الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متحف دنشواى شاهد على العصر.. يضم الملحمة التاريخية ومشنقة الأهالي.. بـ 3 جنيهات تستعيد ذكريات الواقعة.. ومواطنون: محفورة في أذهاننا رغم مرور 113 عاما.. صور

متحف دنشواى بالمنوفية
متحف دنشواى بالمنوفية

يحتوى علي مجسم المشنقة التي شهدت إعدام أربعه من أهالي القرية
يحتوى المتحف علي المسرح المكشوف وقاعات للعرض وأقسام المتحف الداخلية
إدارة المتحف أخفت تمثال العسكرى الانجليزى الذي تسبب في واقعة دنشواى


مع احتفالات محافظة المنوفية بعيدها القومي بالتزامن مع حادثة دنشواى التي كانت رمزا للمحافظة ويوما لعيدها القومي يوم العزة والكرامة، يعد متحف دنشواى بمركز الشهداء بالمحافظة شاهدا علي العصر.

واقيم المتحف في القرية التي نشب بها الملحمة التاريخية ضد الاستعمار البريطاني حيث يحتوى علي صور وتجسيد للواقعة رغم مرور ١١٣ عاما علي الواقعة ويحتوى علي مجسمات للفلاحين والعساكر الإنجليز.

كما يحتوى علي مجسم المشنقة شهدت إعدام أربعه من أهالي القرية وكذلك تم جلد امامها 50 جلدة بالقطة الإنجليزي ذات الأذرع الخمسة على 8 من أهل القرية، وعلى يمينها تمثال للفلاح المصري مقيدا بالسلاسل، وعلي يسارها تمثال "دنشواي تتألم" الذي يعبر عن دنشواي على هيئة سيدة ترفع يديها للسماء تدعو على الإنجليز، أما في مقدمة المسرح فيوجد تمثال دنشواي إرادة وحياة وفي الجزء الملاصق لسور المدرسة الإبتدائية يقع عند بدايته تثمال للفلاحة المصرية وأخيرا تمثال العسكري الإنجليزي.

كما يحتوى المتحف علي المسرح المكشوف وقاعات للعرض وأقسام المتحف الداخلية تحتوى علي صور ومجسمات للواقعة.

وللمرة الاولي يفتح المتحف أبوابه لاستقبال الزوار والطلاب في احتفالات المحافظة بعيدها القومي في رحلات نظمتها المحافظة ومديرية الشباب والرياضة لتعريف الشباب والطلبة بتاريخ المحافظة.

وفي واقعة طريفة اضطرت إدارة المتحف الي ابعاد واخفاء تمثال العسكرى الانجليزى الذي تسبب في واقعة دنشواى حيث لم تختفي خلال 5 أجيال ذاكرة الحادث حيث اخذ أطفال القرية ثأر أجدادهم بعد 113 عاما مرت على مذبحة دنشواي الشهيرة ولو بشكل رمزي حيث حكم بالإعدام على 4 فلاحين بالقرية وهم محمد درويش زهران الذي كان أكثرهم ثباتا عن إعدامه وأصبح رمزا لمذبحة دنشواي بالإضافة إلى حسن محفوظ و يوسف سليم والسيد عيسى سالم بالإضافة إلى الأحكام بالسجن لــ 12 أخريين بالإضافة إلى جلد المتهمين 50 جلدة أمام ذويهم حيث أصبحت الواقعة أهم عناصر شعار محافظة المنوفية وتاريخها تحول إلى العيد القومي للمحافظة.

