الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله.. محفوظ عبد الرحمن رحلة إبداع امتدت لأكثر من نصف قرن.. و "الخازوق" يجمعه بزوجته.. وأقاويل بأنه تسبب في حرب الخليج الأولى

صدى البلد

محفوظ عبد الرحمن
اتسمت حياته في الصغر بكثرة التنقل لظروف عمل والده
واظب على حضور جلسات القراءة منذ الصغر 
رفض زيادة مساحة الدور لسميرة عبد العزيز في «عنترة» 

تنوعت وتعددت إبداعاته بين المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون فيما عمل فى عدة إصدارات صحفية من بينها إصدارات لدار الهلال قبل أن يتجه إلى العمل فى وزارة الثقافة اعتبارا من عام 1963 ولم يخل اختياره من دلالة عندما رحب بالعمل فى قسم الوثائق التاريخية، فهو نموذج للمثقف المقاوم للمخاطر التى تحيط بالكيان العربى سواء على مستوى البشر أو الحجر، إنه الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن الذي تحل اليوم ذكرى رحيله.

ولد محفوظ عبد الرحمن، في 11 يونيو 1941 لوالد يعمل ضابط شرطة، وبحكم وظيفته وتغير أماكن خدمته اتسمت حياته آنذاك بكثرة التنقل بين المحافظات، وقلة صداقاته، إذ عاش في الفيوم خلال دراسته بالصفين الأول والثاني الابتدائي، ثم سمالوط في الصف الثالث، ومحافظة المنيا في السنة الرابعة، واستمر نسق حياته على هذه الشاكلة حتى عانى من الوحدة والعزلة بحكم كثرة تنقل والده بين المحافظات بسبب عمله، وهو الأمر السلبي الذي تحول إلى مفتاح لدخول عالم الأدب على إثر تعلقه بمكتبة المنزل، وبدأ في قراءة كل المؤلفات «من فوق لتحت» وحفظ رواية «مجنون ليلى» وهو لا يزال في الصف الأول الابتدائي.

خلال فترة عيشه بالفيوم واظب أحد الجيران على جمع الأطفال المتواجدين بالعقار حتى يقرأ لهم مختلف القصص المنشورة بالمجلات، وهو ما شجع الطفل محفوظ عبد الرحمن على الإطلاع منذ الصغر.

بعد تمكنه من القراءة حرص على تأجير الكتب مقابل قرشين ساغ من أحد المتجولين بالكتب، ورغم عمل والده كضابط شرطة إلا أنه لم يطلع على الروايات البوليسية ما أثار فضوله، حتى وجهه أحد الفلاحين إلى مكتبته الخاصة وحصل منه على 30 رواية فرغ من قراءتهم خلال أسبوع واحد، لكنه لم يحب ذلك اللون من الأدب.

بانتهاء محفوظ عبد الرحمن من المرحلة الثانوية اتجه إلى محافظة القاهرة ملتحقا بكلية الآداب، ولديه مخزون كبير مما قرأه من الكتب حتى قال عن نفسه: «كنت استويت قراية»، وتخرج «محفوظ» في عام 1960 وتمكن من نشر أول مجموعة قصصية له، حتى عُرف بين الناس على أنه قاص وكاتب، قبل أن يعمل في وزارة الثقافة، ثم الكتابة في عدة صحف منها «الآداب» و«المساء» و«الجمهورية» و«الأهرام».

امتدت المسيرة الإبداعية للكاتب محفوظ عبدالرحمن لأكثر من نصف قرن والتي بدأها بالكتابة للمسرح وكتابة القصة القصيرة ثم خاض مجالى الدراما التليفزيونية والسينما.

اتجه للكتابة المسرحية مؤلفا «حفلة على الخازوق» و«ليلة من ألف ليلة وليلة» و«عريس لبنت السلطان»، بجانب مسلسلي «الزير سالم» و«سليمان الحلبي»، وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي ألف مسلسل «عنترة» الذي أخرجه الأردني عباس أرناؤوط، وعند اختيار الممثلين اقترح الاستعانة بالفنانة سميرة عبدالعزيز من واقع مشاهدته له على خشبة المسرح القومي، في المقابل كانت هي تشاهد مسرحية «حفلة على الخازوق» لتقيم ما إذا كان بالإمكان عرضها على مسرح الدولة أم لا.

