- السيسي أول رئيس مصري يزور بيلاروسيا منذ 1992
- بيلاروسيا: ندرك أهمية دور مصر في استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط
- توافق الرؤى المصرية والبيلاروسية حيال كثير من القضايا الدولية والإقليمية
تعطي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمينسك التي بدأت أمس، الاثنين، في أول زيارة لرئيس مصري منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع بيلاروسيا عام 1992، دفعة قوية لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين مصر وبيلاروسيا، وتؤكد هذه الزيارة الأهمية التي توليها مصر لدعم علاقات الصداقة والتعاون مع بيلاروسيا التي تعتبر القاهرة أهم شريك لها في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.
وتدرك بيلاروسيا أهمية دور مصر في استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، وكذا مساهمتها الكبيرة في مكافحة الإرهاب الدولي ودورها الإقليمي برئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث تسعى بيلاروسيا إلى أن تصبح شريكا استراتيجيا لمصر في أفريقيا واستعدادها للمساهمة في المشروعات الاقتصادية والصناعية التي تنفذها الشركات المصرية في القارة الأفريقية.
وتتوافق الرؤى السياسية المصرية والبيلاروسية حيال كثير من القضايا الدولية والإقليمية، وتتعاون القاهرة ومينسك في الأمم المتحدة في مجال دعم المبادرات الرامية لمكافحة الاتجار بالبشر ويدعمان بعضهما البعض في انتخابات هيئات الأمم المتحدة.
وقد شهدت العلاقات المصرية – البيلاروسية تطورات إيجابية في السنوات القليلة الماضية، حيث قام الرئيس البيلاروسي إلكسندر لوكاشينكو بزيارة تاريخية للقاهرة في يناير عام 2017 والتي أثمرت عن التوقيع على خارطة تعاون لتطوير العلاقات الثنائية خلال عامي 2017 و2018، وتم إعداد خارطة تعاون جديدة جاهزة للتوقيع لتغطي عامي 2019 و2020.
في سياق متصل، يمتلك الاقتصاد البيلاروسي إمكانيات كبيرة يمكن لمصر أن تستفيد منها، حيث احتل المرتبة 53 في مؤشر التنمية البشرية في تقرير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لعام 2018، وقد بلغ الناتج الإجمالي المحلي لبيلاروسيا 3 في المائة عام 2018 ووصل معدل البطالة إلي أقل من واحد في المائة، بينما ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 900ر16 ألف دولار عام 2010 إلى 800ر18 ألف دولار عام 2017، وتحتل بيلاروسيا بهذا المركز الثالث في رابطة الدول المستقلة بعد روسيا وكازاخستان.
وذكر تقرير لسفارة بيلاروسيا بالقاهرة اليوم أن تجارة بيلاروسيا مع دول العالم بلغت 14ر 72 مليار دولار عام 2018 من بينها 73ر 33 مليار دولار صادرات بيلاروسية بالمقارنة بـ47ر63 مليار دولار عام 2017 من بينها 24ر29 مليار دولار صادرات بيلاروسية، مشيرا إلى أن أهم الصادرات البيلاروسية تشمل المنتجات المعدنية بنسبة 9ر25٪، والصناعات الكيماوية والمطاط بنسبة 1ر19%، والسيارات والمعدات والمركبات بنسبة 5ر16%، والمعادن السوداء وغير الحديدية ومنتجاتها بنسبة 2ر7٪، والمواد الغذائية والمواد الخام الزراعية بنسبة 3ر15%.
وأضاف أن أهم الدول التي تستورد المنتجات البيلاروسية هي روسيا وأوكرانيا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وبولندا وليتوانيا وكازاخستان والبرازيل، بينما تستورد مينسك من روسيا والصين وألمانيا وأوكرانيا وتركيا وإيطاليا وأمريكا وفرنسا.
وأوضح التقرير أن الاقتصاد البيلاروسي يعتمد علي القطاعات الصناعية وهي الهندسة الميكانيكية بما في ذلك الجرارات والسيارات وصناعة الآلات والهندسة اللاسلكية، والكهرباء التقنية والإلكترونية وصناعة البصريات الميكانيكية والبتروكيماويات والمعادن والصناعات الخفيفة والغذائية، لافتا إلى أن القطاع الزراعي البيلاروسي يشمل زراعة الحبوب والبطاطس والخضراوات وبنجر السكر والكتان وإنتاج اللحوم وصناعة الألبان.
وعن العلوم والتكنولوجيا، أفاد التقرير بأن هناك 15 حديقة تكنولوجية في بيلاروسيا يعمل فيها المتخصصون الشباب لتحويل أفكارهم إلى منتج نهائي، مشيرا إلى مشاركة نحو 30 ألف شخص في مجال الأبحاث والتنمية في البلاد، مؤكدا وجود نظام متطور لتدريب العلماء في البلاد.
وأضاف أن خُمس الباحثين في بيلاروسيا يحملون شهادة الدكتوراه، وتشكل النساء 40 في المائة من إجمالي الباحثين، ويمثل الشباب فوق 29 عاما نسبة تتخطى 23% من إجمالي الباحثين، لافتا إلى أن الهندسة الميكانيكية وهندسة الطاقة وصناعات الآلات وعلم الأحياء المجهرية والطب والأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعادن والفضاء والطيران من أهم المجالات التي حققت فيها بيلاروسيا الإنجازات.
وأوضح التقرير أن ثلث الصادرات البيلاروسية تتضمن منتجات التكنولوجيا الفائقة، وقد زادت مينسك من صادرات هذه المنتجات بنسبة 20% لتبلغ قيمتها 14 مليار دولار عام 2018، مؤكدا أن بيلاروسيا اكتسبت في السنوات الأخيرة سمعة "دولة تكنولوجيا المعلومات الرائدة في منطقة أوروبا الشرقية"، وأن حديقة التكنولوجيا الفائقة البيلاروسية المعروفة باسم (وادي السيليكون في أوروبا) هي موطن 450 شركة تعمل في مجال تطوير البرمجيات والمجالات المتعلقة بها.
وتحتل بيلاروسيا المرتبة 32 في مؤشر الأمم المتحدة لتنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من بين 176 دولة، وتشير توقعات مؤسسة التمويل الدولية إلى أن إيرادات تكنولوجيا المعلومات في بيلاروسيا ستمثل 5ر4 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي بحلول عام 2020.