ذاكرة وموروث لم يغيب عن الأجيال التي أعقبت المذبحة ينقلها الجد إلى الأب إلى الحفيد حتى عاش على سيرتها نحو 5 أجيال متعاقبة ليعكس ذلك ما أقدم عليه تلاميذ مدرسة دنشواي الإبتدائية المشتركة ليصبح قذف تمثال العسكري الإنجليزي في الساحة الخلفية للمتحف بالحجارة بشكل مستمر وتم تكراره أكثر من مرة بعد أن مكنهم المبنى الجديد بالمدرسة الذي دخل الخدمة بداية العام الدراسي الحالي من الإقتراب من التمثال الذي مثل إستفزاز لهم ، رغم الأزمة التي سببتها هذه الوقائع بين إدارة المتحف وإدارة المدرسة وبالرغم من التعهدات، إلا أن الأطفال يعيدون الكرة مرة أخرى بقذف تمثال العسكري الإنجليزي الذين رأوا فيه مثال للإحتلال الذي أعدم جدهم زهران ورفاقة وسجن وجلد العشرات بعد محاكمة صورية في ظل الإحتلال الإنجليزي لمصر، مما أجبر إدارة المتحف إلى تحريك تمثال العسكري الإنجليزي عن مكانه ووضعه خلف جدار في مكان يحميه من حجارة تلاميذ المدرسة الملاصقة للمتحف .

وبــ 3 جنيهات تستطيع أن تطوف المتحف الذي يتبع قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة والإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، حيث يقوم موظف بالمتحف بشرح مكونات المتحف منذ بدء نزهة العساكر الإنجليز حتى شنق القرويين وسجن وجلد العشرات أمام ذويهم والدور التاريخي للزعيم الراحل مصطفى كامل للتنديد بجرائم الإحتلال.

وقال أحمد محفوظ أحد أحفاد حسن محفوظ الذي تم شنقه في مذبحة دنشواي، أن جده الخامس هو علي محفوظ شقيق الشهيد حسن الذي كان أول من واجه العساكر الإنجليز وطلب منهم التوقف عن إطلاق النار وصيد الحمام الذي هو مصدر رزقهم وحتى لا تشتعل النيران بأجران القمح.

وأضاف أن جميع الأجيال تناقلت ما حدث في دنشواي، قائلا دائما ما كنت أستمع لجدي الذي توفاه الله وعمره 96 عاما عن المذبحة وملابساتها وخاصة أن العائلة كان منها عدد ممن حكم عليهم بالسجن والجلد.

وأضاف أن المتحف له دور كبير لإحياء هذا الموروث فدائما ما كان لدينا الشغف لمعرفة ما حدث في القرية وخاصة أنه لا تخلوا عائلة في القرية إلا وكان منها أحد ضحايا المذبحة سواء تم إعدامه أو جلده أمام أسرته وأبنائه.

ويؤكد والده محمد محفوظ أن حادث دنشواي محفور في أذهان كافة الأجيال في القرية وخاصة العائلات التي قدمت شهداء وضحايا ، ووجود المتحف يعمل على حفظ وإحياء هذا الموروث الأليم الذي تعرضت له قرية دنشواي ، وعن سبب تسمية أبناء دنشواي " بأحفاد زهران " مشيرا إلى أن محمد درويش زهران كان فلاح شرس يخشاه العمد والمشايخ والأعيان ومن أسباب المحاكمة وصدور أحكام بالإعدام هو رغبتهم في التخلص منه ومن بينهم أحمد بك حبيب أحد أعيان زاوية الناعورة وسلطان باشا والتي سميت قرية منشاة سلطان بإسمه مضيفا أنهما كانا أصحاب الدعوة للعساكر الإنجليز لصيد الحمام بدنشواي موفرين لهم الخيول والتي جاؤوا عليها من ترعة البجورية إلى منطقة سرسنا وقرية دنشواي طبقا لما رواه الدرديري محفوظ حفيد شقيق حسن محفوظ الذي تم إعدامه مشيرا إلى أن الإنجليز كانوا معتادين القدوم إلى القرية لصيد الحمام.

وأضاف أن أم محمد الضحية الأولى للحادث كانت إحدى أقارب محمد درويش زهران الذي هجم على العساكر الإنجليز وجردهم من الاسلحة وقال أحد العساكر أن زهران إعتدى عليه " بالواطية " ويقصد بها النعل مشيرا إلى ذاكرة دنشواي عن المذبحة لم ينقطع وتصل إلى أصغر طفل في القرية.