الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدأ من عيون موسي.. تاريخ خروج بني إسرائيل من مصر.. صور

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن طريق خروج بنى إسرائيل فى سيناء له قيمة لدى كل الأديان حيث بنى أشهر أديرة العالم فى القرن السادس الميلادى عند جبل طور سيناء وشجرة العليقة المقدسة وتحول اسمه لدير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى وبنى جامع فاطمى داخل الدير تبركًا بالجبل المقدس وحظى بزيارة الحجاج وكتابة توقيعاتهم فى طريقهم إلى مكة المكرمة عبر سيناء إلى مكة المكرمة.

وقال ريحان إن رحلة خروج بنى إسرائيل فى سيناء تبدأ بمنطقة عيون موسى 35 كم جنوب شرق السويس، وأثبتت الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل.

وأشار إلى أن المحطة الثانية هى منطقة معبد سرابيت الخادم 138كم جنوب شرق السويس التي مر عليها بنو إسرائيل، طبقًا لنص القرآن فى سورة الأعراف آية 138 وهى المنطقة الوحيدة النى تقع فى طريقهم من عيون موسى بها تماثيل، حيث طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهاَ من هذه التماثيل.

والمحطة الثالثة هى طور سيناء 280 كم جنوب السويس وهى مدينة ساحلية عبدوا فيها العجل الذى صنعه السامرى وكانت هذه المنطقة تشرف على بحر فلقد خاطب سبحانه وتعالى السامرى بأن هذا العجل سيحرق ثم ينسف فى اليم (سورة طه آية 97) .

وقال ريحان أن مكان عبادة العجل طبقًا لنص القرآن الكريم هو موقع متسع يقع قرب بحر، وهو البحر الذى نسف فيه العجل وقد ترك نبى الله موسى شعبه فى موقع مدينة طور سيناء الحالية القريبة من وادى حبران مدة 40 يومًا، وهى المدة الذى توجه فيها نبى الله موسى منفردًا ليتلقى ألواح الشريعة.

وترك شعبه وراءه استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى وعبر طريق وادى حبران وهو الوادى الممتد من طور سيناء إلى منطقة الوادى المقدس وتلقى الألواح فى الوادى المقدس طوى من جانب الجبل الحالى وهو جبل موسى بمنطقة سانت كاترين حاليًا،وهى المنطقة التى تجلى فيها سبحانه وتعالى مرتين مرة لنبى الله موسى فى رحلته الأولى وحيدًا قبل خروج بنى إسرائيل.

وفى هذا المرة تجلى فأنار عند شجرة العليقة، والثانية حين تجلى لنبى الله موسى وبنى إسرائيل حين طلب أن يرى الله جهرًا فتجلى سبحانه وتعالى للجبل فدك الجبل.

وتابع ريحان: المحطة الرابعة هى منطقة الجبل المقدس (سانت كاترين حاليًا)،وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تتجمع فيها عدة جبال مرتفعة، مثل جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر وجبل كاترين 2642م وجبل المناجاة وهذا طبيعى.

فبعد نسف العجل أخذ نبى الله موسى شعبه وسار بهم فى الطريق الذى عبره وحيدًا وهو وادى حبران لعلمه بمميزاته وهو الطريق إلى الجبل حيث تلقى التوراة وعبر بنى إسرائيل بعد ذلك من الوادى المقدس إلى منطقة حضيروت (عين حضرة) 70كم فى الطريق من سانت كاترين إلى نويبع وهى عين ماء طبيعية مشهورة بسيناء وذكرت فى سفر العدد إصحاح 3 :4 باسم حضيروت ثم اتخذوا الطريق الساحلى الموازى لخليج العقبة حتى وصلوا إلى برية فاران أو باران نسبة إلى وادى باران فى جنوب فلسطين غرب وادى عربة الذى يصل البحر الميت بمدينة العقبة.

ولرفض بنى إسرائيل دخول الأرض المقدسة حرمت عليهم أربعون عامًا يتيهون فى سيناء متخبطين فى عدة أماكن غير مستقرين فى مكان واحد.

وأوضح أن خط سير رحلة خروج بنى إسرائيل كانت منتظمة حتى الوصول لأعتاب الأرض المقدسة، أما فى فترة التيه بعد رفضهم دخول الأرض المقدسة فكانت رحلتهم بسيناء غير منتظمة بل متخبطة فى عدة أماكن لأنهم لا يعرفون لهم مقصد للاتجاه إليه.

أما رحلتهم بعد خروجهم من مصر فكانت محددة المقصد إلى الأرض المقدسة، وخرج نبى الله موسى فى رحلة منفردًا قبل ذلك لحكمة إلهية للتعرف على الطريق قبل الخروج مع بنى إسرائيل حين قتل خطأ خباز ملك مصر.

وأضاف: وهرب إلى سيناء وتزوج هناك من إبنة العبد الصالح شعيب وليس نبى الله شعيب واسمها صافوراء وظل بسيناء عشرة أعوام وفى طريق عودته لمصر تجلى سبحانه وتعالى عند الشجرة المقدسة ليأمره بخروج بنى إسرائيل من مصر.