EN 
غيب الموت الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الخميس 25 يوليو2019عن عمر يناهز الـ92 وهو الخبر الذي أثار ردود أفعال عديدة وبدوري توقفت عند رد الفعل المعهود لفصيل الشامتين وأقصد جماعة الإخوان من منطلق أن مصر وتونس في الهم شرق بحسب المثل الشهير حيث كابدت تونس هي الأخري تبعات وصول الإخوان لسدة الحكم طوال فترة حكم المرزوقي وكان لابد من التغيير وكان خيار الباجي قايد السبسي هو سبيل إنقاذ تونس من براثن الإخوان وذلك من خلال انتخابات ديمقراطية.
.. وفاة سياسي عظيم بقدر الباجي قائد السبسي في مرمي نيران جماعة الإخوان وذاك معتاد والرجل لايحتاج إلي أنصاف فقد ادي ماعليه لأجل وطنه وقد وصل لسدة الحكم بانتخابات ديمقراطية وهو في التسعين من العمر ومع ذلك كان موضع قبول جماهيري وهو السياسي المتمترس الذي عهد إليه الرئيس الأسبق والقائد التاريخي لتونس الحبيب بورقيبة بمنصب الوزير الأول أو رئيس الوزراء وكان موضع ثقة وحنكة ودراية سياسية تؤهله لخلافة الرئيس بورقيبة .
.لولا الإنقلاب الأبيض الذي وثب من خلاله وزير الداخلية زين العابدين بن علي لحكم تونس وتشبث الرئيس بورقيبة بالسلطة حتي خارت قواه ليستحضر وزير الداخلية القوي زين العابدين بن علي أطباء لتوقيع الكشف الطبي عليه لينتهي الأمر إلي تقرير طبي مفاده عجز رئيس الجمهورية عن أداء مهامه ..لولا ذلك لكان قايد السبسي رئيسا لتونس منذ ثلاثين عاما .
إنتهي حكم الرئيس زين العابدين بن علي جراء ثورة الياسمين الشهيرة ليفارق تونس هاربا للسعودية ويحدث ماحدث بها .
..خيار الباجي قايد السبسي كان من منطلق تاريخه الذي جعله رجل المرحلة وقد حافظ علي تونس وقادها نحو استقرار غاب عنها طوال سنوات التعثر الذي نال منها خلال فترة وصول جماعة الإخوان للحكم .
رحل الرئيس الخامس للجمهورية التونسية في يوم إعلان الجمهورية في تونس في احدي المستشفيات العسكرية في تونس والتجربة من منظور مراقب تشهد بأنه سياسي متمرس ويشار في هذا الصدد أن حديث تمرير تشريع المساواه بين الرجل و المرأة في الميراث قد أثار الغضب لأن الأمر يتصل بالشريعة الإسلامية .
تجربة قايد السبسي كسياسي قديم متمرس كللت بالنجاح وهو ما افتقدته مصر التي شهدت حراكا سياسيًا بعد ماحدث في 25 يناير 2011كشف عن خواء وضحالة وذاك جراء تجريف ممنهج جعل الأحزاب كغثاء السيل.وهو ماجعل جماعة الإخوان تستغل الأمر .!
مصر تعلن الحداد علي الرئيس قائد السبسي لمدة ثلاثة أيام وقد كان من المحبين لها وهو ماتكشف عند تقديمه للرئيس المصري خلال القمة العربية الماضية ببيت الشعر الشهير للشاعر حافظ إبراهيم القائل :-
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي في حب مصر كثيرة العشاق.
رحم الله الرئيس الباجي قايد السبسي.
