الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قلعة قايتباى وبوشار وسان جوليان وبطليموس.. حكايات فى ذكرى مرور 220 عاما على اكتشاف حجر رشيد

هنا عثر علي حجر رشيد
هنا عثر علي حجر رشيد

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء حكاية قلعة رشيد وحجر رشيد الذي عثر عليه بداخلها، بمناسبة مرور 220 عاما علي اكتشاف الحجر.

وقال ريحان لـ صدى البلد إن القلعة هى الأثر رقم 44 الذى يقع على الشاطئ الغربى لفرع رشيد شمال المدينة بحوالى 6 كم ومسجلة  بالقرار رقم 10357 لسنة 1951 .

وتابع لموقع صدى البلد: أنشأها السلطان المملوكى الأشرف أبوالنصر قايتباى أحد المماليك الجراكسة عام 886هـ/ 1482م عقب انتهائه من بناء قلعته الشهيرة بالإسكندرية، وكان الغرض من بناء القلعة هو صد الغارات الصليبية التى كانت تهاجم سواحل الدولة المملوكية فى مصر والشام وحماية الدولة المملوكية من أطماع الدولة العثمانية الناشئة فى الأناضول والتى تمكنت بالفعل من الاستيلاء على الدولة المملوكية 923هـ - 1517م. 

وأوضح الدكتور ريحان أن القلعة بنيت من الحجر الجيرى والطوب الرشيدى مكونة من سور خارجى مستطيل الشكل يدّعمه أربعة أبراج ركنية على شكل ثلاثة أرباع الدائرة، وتحصر هذه الأبراج فيما بينها من الداخل دخلات معقودة بعقود مدببة، وبصدر كل دخلة فتحة مزغل كانت مخصصة فى البداية لرمى السهام وهذا بالنسبة للمستوى الدفاعى الأول للأسوار.

ويعلوه المستوى الثانى وهو عبارة عن ممر داخلى يشتمل على فتحات لرمى السهام "مزاغل"،وأما المستوى الدفاعى الثالث والأخير من الأسوار فهو ممشى السور الذى يشتمل على دروع تطل على الخارج، أما الأبراج الركنية فكانت تشتمل على مستويين دفاعيين الأول أرضى ويفتح به مجموعة من المزاغل والمستوى الثانى وهو يعلو القبة الضحلة التى تغطى المستوى الأول ويشتمل أيضًا على مجموعة من المزاغل.

وتابع:مدخل القلعة مدخل تذكارى بارز معقود بعقد مدبب، وتحتوى كوشتى العقد على رنكين بإسم السلطان قايتباى نصها "عز لمولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى عز نصره" فى ثلاثة سطور، أما فتحة المدخل فترتد عن عقد المدخل قليلًا وهى فتحة مستطيلة الشكل معقودة بعقد مستقيم والمساحة المحصورة بين فتحة المدخل والدخلة المعقودة تشتمل على مجموعة من السقاطات، وعضادتى المدخل من الحجارة التى تضم نقوشًا فرعونية.

ويحوى التصميم الداخلى للقلعة عنصرين هما البرج الرئيسى وهو مساحة مستطيلة تنقسم إلى جزئين من خلال صف من الأعمدة الجراتينية والتى تحمل عقود، والمساحة كلها مغطاة بأقبية متقاطعة، ونوافذ البرج تأخذ شكل المزاغل وأرضية هذه النوافذ منحدرة للداخل ويشتمل البرج الرئيسى على فتحة باب فى الركن الشمالى الشرقى يؤدى إلى مجموعة من الملحقات وحجرات لتخزين المؤن والسلاح.

وعن دخول الحملة الفرنسية إلى القلعة،أشار ريحان إلى أن نابليون أرسل فرقة من حملته على مصر عام  1798 إلى قلعة قايتباى،ونجحت فى دخولها وإستمرت بها حتى عام 1800 وأطلق الفرنسيون عليها إسم جديد هو "حصن سان جوليان" ولقد أحدثت الحملة الفرنسية الكثير من المتغيرات على القلعة طمست الكثير من معالمها القديمة.

