الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق تحول سعد أردش من عامل بالسكة الحديد لنجم فى سماء المسرح.. وكواليس تسببه فى نجومية سعيد صالح ومحمد صبحي وأحمد زكي بـ هاللو شلبي

سعد أردش  بصحبة نبيل
سعد أردش بصحبة نبيل الحلفاوى ومحمد صبحى وشعبان حسين

فى محافظة القاهرة وتحديدًا فى 22 شارع شجرة الدر - الزمالك - القاهرة ، عاش الفنان الراحل سعد أردش، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد 21/10/1934 مكان الميلاد فارسكور، وتاريخ الوفاة 12/06/2008.

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

ولد الفنان سعد عبد الرحمن قردش وشهرته سعد أردش في 21 أكتوبر 1934، من مواليد مدينة فارسكور بمحافظة دمياط حصل على بكالوريوس العلوم المسرحية عام 1952 وليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1955، كما حصل على الدكتوراه من الأكاديمية الدولية للمسرح بروما عام 1961.

تلقى سعد أردش تعليمه بفارسكور حتى حصل على الشهادة الثانوية، ويذكر أن ناظر المدرسة الابتدائية في فارسكور- حينما التحق بها- كان حلمي البابلي والد الفنانة الكبيرة سهير البابلي، والذي كان من أعظم التربويين، حيث كانت تربطه علاقة ذات طابع أسري بكل تلميذ، وفي المدرسة الثانوية بفارسكور، تعرف أردش على الشاعر الصوفي الكبير طاهر أبو فاشا، الذي قاد تجربة المسرح المدرسي.

بدأ حياته موظفا بالسكك الحديدية واستخدم مخازنها في تقديم عروض مسرحية للهواة قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليلتحق بمعهد التمثيل ويحصل على دبلوم المعهد عام 1950 بالقاهرة، ليسافر بعدها لدراسة المسرح في إيطاليا، ليعود بعدها ويشارك في العديد من الأعمال سواء في السينما والمسرح أو التلفزيون .

واستطاع سعد إحداث ثورة فنية عما كان متعارفا عليه وسائدا في الأداء المسرحي على شاكلة التمثيل بالصوت وحركة اليدين الافتعالية والانفعال المفتعل أو العمل الارتجالي الذي كان سائدا على خشبة المسرح مرحلة الخمسينيات من القرن العشرين، ولكنه أضاف إلى الممثل طاقة إبداعية ليصبح الأداء التلقائي الصادق والصوت الداخلي هو الأساس في الأداء.

ويعتبر سعد أردش مكتشفًا للعديد من كبار نجوم السينما والمسرح في مصر، ففي عام 1969، أخرج المسرحية الكوميدية "هاللو شلبي" التي حققت نجاحا كبيرا، وكانت بوابة لعبور العديد من المواهب التي أصبحت نجوما فيما بعد.

وقدم مسرحية "هاللو شلبي" الفنان محمد صبحي والفنان أحمد زكي لأول مرة في أدوار ثانوية خلال العرض المسرحي، ولكنه ترك انطباعًا جيدًا ساعدهما في مسيرتهما الفنية فيما بعد، وكانت "هاللو شلبي" البداية الفنية لسعيد صالح ومديحة كامل.

وكانت مسرحيته "هاللو شلبي" نقطة انطلاق الممثل المصري سعيد صالح وبداية الاهتمام بموهبتين في التمثيل هما محمد صبحي وأحمد زكي.

وعمل الفنان الراحل أستاذا ورئيسا لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتدرج في عدة مناصب حتى أصبح رئيسا للبيت الفنى كما كان عضوا في لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة.

نال سعد أردش الفنان الراحل العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة وشملت رحلته الفنية التي استمرت لقرابة 40 عاما أعمالا متميزة سواء في التمثيل أو الإخراج ومن أشهر أعماله "سكة السلامة"، "المال والبنون"، "عطوة أبو مطوة"، "الأسطي حسن"، "شباب امرأة" وغيرها من الأعمال التي تعد علامات في مسيرة المسرح والسينما المصرية.

للراحل العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث والترجمات أهمها "المخرج في المسرح المعاصر"، "خادم سيدين"، "ثلاثية المصيف"، "جريمة في جزيرة الماعز"، "انحراف في مقر العدالة"، "أجوينى"، "بياتريس"، و"كارلو جولدوني" وهي سلسلة مسرحيات عالمية، كما قدم الفنان الراحل العديد من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة في مصر والعالم العربي مثل "مجلة المسرح"، و"فصول الإبداع الفنى"، و"أعلام العراق".

جدير بالذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلالها بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.