الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من المجزر إلى قصر عابدين.. قصة الجمل الذي أنقذه الملك فاروق من الذبح

صدى البلد

قاده حظه ذلك اليوم إلى مصيره المحتوم، وقع اختياره مع مثيله الأخر، وحانت اللحظة التي انتظرها الكثيرون، لم يفلت صاحبه، ولكن هو فر هاربا من المكان حتى قادته خطواته إلى قصر عابدين حيث يقبع جلالة الملك فاروق، ليكتب له عمر جديد في ضيافة جلالته.

في ظهيرة يوم الجمعة من شهر أغسطس لعام 1944، استعد صاحب أحد المجازر لذبح جملين يملكهما، وأسن سكاكينه وحسب حسبته للحلم الذي سيبيعه ويجني أموالا مكسبا منه، رفع الجزار سكينته وذبح الأول، وقبل أن يبدأ في الثاني، فر الجمل هاربا مطيحا بما مر امامه.

وبقدر ما كان الجمل مذعورا، أفزع المارة بعدما خرج لشوارع السيدة زينب هاربا من المصير الذي حل بصاحبه، وركضت وراءه جموع الناس ولكن قوة الجمل وسرعته لم تمكنهم من إيقافه والتحكم به، بل تسبب في تكدس وازدحام السيارات تعثر الترام في طريقه بسبب الجمل الهارب، حتى وصل أخيرا الجمل إلى مكان لم يتوقع أحد وصوله إليه، وكأنه يستنجد بملك البلاد لينقذه من الجزار وسكينته قبل أن تقرب رقبته.


اقتحم الجمل قصر عابدين، ولم يتمكن جنود الملك من إيقافه عند البوابة، وبعد محاولات تمكنوا أخيرا من الإمساك به، ووصل الخبر إلى جلالة الملك فاروق بعد الضجة التي أحدثها في القصر، وأمر جلالته حينها بشراء الجمل من صاحبه وإرساله إلى مزارعه الملكية، وأصدر أوامره بإعداد مكان خاص له.

ونقلت صحيفة الأهرام، في عددها الصادر يوم 20 أغسطس لعام 1944، الحادثة التي هزت القصر الملكي، وذكرت أن صاحب الجمل حسين الأشوي، الجزار من السيدة زينب، اشترى الجملين من سوق امبابة، وبعد هروب المل الثاني ودخوله القصر ظن أنه :"هيروح في داهية"، وأشارت الأهرام، إلى أنه تم استدعاء الجزار بعد تلك الواقعة إلى قصر عابدين وسئل عن ثمن الجمل مقدار ربحه من بيعه، وتم منحه المبلغ الذي طلبه، وفوقه منحه من الملك فاروق الذي أوصى بإعطائها له.