الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار يكشف حكاية أقدم أسقفية بسيناء من القرن الـ 5 الميلادي

صدى البلد

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء عن أقدم كاتدرائية بسيناء فى وادى فيران، وهى الكنيسة التى يوجد بها كرسى الأسقفية مقر الأسقف والتى يشرف منها على أنشطة وخدمات الكنائس التابعة له.

وتابع لموقع صدي البلد: وهذه الكاتدرائية كانت تضم العديد من الكنائس قبل إنشاء دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى، والذى أطلق عليه دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى للقصة الشهيرة عن هذه القديسة، موضحا أن فيران كانت فى القرن الرابع الميلادى مدينة أسقفية حولها العديد من القلايا وبها مقعد الباباوية، وكان فيها عدة أديرة وكنائس.

وتضم فيران مدينة بيزنطية متكاملة بمنطقة تل محرض فى الجزء الجنوبى الشرقى من دير البنات الحديث بوادى فيران، ومساحتها 400م طول ، 200م عرض ولها سور خارجى بنى فى القرن السادس الميلادى، وبنيت أساساته من حجر الجرانيت والأجزاء العليا من الطوب اللبن.

وتابع: وتحوى المدينة أربع كنائس ومنازل ومقابر على أطرافها، وكان الرهبان يدفنون موتاهم فى مقابر حول المدينة، وهناك تجمع الرهبان على جبل الطاحونة المواجه لتل محرض والذى يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر، وتوجد به كنيستان كبيرتان بالإضافة إلى ثلاث كنائس صغيرة.

وقد استخدم فى بناء هذه الكنائس الحجر الجرانيتى الأحمر والحجر الرملى الأحمر المتوفر بوادى فيران مما يدل على التفاعل بين الإنسان والبيئة، ولقد زارت الراهبة إيجيريا (راهبة من أسبانبا) وادى فيران فى القرن الرابع الميلادى وصعدت إلى جبل الطاحونة وشاهدت كنائسه.

ونوه ريحان إلى أن كنائس فيران لم يقتصر دورها على الجانب الدينى فقط،بل كان لها دورًا هامًا فى علاج المرضى بالمنطقة، وأن اكتشاف هذه المدينة كاملة بكنائسها المختلفة الطرز المعمارية ومنازلها ومقابرها يؤكد حرص المسلمين طوال العصور الإسلامية التى مرت على سيناء وحتى الآن على حمايتها مثل كل الآثار المسيحية المكتشفة بسيناء.

وأكد ريحان استمرار الدور الحضارى لمنطقة فيران،فلقد حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة عام 1898م، ويسقيها خزان كبير بجوار تل محرض الأثرى،وقام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام 1970م تسمى كنيسة سيدنا موسى، وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام 1979م خصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين ويسمى دير البنات.

وطالب ريحان بحسن استثمار وادى فيران سياحيًا والاستفادة من جماله الغير عادى،والذى يجمع بين البشر والحجر والشجر، واستغلال مجارى السيول بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه لكل سيناء بدلًا من تحولها لقوة تدميرية، وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادى واستغلال الطبيعة المتفردة به فى تحويله لمتحف حضارى طبيعى،يضم كل هذه الكنوز المعمارية والفنية،التى تؤكد التعايش الحضارى والتسامح على أرض مصر.

وعن مطارنة فيران أوضح ريحان أن مجمع خلقدونية اعترف عام 451م بالمطران نيترا مطرانًا على فيران،وأصبحت فيران مقعد الباباوية وكان فيها عدة أديرة وكنائس،وفى عام 535م كان ثيوناس يحمل لقب أسقف ومندوب الجبل المقدس ودير رايثو وكنيسة فيران المقدسة.

وفى المجمع الذى عقد بالقسطنطينية فى هذا التاريخ وقّع على أعمال المجمع،وأضاف تحت اسمه ( أنا ثيوناس الكاهن بنعمة الله النائب عن رهبان طور سيناء ورايثو وأبرشية فيران المقدسة )،وآخر مطارنة فيران هو ثيودورس عام 649م ثم انتقل مركز الأبرشية إلى طور سيناء (منطقة سانت كاترين الحالية ).

وذلك بعد بناء دير طور سيناء الذى أطلق عليه بعد ذلك دير سانت كاترين أى بعد بناء دير طور سيناء بحوالى 90 عامًا حيث أن دير سانت كاترين بنى ما بين 548 إلى 565 م وأصبح دير سانت كاترين مركزًا لأبرشية سيناء وأصبح رئيس الدير مطرانًا للأبرشية وأصبح لقبه مطران دير طور سيناء وفيران وراية.