فقد سدت الحملة الفرنسية منافذ المزاغل الثلاثة فى كل من البرجين الشمالى الغربى والجنوبى الغربى،ثم أقامت فى كل برج مزغلين صغيرين لاستخدام البنادق، فى كل مزغل ست فتحات للبنادق يعلوها فى السقف فتحتين للتهوية باستخدام الطوب الأحمر، وأغلقت الممرات الموجودة فى المزاغل بحيث أصبحت صماء،وأضيف حمام للقائد بوشار فى البرج الكبير الذى كان مخصصًا لإقامة الجنود ودعمت الأبراج فى الدور الأرضى بالطوب الأحمر. 

وعن قصة اكتشاف حجر رشيد فى أغسطس عام 1799، قال ريحان أنه كان القائد بوشار مكلفًا بالعمل فى ترميم قلعة قايتباى، وقد عثر على حجر مبنى فى جدار قديم كان لابد من هدمه لوضع أساس " قلعة سان جوليان"، وسرعان ما علم قنصل الإسكندرية المستر هاريس بذلك.

إلا أن الجنرال مينو قد أمر بإحضار الحجر إلى منزله بالإسكندرية،وبعد أن نظفوه واعتنوا به ونقلوه إلى القاهرة وألقى عليه نابليون نظرة إعجاب، وسرعان ما أذيع خبره فى العالم ثم نقل إلى لندن فى فبراير 1802 وبدأ علماء العالم يفسروا نقوشه ومن ثم عرف باسم " حجر رشيد " ومحفوظ الآن بالمتحف البريطانى بلندن.

ووصف ريحان حجر رشيد بأن طوله  115سم وعرضه 73سم وقمته العليا وزواياه من الشمال واليمين مفقودة منها بعض الأجزاء، ويرجح بعض العلماء أنه كان مستديرًا فى أعلاه على نحو ما هو معروف عن " حجر كانوب " فى عصر البطالمة.

وهو حجر من البازلت الأسود مكتوب بثلاثة لغات من أعلى إلى أسفل الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية ويرجع تاريخه إلى عام 196 ق.م فى أيام الملك بطليموس الخامس الذى حكم مصر ما بين 203 إلى 181 ق. م.

وملخص موضوع الكتابة عليه هو أنه بعد وفاة بطليموس الثالث 221 ق.م بدأت دولة البطالمة تتحدث بما ارتكبه بطليموس الرابع من الفظائع، ولما توفى عام 204 ق.م قامت فتن داخلية أدت إلى إبادة الكثير من رجال الحاشية حتى تدخل الرومان وثبتوا دعائم بطليموس الخامس وقضى على الفتنة 198 ق.م وأعادوا إلى الكهنة إمتيازاتهم التى فقدوها فى عهد أبيه.

وأجزل لهم العطايا وأصدر عفوًا عن جميع ما قاموا ضده من المصريين وردو إليهم ممتلكاتهم فأقيم احتفال كبير فى ممفيس لشكر ومبايعة الملك بالطاعة ونقش محضر بذلك على الحجر بحضور رؤساء الكهنة والكتّاب وكان من الضرورى وضعه فى المعابد من الدرجة الأولى حتى الثالثة  بجوار تمثال الملك.

وتابع ريحان بأن السطور الأولى من النص تتصدر قائمة بألقاب الملك بطليموس الخامس (إبيفانيس) وصفاته التى تعلن عن ورعه تجاه الآلهة وحبه للمصريين ولبلده، وهو مؤرخ فى اليوم الثامن عشر من شهر أمشير المصرى من العام التاسع لحكم الملك وعدد الكهنة المجتمعون فى منف للإحتفال بأول ذكرى تتويج للملك والأفضال التى أنعم بها على مصر.

ومنها منح المال والغلال للمعابد والتنازل عن نصف الضرائب المستحقة للحكومة والتنازل عن جميع الديون المستحقة للحكومة  من الشعب والإفراج عن المسجونين منذ فترة طويلة وإلغاء تسخير التجارة وتخفيض الرسوم المدفوعة من المتقدمين للكهنة وتخفيض مستحقات المعابد للحكومة وإحياء الخدمات بالمعابد والصفح عن التائبين من الذين ضلوا السبيل ويسمح لهم بالعودة إلى مصر.