الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان صلاح تكتب: ضحايا السلطة الرابعة

صدى البلد

أتذكر عندما أبلغتُ مُعلمتي في سن الرابعة عشر من عمري عندما سألتني عن حُلمي، ماذا أود أن أكون؟ أجبتها أُريد الالتحاق بكلية الإعلام مثل إحدى فتيات قريتي الصغيرة، أبتسمت وقتها وقالت أن ملامحي الجميلة وتفوقي الدراسي يؤهلني لذلك، أتذكر هذه اللحظة كما لو كانت الآن، في ذلك الوقت كان الحماس بمثابة شُعلة بداخلي لا تنطفئ أبدا، لكنها لم تُخبرني أن الاعلام لا يقتصر علي نجاح وملامح جميلة فقط، لكنه يحتاج لدرع حديد يظل معك دائما لتدافع به عن حلمك الذي تكتال عليه كثير من التحديات، أولها البعض من صُناع المهنة الذين أصبحوا وحوش تلتهم صغارها.

الكثير من عمالقة الاعلام يَتهم الشباب بالتسرع وعدم الصبر وقصر النفس، ولكن هل سأل أحد منهم نفسه، ماهي أسباب هذه الأمراض النفسية التي سيطرت علي الشباب ؟ هل فكر أحد منهم أن يدرس التحديات التي تواجههم وحثهم علي التصدي لها ؟، الاجابة " لا "، ببساطة لأنهم أحد أهم الأسباب الرئيسية في إصابة الشباب بلعنة الفشل والاحباط، وكأنهم أرادوا وأد الشباب من المهنة غير معترفين بقدرتنا علي العمل ، نظرتهم العمياء بأننا لا نعي المسؤلية، إصرارهم علي أن نَمر بتجاربهم القاسية حتي وإن تغير الزمن، مازالوا يريدون أن نتخبط بين أعتاب صاحبة الجلالة دون سبب.

فجأة يري الشباب أنفسهم في معركة خُصومهم فيها قدوتهم ، وأرض المعركة مهتزة لا تتحمل القتال، ثم يأتوا من جديد ليخبروا الجميع ان أجيال التنقية غير مؤهله للعمل الاعلامي وافتقارهم للصبر الذي يُعد أهم سمات المهنة أمر مُخيف في نفس الوقت يخبرنا كلا منهم بأن جميع الابواب مغلقة وأن المناخ الحالي سئ للغاية، وأن الاعلام في حالة يؤسف لها، لا يعرف أحد متي سيتعافي، لكن كيف سيتعافي يا صناع المهنة وأنتم تحاربون بشاير الفكر؟، لماذا هذا الجمود الفكري يامنابع الافكار؟، لماذا تحول فكركم لفكر آحادي الرؤية اقتصر علي رؤيتكم فقط ؟
نحتاج فقط تسليط الضوء علي مواهب الشباب التي لا حصر لها والتي يفتقرها كثير من عملاقة الاعلام في وقت ضغت فيه وسائل الاعلام التفاعلية والرقمية، الكثير يكتب متي تتعافي وسائل الاعلام وتزهو من جديد؟ ستتعافي عند النهوض بسواعدها، عند الإعتراف بفكر الشباب دون محاربته، عند الكف عن بث مشاعر الإحباط ، ونشر الدعم وفتح العقول قبل الابواب للتوجيه، عند الإيمان بقدرات هذه الأجيال التي استطاعت ان تكتب وتعبر وتنشر في زمن قياسي ، نحتاج الي بصيرة تري الفكر الجديد وتشيد بأهميته، نحتاج الايمان بتعددية الصواب وأن ينظر لوجهات نظرنا باهتمام ووضعها عين الاعتبار.

إن استطعتم النهوض بالشباب وفتح ابواب المعرفة والتجربة لهم سينبع الحل منهم، إن استطعتم ان تقتلوا اليأس وتنشروا الأمل اجتزتم نصف الطريق والنصف الآخر يعوله الشباب.

سيتعافي المجال إن عمد صناع المهنة علي تصحيح المسار واتاحوا الفرصة للشباب يصنع إعلامًا جديدًا يجمع بين الأجيال في فكر واحد بلغة التقنية، عندها ستبقي الصنعة وإن رحل الصُناع.