الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق دور عزيز صدقى فى تحقيق نصر أكتوبر وإنهاء أزمة الخبراء السوفيت.. وكواليس بنائه قلعة الصناعة المصرية بعد النكسة

عزيز صدقى وأنور السادات
عزيز صدقى وأنور السادات

فى محافظة القاهرة وتحديدًا في 3 شارع الفردوس من محمد مظهر الزمالك القاهرة عاش رجل الاقتصاد ورئيس وزراء مصر الأسبق عزيز صدقى الذي وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 01 /07 /1920، وتاريخ الوفاة 25 /01 /2008.

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

عزيز صدقي هو رئيس وزراء مصر الأسبق. ولد في مدينة القاهرة عام 1920 وتخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة (قسم العمارة) عام 1944 وحصل على الدكتوراه في التخطيط الإقليمي والتصنيع من جامعة هارفارد الأمريكية عام 1950، وفي عام 1951 عمل الدكتور عزيز صدقى بوظيفة مدرس بكلية الهندسة، وفي عام 1953 عين مستشارا فنيا لرئيس الوزراء ومديرا عاما لمشروع مديرية التحرير.

واختير وزيرًا للصناعة عام 1956 ليكون أول وزير صناعة مصري، ثم نائبا لرئيس الوزراء للصناعة والثروة المعدنية 1964 ثم مستشارا لرئيس الجمهورية في شئون الإنتاج 1966، وتقلد صدقى منصب وزير الصناعة والثروة المعدنية عام 1968، وأصبح عضوا بمجلس الأمة عام 1969 وعضوا بالمجلس الأعلى للدفاع المدني عام 1970، وعضوا باللجنة العليا للاعداد للمعركة 1972.

وفي مارس 1972 عينه الرئيس أنور السادات رئيسا للوزراء ثم مساعدًا لرئيس الجمهورية 1973 وكان له دور كبير في تحقيق النصر في حرب أكتوبر 1973، توفي في يوم الجمعة الموافق 25 يناير 2008 عن عمر يناهز 88 عاما.

عقب حرب 67 كان الاقتصاد المصري في حاجة إلي معجزة لانتشال الوضع الاقتصادي من أزمته وفي نفس الوقت تعبئة الموارد لخدمة الجبهة العسكرية من حيث العتاد والمؤن، المعجزة هنا جاءت على يد أول مسؤول يتولى منصب وزير الصناعة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1956، وهو الدكتور عزيز صدقي استطاع منذ توليه تغيير نمط الاقتصاد المصري من الاعتماد علي الزراعي إلي الصناعة وأسس حتى حرب أكتوبر قلعة صناعية متنوعة، كانت مسخرة لخدمة الجبهة العسكرية بشكل كبير مثل مصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج والمواد الغذائية.

كانت الخطوة الأولى التي اتخذها لتأسيس وزارة الصناعة وضع برنامج التصنيع، وأشرف على تنفيذه وتخصيص 12 مليون جنيه كأول ميزانية للتصنيع، وكانت النتيجة إنشاء المئات من المصانع الجديدة والتوسع في المجالات الصناعية الأخرى وتقوية الصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والمراجل البخارية والكابلات والقطارات والألمونيوم، والمصانع الحربية لمد الجيش بالسلاح والذخيرة، واستطاع القطاع الصناعي أن يستعيد عافيته بعد هزيمة 67 واستئناف العمل مرة أخرى.

كان عمره 35 عامًا حينما اختاره جمال عبد الناصر وزيرًا للصناعة في عام 1956 ثم منحه الشعب لقب «أبو الصناعة المصرية»، وقد نجح عزيز صدقى في تشييد قلعة الصناعة الوطنية في مصر واشتد حزنه حينما شهد ما بناه وهو يباع فيما عرف بالخصخصة كان صدقى ضد التدخلات الخارجية في القرار المصرى وعمد لتفنيد أكذوبة الغرب بأن مصر بلد زراعى.

بعد قرار السادات بإنهاء وجود الخبراء السوفييت في مصر قد كلف السادات عزيز صدقى بهذه المهمة، ورغم أن نتائج الزيارة بدت واضحة من البداية أنها لن تنجح، لكن الدكتور عزيز صدقى استطاع بمهارته الدبلوماسية، وبعلاقات قديمة بينه وبين القادة السوفيت، أن يمتص ثورتهم في أول جلسة ثم نجح في تنقية الأجواء وعودة الدعم السوفيتى لمصر أفضل من ذى قبل، وكان صلاح منتصر حاضرا وشاهدا على هذه المهمة عمل صدقى على نصرة العمال وتحسين ظروف حياتهم.

جدير بالذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلالها بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.