الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. خالد رحومة يكتب.. شخصية المصري 7 طبقات

د. خالد رحومة يكتب..
د. خالد رحومة يكتب.. شخصية المصري7 طبقات

‎من متابعتي لماتش القمة علي السوشيال ميديا استوقفتني ظاهرة جديرة بالاهتمام جعلتني أبحث في ملامح الشخصية المصرية ووجدت ضالتي في الطرح الذي عرضه ميلاد حنا لأعمدة الهوية المصرية .. فيرى ميلاد حنا أن الشخصية المصرية تتكون من أربعة رقائق او أعمده حضارية وثلاثة رقائق جغرافية.

‎فأول الأعمدة التي تقوم عليها الشخصية المصرية، هو الحضارة الفرعونية التي يعتز بها المصريون لما تمثله من حضارة ضاربة في القدم، وأول حضارة مكتوبة عرفها التاريخ.

‎ويتمثل العمود الثاني للشخصية المصرية في الانتماء للعصر اليوناني والروماني، فقد أثرت حضارة اليونان في مصر ونقل اليونانيون الكثير عن الحضارة الفرعونية، واستفادت مصر من الأبجدية الإغريقية واندمجت مع اللغة المصرية القديمة لتظهر بعد ذلك اللغة القبطية والتي تكونت تدريجيًا قبل ظهور المسيحية بعشرات السنين.

‎يأتي بعد ذلك العمود الثالث للشخصية المصرية وهو الانتماء القبطي، والذي تميز بوجود المدرسة اللاهوتية العريقة بالإسكندرية، حيث ابتكرت مصر فكرة الرهبنة، ولعبت الكنيسة المصرية أدوارًا بالغة الأهمية في نشر المسيحية وصياغة الفكر المسيحي وتأكيد استقلال الكنيسة وابتعادها عن السياسة فهي كما يقول كنيسة مناضلة لا تبغي السلطة.

‎ويقوم العمود الرابع للشخصية المصرية على الانتماء للإسلام كدين وثقافة وقد حدث مزج وتداخل بين المسيحيين والمسلمين يمثل ركيزة للرقائق الحضارية المهمة والأخيرة من رقائق الحضارات الأربعة التي صاغت شخصية مصر، حيث كان دخول الإسلام لمصر مختلفًا عن دخوله كثير من البلاد الأخرى إذ لم يكن غزوًا أو فتحًا بحد السيف، ومع ذلك حدثت توترات وصدامات سرعان ما اختفت واستمر العيش المشترك، وظهرت علاقة قوية بين تحول المصريين من المسيحية إلى الإسلام وبين استخدام اللغة العربية بدلًا من القبطية.

‎وينتقل ميلاد حنا إلى الأعمدة أو الرقائق الجغرافية فيبدأ بالعمود الخامس وهو انتماء مصر العربي، حيث كان سكان شبه الجزيرة على اتصال بشعب مصر منذ زمن يسبق عصر قيام الأسر الفرعونية، ومع ذلك يؤكد المؤلف أن الحديث عن النقاء العرقي أمر مرفوض، ثم يشير إلى الهجرات العربية بعد الفتح الإسلامي لمصر وأثرها في تعريب مصر، من جانب آخر تقبل الأقباط اللغة العربية وبرعوا فيها كما قررت الكنيسة في القرن الثاني عشر استخدام اللغة العربية في الصلاة إلى جانب اللغة القبطية

‎أما العمود السادس للشخصية المصرية فهو بعد جغرافي يرتبط بانتماء مصر الأصيل للبحر المتوسط فأغلب الحضارات التي مرت على مصر جاءت عبر المتوسط

‎ويتمثل العمود السابع في انتماء مصر جغرافيًا وحضاريًا لأفريقيا عبر نهر النيل وتيارات الهجرة الوافدة على مصر عبر التاريخ.

‎باختصار هذه هي رقائق أو أعمدة الشخصية المصرية السبعة لميلاد حنا، والتي تبدو كطبقات مندمجة ومتفاعلة عبر التاريخ والجغرافيا والانتماءات الثقافية أو الهويات المختلفة والمتكاملة.