الدير الحالى بالجدار الشمالى الغربى باللغة اليونانية،مع ترجمتها فى لوحة أخرى باللغة العربية بجوارها.

يشير هذا النص إلى إنشاء الملك الرومى يوستنيانوس (جستنيان) دير طور سيناء وكنيسة جبل المناجاة،وذلك تذكارًا له ولزوجته ثاوضوبره (ثيودورا) بعد ثلاثين سنة من ملكه،وعين له رئيس اسمه ضولاس بتاريخ 527م. 

وأضاف ريحان لصدي البلد بأن هذين الحجرين وضعا فوق الباب فى القرن الثانى عشر أو الثالث عشر الميلادى عند فتح باب الدير الجديد،وبهما خطئين تاريخيين الأول أن أول رئيس للدير هو الأب لونجينيوس وليس ضولاس.

والثانى أن الملك يوستينيانوس لا يمكن أن يكون قد أتم بناء الدير سنة 527 م لأن هذه السنة هى بدء ملكه وكان مشغولًا بالحروب كما هو ثابت فى التاريخ وإذا صح أنه أتمه بعد ثلاثين سنة من ملكه كما هو فى النص التأسيسى فيكون قد تم البناء سنة 557م مما يدل على وجود تناقض فى النص التأسيسى

وصحح ريحان هذا الخطأ من خلال نقش آخر باليونانية على أحد عوارض السقف بكنيسة التجلى داخل الدير وترجمته (لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم لأجل إحياء ذكرى وراحة ملكتنا ثيودورا)، موضحا أن تاريخ وفاة ثيودورا كان عام 548 م ووفاة جستنيان 565 م.

وكانت ثيودورا الزوجة المحببة لجستنيان وشاركت فى كثير من أمور الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية وحرصت على إقامة علاقات سلمية معهم ولقد ماتت قبل وفاة جستنيان. 

وطبقًا لهذا النص أكد ريحان أنه من الطبيعى أن يكون تاريخ بناء الدير بين عام 548م وهو تاريخ وفاة ثيودورا وعام 565م تاريخ وفاة جستنيان،وأقرب تاريخ لبناء الدير وفقًا لذلك يكون عام 560م وهو التاريخ الحقيقى لبناء أشهر أديرة العالم دير طور سيناء الذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن العاشر الميلادى على اسم القصة الشهيرة عن سانت كاترين،وأن نقوش عوارض سقف كنيسة التجلى تؤكد أن مهندس بناء الدير هو المهندس اسطفانوس من أيلة (مدينة العقبة حاليًا).

كشف ريحان عن وثيقة خاصة ببناء دير سانت كاترين وهى الوثيقة رقم SCM- 224، وكتبت بعد عام 883م باللغة العربية تؤكد أن المكلف ببناء الدير من قبل الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى قد تم قطع رقبته لمخالفته أمر الامبراطور فى موقع بناء الدير.

وأكد ريحان أن رهبان الجبل المقدس الذين كانوا يعيشون فى برج خاص بموقع الدير الحالى، وناشدوا جستنيان أن يبنى لهم دير فكلف مبعوثا خاصا له سلطات كاملة،وتعليمات مكتوبة ببناء دير فى القلزم (السويس حاليًا )، ودير فى راية بطور سيناء ودير على جبل سيناء (جبل موسى).

ولقد بنى هذا المبعوث كنيسة القديس أثاناسيوس فى القلزم ودير فى راية (الطور حاليًا) كشفت عنه منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية وهو دير الوادى،مضيفا أن مبعوث جستنيان كلف ببناء الدير على جبل موسى.

ولم ينفذ تعليمات جستنيان حرفيًا حين اكتشف طبيعة المنطقة،من عدم وجود مياه أعلى الجبل وصعوبة توصيل مياه إليه،وبنى الدير فى حضن شجرة العليقة المقدسة بموقعه الحالى،لتوفر المياه وشمل داخله البرج الخاص بالرهبان وقام ببناء كنيسة فقط أعلى الجبل مازالت بقاياها.

وقال ريحان: وغضب الامبراطور جستنيان من هذا التصرف غضبًا شديدًا لاعتقاده بأن عدم بناء الدير فوق الجبل سيهدد الرهبان وأمر بقطع رأسه،وقرر جستنيان إصلاح ضعف الدير من الناحية الدفاعية طبقًا لرؤيته.

فأرسل مائة شخص بعائلاتهم لسيناء كحراس دائمين للدير،وأمر بإرسال مائة أخرى من مصر وعين عليهم ضولاس كحاكم عليهم،وبنى لهم أماكن خاصة خارج الدير تقع شرق الدير حاليًا،وعند مجيئ الإسلام دخل هؤلاء الحراس فى الإسلام، ومايزال أحفادهم حتى الآن هم المختصون بالأمور الأثرية والسياحية بسيناء،وهم قبيلة الجبالية وعرفوا بالجبالية نسبة إلى جبل موسى.

يوضح د. ريحان رغم إنشاء الدير كان عام 560م إلاّ أن رهبان الجبل المقدس لم يسكنوه بعد بنائه مباشرة بل ظلوا فى المغاور والكهوف حول الدير إلى أن انتقل مركز الأبرشية من وادى فيران إلى دير طور سيناء"أطلق عليه دير سانت كاترين فى القرن 10 م"بعد عام 649م، وأصبح رئيس دير طور سيناء مطرانًا لأبرشية سيناء كلها ولقبه مطران دير طور سيناء وفيران وراية.