وأبدت سميرة عبد العزيز آنذاك انبهارها بـ«حفلة على الخازوق»، في حين رفضت دورها في «عنترة» لصغر حجمه، ودفعها المخرج إلى التحدث إلى «محفوظ» لحل المشكلة، لتطالبه بزيادة مساحة الدور إلا أنه رفض، واعدا إياها باختلاف الأمر إذا أرادت العمل معه، ووافقت على الفور.

وبمرور الأيام نشأت صداقة بينهما وتقاربت ظروفهما الخاصة إلى حد كبير، إلى أن وقع في حبها ووافقت على الزواج منه بعد أن عرض عليها الأمر، وأنجب منها ولدا وبنتا، ورغم حبه للسينما إلا أنه كره الكتابة لها، لكن المخرج صلاح أبوسيف أقنعه بكتابة قصة ترتبط بفترة صدر الإسلام، حتى كان فيلم «القادسية» الذي أثار ضجة واسعة في بداية الثمانينيات رغم بعده عن الإسقاطات السياسية حسب قوله.

وبسبب الظروف الإنتاجية تعذر عرض الفيلم داخل مصر آنذاك ليُعرض أولا في العراق، ومع نشوب حرب الخليج الأولى (الحرب العراقية الإيرانية)، كتب أحد النقاد وقتها أن «محفوظ عبدالرحمن هو سبب الحرب بين الدولتين بسبب الفيلم»، وفي بداية التسعينيات خطرت له فكرة الكتابة عن حفر قناة السويس، إثر عثوره على مرجع يتحدث باستفاضة عن ذلك الأمر صدفة في أحد الأيام، حتى نشأت فكرة تأليف مسلسل «بوابة الحلواني» من تلك اللحظة، حتى فرغ منه عام 1991.

ومن مؤلفات محفوظ عبد الرحمن في مجال الدراما، كتب أكثر من عشرين مسلسلا للتليفزيون منها:ساق البامبو:2016 - إشراف درامي، أهل الهوى:2013 - قصة وسيناريو وحوار، أم كلثوم:1999 - مؤلف، بوابة الحلواني، : (ج1 إلي 4) 1992، 1994، 1997، 2001 - مؤلف، ساعة ولد الهدى:1992 - قصة وسيناريو وحوار، قابيل و قابيل:1991 - مؤلف، الكتابة على لحم يحترق:1987 - تأليف، ليلة سقوط غرناطة:1979 - مؤلف، عنترة:1978 - قصة وسيناريو وحوار، الزير سالم:1977 - مؤلف، سليمان الحلبي:1977 - مؤلف، فوتوغرافيا: قصة وسيناريو وحوار.

أما للسينما فكتب، حليم:2006- مؤلف، كوكب الشرق:1999- قصة وسيناريو وحوار، ناصر 56:1996- قصة وسيناريو وحوار، القادسية:1981- قصة وسيناريو وحوار، الشبكة: قصة وسيناريو وحوار، إضافة للعديد من الأفلام التسجيلية و القصيرة.

ومن مسرحياته، بلقيس:2011 - مؤلف، محاكمة السيد ميم:2002 - تأليف، الحامي والحرامي:1988 - مؤلف، احذروا:1988 - مؤلف، عريس لبنت السلطان: 1986، 1978، 1978 - مؤلف، السندباد البحري:1978 - مؤلف. حفلة على الخازوق، ليلة من ألف ليلة وليلة: مؤلف، عريس لبنت السلطان: مؤلف، الحامي والحرامي: مؤلف.

حاز محفوظ عبد الرحمن، على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية أحسن مؤلف مسرحى 1983 والجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن مسلسل أم كلثوم وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون 2002 وجائزة العقد لأفضل مبدع خلال 10 سنوات من مهرجان الإذاعة والتليفزيون.

توفي في يوم 19 أغسطس 2017 بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز الـ76 عاما، داخل العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة في مصر.