في عام 1995 شهدت اليابان حادث هجوم على محطات مترو أنفاق طوكيو بغاز السارين، تسبب في وفاة 12 شخصا وإصابة 1034 آخرين بإصابات متنوعة ما بين غشاوة البصر وصعوبة التنفس واختلاج للعضلات والغيبوية والتشنجات، وتوقف النفس الذي يؤدي إلى الموت، كل على حسب مدى تعرضه لهذا الغاز السام.
أثبتت التحقيقات وقتها أن الهجوم بالغاز السام على محطات مترو الأنفاق قامت به جماعة "أوم شنريكيو" الدينية، والتي أسسها "أسهارا شوكو"، والذي أسس جماعته الدينية عاك 1987 عقب عودته من رحلة حج إلى منطقة الهيمالايا، ويرمز اسم تلك الجماعة "أوم" إلى أحد الرموز الهندوسية المقدسة، بينما تعني كلمة "شينريكيو" إلى الحقيقة المطلقة.

قصة حياة "شوكو" مليئة بالمفاجآت فرغم كونه تلقى تعليمه في الصغر في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة نظرا لضعف نظره بصورة كبيرة إلا أنه كان يطمح في السيطرة على حكم اليابان، وأن تصبح اليابان إمبراطوريته التي يتولى حكمها، إلا أنه بعد فشله في التعليم بدأ في الاشتغال بالطب الصيني ليعمل في اعتناق الأفكار الروحية، والتي استغلها لمحاولة الوصول إلى حكم اليابان.

عملت جماعة "أوم شنريكيو" التي أسسها "شوكو" على شن هجماتها على محطات مترو أنفاق طوكيو، باستخدام غاز السارين، في الوقت الذي كان ينتظر اندلاع احتجاجات في اليابان ليتمكن من استغلالها لتنصيب نفسه إمبراطورا على اليابان، حتى تم إلقاء القبض عليه بعدها مباشرة، ويتم الحكم عليه بالإعدام عام 2006، لكن لم ينفذ الحكم إلا عام 2018 أي بعد 23 عاما هجومه، ليتحول من طامح لحكم اليابان لأشهر مجرميها.