الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المسجد النبوي.. تاريخ بدأه رسول الله وحافظ عليه الخلفاء والملوك والسلاطين.. صور

 المسجد النبوى بالمدينة
المسجد النبوى بالمدينة المنورة

إذا قدر الله لك الحج مثل الملايين هذه الأيام، فلا بد من أن تزور المسجد النبوي، والذي يحتل مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، ويحرص كل حاج على زيارته والصلاة فيه، والذي يقع في المدينة المنورة، ويكشف لنا تاريخه الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.

وقال محمد عبد اللطيف لـ"صدى البلد": تنبع عظمة وأهمية المسجد النبوى الشريف من حيث إن اختيار مكانه ووضع أساسه وتحديد قبلته تم من قبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وشاركه فى ذلك أوائل الصحابة من المهاجرين والأنصار، وفى ذلك قمة التشريف والتعظيم لهذا المسجد المبارك.

وأضاف أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة : كما أن الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام قال "صلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" وقد قال أيضًا "من صلى فى مسجدى أربعين صلاة لا تفوته صلاة كتبت له براءة من النار ونجاة يوم القيامة".

وأوضح مساعد وزير الآثار السابق ويعتبر المسجد النبوى فى المدينة المنورة فى المركز الثانى فى قدسية دور العبادة للمسلمين بعد المسجد الحرام فى مكة، وهو أحد ثلاث مساجد تشد لها الرحال فى الدين الإسلامى ، فقد قال صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى). 

وعن بداية نشأة وتأسيس المسجد النبوى، قال مساعد وزير الآثار السابق إنه بعد وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تحيط به جماهير المسلمين من المهاجرين والأنصار،فقد استقرت راحلته وهى الناقة فى مكان يقع فى وسط المدينة، فقام صلى الله عليه وسلم بشراء هذه الأرض من أهلها واختارها لتكون مسجدًا يجتمع فيه المسلمون لأداء صلواتهم وعباداتهم.

وقال أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة: وشرع مع أصحابه فى بنائه ، وكان طول المسجد على عهد النبى 70 ذراعًا والذراع يساوى 64 سم وعرضه ستين ذراعًا ، وتم عمل أساسات المسجد من الحجارة ويجاور دار المصطفى صلى الله عليه وسلم والدار من الطوب اللبن ، وجعل له ثلاثة أبواب وسقفه من الجريد. 

وكشف محمد عبد اللطيف، عن أن عمارة المسجد النبوى كانت على مر العصور موضع اهتمام الخلفاء والملوك والسلاطين، ابتداء من الرسول صلى الله عليه وسلم الذى بعد ذلك وسع فيه بنفسه،وتعاقبت عليه التوسعات فى عهد سيدنا أبو بكر رضى الله عنه، وكذلك فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضى الله عنهما.

واستطرد أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة، ومن بين التوسعات الكبيرة ما قام به الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك فى عام 88 هـ/ 706م، وأعاد بناء جدران المسجد بشكل زاده متانة وأضاف إليه أربع مآذن فى كل ركن مئذنة مربعة ، كما أنه استحدث فى هذا التجديد لأول مرة المحراب فى جدار القبلة.

وواصل مساعد وزير الآثار السابق حديثه، أما الخليفة العباسى الثالث وهو المهدى فقد أعاد فى عام 160 هـ/ 776م بناء المسجد،فوضعه على جانب كبير من الفخامة والمتانة ، واستمر المسجد هكذا لمدة خمسمائة عام،حتى حدث حريق عام 654 هـ/ 1256م فى عهد السلطان الظاهر بيبرس،وأعاد بناؤه مرة أخرى على نفس النمط السابق الذى كان عليه.

وأكمل أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة، كما قام أيضًا السلطان قايتباى بعمل أهم أعمال الإصلاح والصيانة فى العصر المملوكى للمسجد النبوى،وكان ذلك فى عام 879 هـ/ 1474م ، وفى العصر العثمانى كانت هناك بصمات كثير مـن السـلاطيـن عـلى المسجـد النبـوى، ومـن أبـرزهـم السلطان سليمان القانونى عام 940 هـ/ 1533م والسلطان عبد الحميد الأول عام 1187 هـ/ 1773م. 

وتابع مساعد وزير الآثار السابق حديثه،:أما فى عام 1266 هـ/ 1849م فقد أعيد بناء المسجد بأكمله من والى مصر محمد على باشا،وبمشاركة مهندسين من مصر وتركيا، وأشرف على البناء بنفسه إبراهيم باشا ابن محمد على ، وفى هذا التجديد بنيت وغطيت بالرصاص القبة الخضراء.

وأضاف أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة، :أما فى عهد ملوك المملكة العربية السعودية، فإن التوسعات توالت وكان أعظمها ما تم فى عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز،وذلك عام 1406 هـ/ 1985م حتى أصبح المسجد النبوى الشريف أكبر وأضخم مسجد فى العالم بعد المسجد الحرام فى مكة،ووصلت مساحته إلى 400 ألف متر مربع وأصبح يستوعب حوالى مليون مسلم فى وقت واحد.