مر على حادث ذبح المصريين في ليبيا حوالي 4 سنوات ، ذلك الحادث الذي هز قلوب العالم كله بعد بث داعش فيديو ذبح 20 مصريا و مواطنا افريقيا على الساحل الليبي عبر يوتيوب.
"إبني بطل .. إبني بطل " كلمات ترددت على لسان والد أحد الشهداء الذين ذبحوا في ليبيا ، روى عم "فرج" والد الشهيد ملاك فرج حكاية الشهيد منذ أن قرر السفر إلى ليبيا سعيا إلى لقمة العيش حتى عودة جثمانه مفصول الرأس من ليبيا و إستقراره في الكاتدرائية التي بنيت بإسم الشهداء .
يجلس عم "فرج" أما باب الكنيسة بالقرب من جثمان الصندوق الذي عاد إبنه في من ليبيا ، يروي لنا قصة إبنه الذي قرر ذات يوم السفر إلى ليبيا سعيا إلى لقمة عيش و بحثا على رزق كأي شاب كان يطمح في حياة كريمة ، كأي أب في البداية لم يوافق و لكن أصر إبنه على السفر فوافق و سافر جزء من قلبه معه.
سمع ذات يوم أن هناك مقطع فيديو لذبح أقباط في ليبيا و تسارعت نبضات قلبه و شعر أن إبنه منهم قبل أن يشاهد الفيديو أو يعلم أي شئ ، "آخر حاجة كنت أعرفها عنه إنه إيده اتكسرت و متجبس" تلك المعلومة كانت آخر شئ يعرفها الأب عن إبنه.
"بكيت .. أيوة بكيت أول ما شوفت الفيديو ده إبني و حتة مني " .. عبر عم فرج عن حسرته في ذلك الوقت بعد أن شاهد الفيديو و قال:" كيف ذبحوه و هو مكسور الذراع كيف كتفوه " و لكن شعرت براحة نفسية إلى حد ما بعد أن قام الجيش المصري بالرد بهجوم على قوات داعش ليبيا في الفجر الذي تلى عرض الفيديو و كأن يد الله تمسح دموعي و دموع أهالي الشهداء .
ثم عادت إبتسامة عم "فرج " إلى وجهه و أكمل حديثه "شعرنا بفرح عندما أعلنت الحكومة المصرية أنهم عثروا على جثامين الشهداء و سيبعثون الشهداء إلى مصر لدفنهم ، واستقبلناهم في المطار بفرح و كأنهم أحياء و حضروا إلى قريتهم في سمالوط لدفنهم ".
وذكر والد الشهيد فقدت في ذلك الحادث إبني و إبن شقيقتي ، و لكن أشعر بالعزاء عندما تتوالى الوفود لزيارة المكان لمعرفة قصة الشهداء ،و مكوثي بالقرب من جثمان إبني.