الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: الفيسبوك في عيون الفيسبوكيين ..

صدى البلد



لا زالت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثيرة للجدل، بين الفيسبوكيين أنفسهم وعلى صفحات الفيس بوك نفسها، بين مؤيد ومعارض في إطار ايجابياتها وسلبياتها ، هناك من يتهم مستعملي "الفيسبوك" بالغوغائية وأن هذه الصفحات ما هي إلا سيرك فوضوي، فالجميع أصبحوا نقادا ومحللين، كلهم يتكلمون في كل شيء وقد لا يفقه بعضهم أي شيء في أي شيء !
بينما يؤكد آخرون : أن مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك أصبحت منصة إعلامية واتصاليه وتواصليه للجميع ودون استثناء ، وهو مكان ينشده الجميع لاستفراغ شحناتهم الفكرية ورؤاهم، على اختلاف مذاهبهم وايديولوجاتهم، وبهذا شَكل نقلة للمجتمع من واقع حقيقي لواقع افتراضي قريب من الواقع ومكمل له، بينما يستنكر البعض هذه السجالات والمناظرات التي لا تؤدي في النهاية إلا إلى إقصاء الآخر، لأنه مختلف عنه، في حين يجب أن يكون السائد في كل الحوارات هو التحلي بالاخلاق والابتعاد عن سوق الشتائم، والعنف اللفظي، والاتهامات المتبادلة، والعبارات السلبية ونشر الاحباط والشائعات، وكل ما له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالتفرقة بين الناس، في حين يعقب أحدهم ويقول : الفيسبوك وسيلة تواصل اجتماعي مهمة لكن نحتاج لمن يفهم ويدرك طبيعة وخصائص هذه الوسيلة التي انتقلت بالجماهير من خاصية الاتصال الهرمي الذي فرضه الإعلام التقليدي الى خاصية الاتصال الشبكي الذي تماهى فيه القائم بالاتصال والجمهور لحد تبادل الادوار، ثم يقول آخر : مواقع التواصل الاجتماعي اليوم اصبحت منابر اعلامية بامتياز فهي مصدر الخبر ووسيلة سريعة وفعالة لنشر الأخبار بكل انواعها سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها عالميا وإقليميا ومحليا وكذلك ابداء الرأي بكل حرية خاصة في حال عدم تمتع الوسائل الاعلامية الاخرى "الفضائية والورقية" بقدر كبير من الحرية حتى أضحت الصحافة الاليكترونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك و تويتر ) أداة لتكوين رأي عام وفضح القنوات التلفزيونية وبعض الفضائيات المسوقة لاخبار كاذبة وكذلك الصحف الورقية التي قد تكون موالية أو معارضة وحسب سياسة تحريرها التي ربما تحيد عن الحقائق والمصداقية لأهداف وأغراض ومصالح خاصة ..
في حين يرى البعض أن الفيس بوك أصبح مشاع للعاطل والباطل، وكل من هب ودب له صفحة على الفيسبوك يستعرض فيها عضلاته وإنجازاته التي ربما تكون وهمية، وعليه أصبحت بعض الصفحات والجروبات مكان لتصفية حسابات واتهامات وإثارة عداءات قديمة وحديثة، أتت من الواقع المُعاش إلى واقع إفتراضي، ومن خلال المراسلات الكيدية التي تؤكد وتؤصل الكراهية والبغضاء بين البشر كل حسب نواياه فأصبحت بعض المواقع و"الجروبات" بدلا من ان تكون منتديات ثقافية مجدية ومفيدة تحولت إلى مناظرات مذهبية جاهلية وطائفية عقيمة! والغريب أن هذه الظواهر السلبية من إنتاج العرب وحدهم ..فمتى نرتقي للاستخدام الأمثل والأرقى والمفيد لمواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" .
لا يخفى على أحد هذا الانتشار المخيف للتأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك وتويتر " مما أصاب مفاصل الواقع الحقيقي بشلل نصفي "حتى الآن "فتوقف ثم تراجع للخلف، وراح من يدعون الفكر وإمتلاك العقلية الواقعية يقلبون في الماضي وينبشون في التاريخ ليبرزوا أسوأ ما فيه من إختلاف وخلافات وفتن، لندخل في حوارات وجدال عقيم لا يثمر غير مزيد من الفرقة ومزيد من العداءات بين أبناء أمة واحدة، أمة يدعي أربابها انهم ذات أصول وجذور واحدة !.
فما يحدث كل يوم في البرامج الإخبارية والهياج الإعلامي، ماهو إلا رد فعل لهذه المواقع وليس العكس كما يقول الكثيرون ويدعون أن أحداث الواقع تنعكس على مواقع التواصل، من المؤكد أن مواقع التواصل هي الواقع الحقيقي وليس "الافتراضي" كما يسميه البعض ، فكم من مرات نجد تأثير مباشر وغير مباشر لل"تويته" الفلانية أو "الهاشتاج والبوست "العلاني لسياسيين وقادة وصناع قرار من رؤساء حكومات ووزراء الى آخر قوائم المسؤولين في عالمنا العربي المعاصر والمحاصر، مما جعل كل حراك سياسي أو تحرك دبلوماسي يأتي طبقا لما نشر على تويتر والفيس ! وقد تجد حربا اندلعت نتيجة ل "تويته وتغريده " .
وعن المجتمعات والشعوب حدث ولا حرج فقد تشعر وكأننا جميعا كمجتمعات عربية غرقنا في هذه البحيرة الاليكترونية من فيس لتويتر، غصنا اجتماعيا وفنيا وأدبيا واقتصاديا فقد تجد زلزالا في سوق الأسهم نتيجة لتصريح على إحدى صفحات الفيسبوك أو على موقع تويتر !! وهذا الحاصل على كافة الأصعدة في كل جوانب حياتنا العربية !
في الوقت نفسه كرس هذا التفاعل العجيب في تلك المواقع الغريبة؛ المزيد من الانفصال الاجتماعي وإن شئت قل التفسخ الاجتماعي والجفوة الأسرية ، لأنه وصل إلى عمق العلاقات الأسرية والعائلية في مؤسسة الزواج . وما خفي كان اعظم ..