الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ندوة بالأوقاف: الاعتداء على الآمنين جريمة لا تصدر إلا من عدو حاقد

ندوة بمسجد  السيدة
ندوة بمسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها-

نظمت وزارة الأوقاف ندوة للرأي بعنوان «مفهوم عهد الأمان في العصر الحاضر» بمسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها- بالقاهرة، حاضر فيها الدكتور نوح عبد الحليم العيسوي وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم، والدكتور أيمن أبو عمر مدير عام الإرشاد الديني.

وقال الدكتور نوح عبد الحليم العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم، إن الله تعالى أنعم على الإنسان بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن أعظم هذه النعم التي امتن الله -عز وجل- بها على الإنسان نعمة الأمن والأمان، فالإنسان لا يستطيع أداء مهمته في الدنيا بدون أمن وأمان، مبينًا أن الأمن والأمان من أهم دعائم المجتمعات ووسائل استقرارها، فلا استقرار بلا أمن، ولا اقتصاد بلا أمن، ولا نهضة ولا رقي، ولا تقدم ولا ازدهار بلا أمن، بل لا عبادة بدون أمن.

وأكد أن الإسلام حرص كل الحرص على استقرار حياة الناس والحفاظ على أمنهم، وحرّم كل اعتداء أو ترويع يهدد هذا الاستقرار، ويضيع هذا الأمن؛ لهذا كان طلب الأمن في الديار والبلاد وفي الأهل والأولاد هو أول ما دعا به الخليل إبراهيم -عليه السلام- ربه، حيث قال - كما حكى عنه القرآن الكريم- : «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ»، وقال تعالى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ».

وأوضح: ففي الآية الأولى طلب الخليل -عليه السلام- تحقيقَ الأمن قبل نزول الرزق، إذ إن الرزق لا قيمة له ولا فائدة منه بدون الأمن، وفي الآية الثانية طلب الخليل -عليه السلام- تحقيقَ الأمن قبل أداء أشرف مهمة في الوجود وهي مهمة العبادة، لأن العبد إذا لم ينعم بنعمة الأمن لن يشعر بلذة العبادة.

وواصل: وكذلك أكدت السنة النبوية الشريفة هذا المعنى، فقد بين لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذه النعمة متى توفرت للإنسان كان كمن حاز شيئا نفيسا لا يقدر بمال، حيث قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا"، موضحًا: ونلاحظ أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قدم الأمن في هذا الحديث لأهميته في حياة الفرد والمجتمع، فالإنسان لا يستطيع الانتفاع بما يملكه إلا إذا كان آمنًا مطمئنًا، فنعمة الأمن ضرورية لكل مخلوق، ومقصود كل حي.

ولفت إلى أن من جاء إلى بلادنا وأعطته الدولة تصريحًا بالدخول، فإنه أصبح في أمن وأمان عندنا، فمن يهدده أو يروعه بأي نوع من أنواع التهديد، أو يسفك دمه فهو آثم وعقابه عند الله شديد، حيث قال -صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا"، فالناس على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم، يجب أن يعيشوا في أمن وأمان، وسلم وسلام.

بدوره، أوضح الدكتور أيمن أبو عمر مدير عام الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف، أن الإسلام كفل الحرية الدينية بكل أشكالها وأنواعها، فالإسلام لا يكره أحدًا على الدخول فيه، قال تعالى: «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" ، وقال تعالى:" لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»، فالإسلام دين سماحة مع المختلف معه، وهذا ما حملته وزارة الأوقاف على عاتقها من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة، لإظهار سماحة الإسلام، وروعة تشريعه، وجمال حضارته، إلا أن بعض المأجورين شوهوا تلك المعاني لتبرير اعتدائهم على الآمنين، مع أن النصوص الصحيحة واضحة في أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا.

من جانبه، بين الدكتور أيمن أبو عمر، أن الإسلام لا يعرف صراع الحضارات ولا صدامها، بل عاش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة مع اليهود، حيث وضع دستورًا للمعايشة، أساسه أن الجميع سواء في الحقوق والواجبات، وكتب التاريخ والسير مليئة بالمعاملات الراقية التي تعطي صورة واضحة لما كان عليه الصحابة والتابعون في معاملة غير المسلمين.