الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دينا المقدم تكتب: ليلة بكى فيها أردوغان‎

صدى البلد

لعدة سنوات كانت تركيا ملاذ الهاربين من الجماعات الإرهابية الخائنين لأوطانهم، فتحت منابرها الإعلامية للحمقى للتحريض ضد الإنسانية وضد الاوطان لسب وتشويه البلاد التى حافظت على هويتها وأمنها.

جعلت أرضها مداسا للملوثين بالدماء ، كان اردوغان فيها البطل والاب الروحى لجميع القتلة الارهابيين
وفى ليلة بكى فيها اردوغان تعود اسطنبول علمانية الحكم والفكر ويذهب اردوغان وتاريخه الاسود إلى الجحيم ويمثل هذا ضربة قاسية للرئيس أردوغان الذي لم يخسر انتخابات واحدة منذ انتخابه عمدة إسطنبول في عام 1994، كان يرى انتخاب حزبه بمثابة استفتاء على شعبيته".

إنه لأول مرة منذ ربع قرن، ستخضع العاصمة انقرة والعاصمة الاقتصادية إسطنبول، لحكم العلمانيين وليس الإسلاميين، في إشارة لحزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان وقبل المباركة والتأييد كان لابد من سرد مختصر لتاريخ رجب طيب اردوغان.
 
فهو التركي ذو الأصول اليهودية الذي نشأ نشأة فقيرة؛ لكن بالمكر والخداع والفساد أصبح “ملياردير” على قائمة فوربس العالمية، وقال الموقع أنه ظهر ذلك من خلال تقرير الحياة الخلفية والأعمال التجارية لأردوغان في ”دام برس”. واحتار الباحثون في التوصل لأصول أردوغان، وهناك نظريات مختلفة عن أصل أردوغان تتفق كلها أنه ليس تركيا أصيلًا، الأولى تقول إنه يهودي- حسبما قال الكاتب التركي Ergün Poyraz في كتابه أبناء موسى
وهناك رأي يقول إن أردوغان “لازي” (اللاز قومية صغيرة من بقايا الروم، تقيم في منطقة الساحل الجنوبي للبحر الأسود، شمال تركيا) وظهر ذلك في تصريح لأردوغان في حديث أجراه مع أبيه أنهم لازيو الأصل.

منذ توليه منصبه وقد دخلت الطرق الدينية العمل التجاري؛ وبرز مصطلح الشركات الخضراء والرأسمال الأخضر، أي الممول من الإسلاميين، ومنها شركة أولكر لمنتجات البسكويت والشوكولاتة التي كان أردوغان وكيلها ومسئول تسويقها في اسطنبول، وبنك البركة الإسلامي، الذي كان عبد الله جول مسئول فيه (وأحد مموليه هو الملياردير السعودي ياسين القاضي المعتقل حاليا لعلاقته بتنظيم القاعدة).

وبرزت بشكل موازٍ حملات جمع تبرعات من قبل مشايخ الطرق لصالح “العمل على تأسيس الخلافة الإسلامية
فساد أردوغان بدأ عندما أصبح رئيسًا لبلدية اسطنبول عام 1996 قدم بيانًا ماليا أظهر أن ثروته الشخصية تقدر بـ 5110 ليرات تركية، أما الآن فقد أظهرته مجلة فوربس كثامن أغنى سياسي في العالم بثروة ضخمة تصل لمليارات، وبعد أن كان والد أردوغان يعمل بحارًا أجيرًا في مراكب نقل الركاب، أصبح أردوغان يملك أسطولًا من سفن النقل.

ولاحقت رجب طيب أردوغان العديد من تهم الفساد، وحول للقضاء أكثر من مرة، ولكنه أفلت بحصانته الدبلوماسية وبأساليب أخرى، ومن قضايا فساده مثلًا أنه استورد من إيطاليا- عندما كان رئيسًا لبلدية اسطنبول- أشجارًا للحدائق، الأشجار كانت أغلى بأضعاف مما كان يمكن أن يشتريه من تركيا نفسها، والتي لا تعد فقيرةً من ناحية الغطاء الشجري، وكانت غير ملائمة للبيئة في إسطنبول حيث زرعت فيبست، مما دفع أردوغان إلى إرسال آليات البلدية لاجتثاثها ليلًا.

ومن المثير للانتباه أنه ولفترة طويلة رفع التيار الإسلامي التركي هدف “تفجير ثورة إسلامية” كما الثورة الإيرانية.

لكن فى الفترة الأخيرة من حكمه أردوغان ينادي بالعلمانية، ويقول عن نفسه إنه تغير وتطور رغم تبنيه لجميع الجماعات المتطرفة الإرهابية واستضافته للخائنين الهاربين من هنا وهناك وحزنه الشديد بإقالة وموت الرئيس المعزول محمد مرسى ويصرخ اردوغان بشعارات عقيمة دائما عن الحرية والوسطية، وإن الوسائل القديمة لم تعد نافعة. الان خسر حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم معركة السيطرة على بلدية اسطنبول وخسر اردوغان حكمه عليها بعد إعادة إجراء انتخابات البلدية وانتصرت الإنسانية على الفكر المضلل.
 
والسؤال الاهم هنا: أين سيذهب اردوغان وجماعته الإرهابية المقنعة بعد هذه الخسارة؟