الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

45 صورة ترصد رحلة تابوت توت عنخ أمون من الدفن إلى المتحف الكبير خلال 3000 سنة

تابوت توت عنخ أمون
تابوت توت عنخ أمون

كان توت عنخ آمون أو الفرعون الذهبي كما ذاعت شهرته عالميًا هو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة، ويعد من أشهر الملوك الفراعنة، بسبب اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل وكذلك بسبب وفاته في ريعان شبابه مما،يعد لغزًا يثير فضول الكثيرين.

وقامت كاميرا موقع "صدى البلد" بجولة في المتحف المصري الكبير اليوم، الأحد، وننشر منها 45 صورة، حيث رصدنا التابوت الذهبي للملك توت عنخ أمون أثناء ترميمه، وسعينا لاستكمال قصة هذا الملك العظيم، وبدأت وزارة الآثار ترميم التابوت قبل حوالي شهر، وهي القصة التي عرفناها من د. مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار. 

وقال مصطفي وزيري، دفن توت عنخ آمون في مقبرته الشهيرة – مقبرة 62 – بوادي الملوك، والتي تم اكتشافها في نوفمبر 1922 بمعرفة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم كله، وتبلغ أبعاد غرفة دفن الملك حوالي 6م × 4م، وبها التابوت الأصلي المستطيل الشكل المصنوع من حجر الكوارتزيت، وتزين أركانه المعبودات الحاميات الأربعة ناشرة أجنحتها لحماية التابوت وما به، وكان هذا التابوت يضم بداخله ثلاثة توابيت تتخذ شكل الملك في الوضع الأوزيري.

وتابع مصطفي وزيري "أولها التابوت الذهبي الداخلي وهو تابوت من الذهب الخالص (وزنه 4‚110 كجم) على شكل مومياء، عثر عليه بداخل التابوت الأوسط، وكان ملفوفا بكتان يغطي التابوت بالكامل عدا الوجه وهو موجود الآن بالمتحف المصري بالتحرير، وعند فتح التابوت ظهر القناع الذهبي الشهير للملك الشاب حول رأس المومياء.

والتابوت المذهب الأوسط، وجد بداخل التابوت المذهب الخارجي، وهو مصنوع من الخشب المغطى بصفائح من الذهب، وكان مكسوًا في أجزاء منه بعجائن زجاجية متعددة الألوان، وهو موجود الآن بالمتحف المصري بالتحرير.

والتابوت المذهب الخارجي "الكبير"، هو مصنوع من الخشب المذهب ويمثل الملك على هيئة المعبود أوزير،واليدان مكسوتان برقائق من الذهب ومتقاطعتان على الصدر تمسكان بالشارات الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء، وللتابوت مقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغطاء،وأبعاد التابوت: 223,5 سم طول، 8‚83 سم عرض، 5‚105 سم ارتفاع.

وأكمل القصة د. عيسى زيدان مدير عام الترميم الأولي ونقل الأثار بالمتحف الكبير،قائلا: بعد نقل التابوتين الأوسط والداخلي للعرض بالمتحف المصري بالتحرير، تُرك التابوت المذهب الخارجي بالمقبرة منذ اكتشافها عام 1922،وحتى نقله إلى المتحف الكبير قبل عدة أيام،وذلك لترميمه وحمايته من عوامل التلف التي تعرض لها بالمقبرة، وكذلك لعرضه مع التابوتين الآخرين في نسيج مترابط وسيناريو متناغم في المتحف المصري الكبير عند افتتاحه. 

وبعد القيام بفحص التابوت المذهب الخارجي بعناية شديدة بالمقبرة بوادي الملوك،تبين أن هناك ضعف شديد وشروخ وتساقط في طبقات الجص المذهبة خاصة في الغطاء والقاعدة، مما يتطلب تدخل سريع لإجراء عمليات الترميم في بيئة مناسبة. 

وبعد التنسيق مع شرطة السياحة والآثار،وبعد تغليف التابوت بواسطة أخصائيي الترميم من وزارة الآثار،والإطمئنان على تأمين سبل سلامته أثناء عملية النقل، واستخدام وحدات مضادة للاهتزاز أثناء النقل، تم نقله إلى المتحف المصري الكبير،وتم حُفظ التابوت بقاعة العزل بالمتحف المصري الكبير لمدة سبعة أيام.

وبدأت مرحلة تعقيم التابوت قبل أسبوعين لاستكمال الخطة الموضوعة للترميم، والتي تشمل أيضًا إجراء بعض الفحوصات والتحاليل (غير متلفة لمادة الأثر)، وفي ضوء نتائج هذه الفحوصات تتم أعمال التنظيف الميكانيكي والتنظيف الرطب،ثم تتم عمليات إعادة تثبيت الطبقات المتساقطة في أماكنها الصحيحة، ثم التقوية الشاملة للتابوت،ومن المتوقع أن تستغرق أعمال الترميم حوالي ثمانية أشهر.


-